توقعت مصادر دبلوماسية عربية أن يكون الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد تلقى قرار تنحيه من المجلس العسكري الأعلى وذلك بعد ساعات فقط عن إعلانه تسليم سلطاته لنائبه السابق عمر سليمان. * وقالت المصادر أن إعلان المجلس العسكري البيان رقم واحد ظهر الخميس كان مؤشرا عن تشكل فجوة بين الرئيس والجيش، خصوصا وأن المجلس عقد اجتماعه الأول دون مبارك الذي يرأسه دستوريا. * وكانت الحلقة الهامة هي في الوعود التي نقلتها السلطات المصرية عبر عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط للجانب الأمريكي بأن مبارك سيعلن تنحيه مساء الخميس وهو ما لم يحدث، الأمر الذي دفع الجيش إلى إعادة حساباته. * إلا أن التحول الجذري وفق نفس المصادر كان ببدء انقسام الجيش، حيث بدأت عناصر من الضباط برتب متوسطة بتسليم أسلحتهم والانضمام للمحتجين في ميدان التحرير، الأمر الذي أشعل الأضواء الحمراء لدى قيادة الجيش. * ورأت المصادر أن خلافات برزت أيضا مع سليمان الذي كان يدير الأمور بعقلية أمنية تنذر بتصاعد الأزمة، مما دفع المجلس لتأمين "انتقال هادئ لمبارك وعائلته لمكان آمن" قيل أنه شرم الشيخ وإن لم يتم تأكيد ذلك يقينا، ومن ثم الطلب من سليمان إعلان تنحي الرئيس باعتباره نائبه حتى لا يظهر الأمر بمثابة انقلاب عسكري. وأكدت نفس المصادر على أن ذلك تم دون إعلام مبارك. * من جهة أخرى، كشفت وثيقة سربها موقع "ويكيليكس" أن الخلاف بين المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المخلوع حسني مبارك، ليس جديدا، بعد أن أعلن الأول صراحة تشكيكه في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري مطلع العقد الماضي، معتقدا أن تخفيف سيطرة الحكومة على الأسعار والإنتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي. * وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أعلنت أن طنطاوي تحدث إلى نظيره الأمريكي روبرت جيتس خمس مرات منذ بدء الثورة الشعبية في مصر كان آخرها مساء الخميس، دون الإشارة إلى فحوى هذه المحادثات.