المعتصمون يقيمون صلاة الغائب وقدّاسا في ''أحد الشهداء'' وسط القاهرة التحق صباح أمس مئات الآلاف من المصريين بالشباب المعتصمين في ميدان التحرير الذين فضلوا قضاء ليلتهم هناك في العراء أو داخل خيم صغيرة نصبوها في ساحة الميدان، وقد شهد اليوم ال 13 للاحتجاجات أمس أول مظاهرة مليونية في "أحد الشهداء" وهو الأول من ثلاثة أيام تقرر تنظيم مظاهرات مليونية فيها خلال ما أطلق عليه "أسبوع الصمود". وقدّرت مصادر من عين المكان عدد المحتجين بحوالي مليوني شخص، والذين أقاموا كما كان متفقا عليه صلاة الغائب في ساحة الميدان على أرواح القتلى، كما أحيا المسيحيون منهم قدّاسا لنفس الغرض، وحضرت عائلات القتلى الذين سقطوا ضحايا الاحتجاجات منذ اندلاعها يوم الثلاثاء 25 جانفي المنصرم، وحملت كل أسرة صور وأسماء أبنائها الضحايا، حيث صلى على أرواحهم المسلمون والمسيحيون، وهو ما أظهر عزم المتظاهرين على اختلاف دياناتهم على مواصلة الضغط حتى تنفيذ مطلبهم الرئيسي برحيل مبارك.جدّد المحتجون رفض أي تحاور مع أطراف السلطة قبل رحيل مبارك وحلّ مجلس الشعب ووضع دستور جديد وإقامة حكومة انتقالية، فضلا عن محاكمة من تسبّبوا في أعمال العنف ضد المتظاهرين، كما أصّر الشباب المتظاهرون على منع دبابات الجيش من الرحيل عن الميدان خشية تعرضهم لهجمات من أنصار مبارك كما حدث سابقا، حيث هرع العشرات منهم ليجلسوا حول المدرعات لمنع العسكريين من المغادرة، وكان الجيش قد عزّز أمس من وجوده بالقرب من الميدان حيث شوهد عناصره بكثافة عند مداخل الساحة، كما انتشروا كذلك بالقرب من المتحف وفي جسر 6 أكتوبر الذين استعمله مؤيدو مبارك للاعتداء عليهم بالحجارة ومختلف الأسلحة . أعلن "ائتلاف شباب الثورة" عن اختيار لجنة مكوّنة من 10 شباب كممثلين للائتلاف المكوّن من حركات "شباب أبريل، وشباب من أجل العدالة والحرية، وحملة طرق الأبواب، والإخوان المسلمين، وحزب الجبهة، وحملة البرادعي، وحركة حشد"، وأكد هؤلاء مطالب المعتصمين وأهمها رفض مبدأ التفاوض قبل رحيل مبارك الذي قال الكثير من المحللين أن تمسكه بالسلطة رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي تعرض لها يعود إلى اطمئنانه إلى ولاء الجيش، غير أنهم أكدوا أن موقف هذا الأخير يمكن أن يتغيّر في أي وقت . كان عمر سليمان نائب الرئيس قد عقد اجتماعات مع قادة أحزاب سياسية معارضة وبعض الشخصيات العامة كرجل الأعمال نجيب ساويرس، فيما التقى رئيس الحكومة أحمد شفيق بقياديين في "الجمعية الوطنية للتغيير"، وكذا بالمنسق السابق للحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي لمناقشة الأوضاع الراهنة، حيث تركزت مطالب المعارضة على تنازل مبارك عن مسؤولياته الدستورية لنائبه، وضمان حق المصريين في التظاهر والاعتصام السلمي دون التعرض للعقوبة، و كذا إطلاق سراح كل المعتقلين خلال الاحتجاجات، و قد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين من جهتها أنها قبلت بالحوار دون أن تتنازل عن مواصلة الاحتجاجات.ن جهة أخرى عرفت شوارع القاهرة أمس عودة الحياة تدريجيا حيث فتحت العديد من المحلات التجارية مع عودة الهدوء النسبي وغياب المشادات وأعمال النهب، وعاد الاكتظاظ إلى طرقات المدينة التي تأوي 20 مليون نسمة، كما لوحظ الرجوع القوي لعناصر أمن المرور، وفتحت الوكالات البنكية أبوابها للمواطنين الذين هرعوا إليها لسحب مرتباتهم بعد أن كانت مغلقة منذ 27 جانفي الماضي . ما تواصل أمس التضامن الدولي مع المتظاهرين حيث تجمع المئات في ساحة "تايمز سكوير" بمدينة نيويوركالأمريكية مطالبين برحيل مبارك عن السلطة، وفي اليابان تظاهر حوالي 200 شخص وسطَ العاصمة طوكيو لإظهار تضامنهم مع المحتجين في ساحة ميدان التحرير وسط القاهرة، وذلك في حين أعلن رئيس البورصة المصرية أنه لن يتم استئناف العمل في البورصة اليوم الاثنين كما كان مقررا، وأكد أن موعد استئناف النشاط بها البورصة لم يحدد وأنه سيتقرر لاحقا وفقا لمجريات الأحداث .أوردت وكالة أنباء الشرق الرسمية أمس أن مجلس الوزراء سيعقد اليوم أول اجتماع له بعد تشكيله الجديد برئاسة أحمد شفيق، حيث من المقرر أن يناقش آخر التطورات على الساحة الداخلية، والجهود الرامية لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وكذا مسائل تحقيق الأمن والاستقرار في مصر، والجهود الرامية لتوفير المواد الغذائية والسلع الأساسية.