وبالنظر إلى قائمة العروض التي تهافتت الفضائيات العربية على عرضها في أكثر من قناة، نجد أن أكثر من 5 أعمال درامية مصرية تناولت الصراع العربي مع الكيان الصهيوني، مما مكنها من أن تكون من أفضل ما تم عرضه خلال شهر رمضان حسب النقاد، خاصة أن أغلب الأعمال الدرامية الأخرى تضمنت مشاهد فاضحة في شهر الصيام، لتتوالى الأخطاء والهفوات التي كانت واضحة للعيان ولا تحتاج إلى مختصين سينمائيين، ونقاد لمعرفتها، خاصة تلك الأعمال التي كانت تعالج قضايا وطنية وقومية· ومن بين الأخطاء التي تداولتها أغلب الصحف المختصة في الفن بالعالم العربي، نجد أن معظم المسلسلات عجزت عن جعل أحداث العمل الفني يدور في فترته الزمنية التي حدث فيه بالفعل، كمسلسل ''حرب الجواسيس'' للمؤلف صالح مرسي، الذي أظهر مدينة روما كما تبدو في الوقت الحالي أي في سنة ,2009 مع أن أحداث الفيلم تدور في السبعينيات، والأكيد أن مدينة روما قد تغيرت كثيرا على مدار أربعين سنة· هذا بالإضافة إلى أن المشاهد لاحظ، وعلى مدار حلقات المسلسل الثلاثين، أن معظم السيارات التي كانت معروضة في المعرض الذي كان يشتغل فيه بطل المسلسل هي سيارات جديدة ولم تكن موجودة خلال تلك الفترة· بالإضافة إلى هذه الأخطاء التي لم تتوقف عن الظهور على مدار حلقات المسلسل، جاءت الحلقة النهائية من المسلسل باهتة، وأقل تشويقا من الحلقات السابقة، فعلى مدار 30 حلقة نجح مخرج المسلسل في صنع عمل درامي جيد، من الناحية التاريخية للعمل كونه مأخوذا من ملفات المخابرات المصرية، وهو مبني على حقائق تاريخية، غير أنه وقع في العديد من الهفوات التي جعلت من أحداث العمل، أحداثا خيالية إلى حد كبير، وهذا ما تم في الحلقة الأخيرة والتي فاجأت المشاهدين كثيرا، لكون الحلقة كانت بعيدة كل البعد عن الذي اعتادوه من الموساد، خاصة فيما يتعلق بحرصهم الشديد على متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالبطلة سامية· وتكرر الأمر ذاته في مسلسل''ما تخافوش'' للممثل نور الشريف، حيث كان من المفترض أن تكون القضية الأساسية لهذا العمل هي جد البطل يهودي الأصل، والذي لم يتم الكشف عنها إلا في الحلقة ال,27 في حين ظلت الحلقات ما قبل تلك الحلقة عبارة عن اطالة وتكرار لأحداث لا غير، خاصة فيما يتعلق بتقديم مكرم الذي قام ببطولته الفنان نور الشريف، لبرنامجه التلفزيوني ''ما تخافوش''، فبدا العمل وكأنه تقديم لتلك الحصة لا أكثر ولا أقل· كما تحدث النقاد أيضا على حالة الإقتباس التي أخذها المسلسل، وهي الحلقة ,22 والتي تم أخذها كاملة من أحداث أحد الأفلام الأمريكية· نفس الشيء حدث مع مسلسل''أفراح إبليس'' للمخرج سامي محمد علي، و بطولة نجم الدراما السورية جمال سليمان، فقد ظهر فيه الأخطاء منذ الحلقة الأولى التي اشتملت على مشهد إطلاق نار، لم يقنع أهل الاختصاص· في حين لقي مسلسل ''أنا قلبي دليلي'' للممثلة السورية الشابة صفاء سلطان، نفس الانتقادات كون المسلسل الذي يحكي سيرة المطربة الراحلة ليلى مراد، قدم صورة معاكسة عن علاقة ليلى مراد بالملك فاروق التي كانت حسب الكثير من العارفين بها، على أنها علاقة صداقة قوية جداً، في حين ظهرت طوال أطوار العمل عكس ذلك تماما، خاصة حين كان يقوم بدعوتها للغناء في قصره وكانت ترفض ذلك في كل مرة· والنهاية الأكثر صعوبة على المشاهد العربي كانت في المسلسل الذي ظل المشاهد يحلم به طوال سنة من الزمن، وهو مسلسل ''باب الحارة'' في جزئه الرابع، الذي سيطر عليه غياب أغلب نجومه وأبطاله للموسم الثاني على التوالي، و ظهور شخصيات أخرى، مما أفقد العمل قيمته التاريخية حسب النقاد وأهل الاختصاص، لينتهي نهاية لم يتوقعها المشاهد·