لم نستفد من اسم الهاشمي قروابي ماديا و الجمعية كانت وصيته الأخيرة أكدت شهرة قروابي أرملة عميد أغنية الشعبي الهاشمي قروابي و الرئيسة الشرفية لجمعيته الثقافية، بأن عائلة الفنان المرحوم لم تستفد ماديا من اسمه، ولا حتى من عائدات حقوق التأليف الخاصة بقصائده و ألحانه المسجلة و المحفوظة لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاروة، موضحة بأن ورثته سبق لهم الاتصال بالديوان لمناقشة الأمر لكن دون التوصل إلى اتفاق. شهرة قروابي كشفت في اتصال مع النصر، عن مجموعة من المشاريع الثقافية و الفنية، المدرجة في إطار برنامج الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي ، مؤكدة بأن الجمعية التي تأسست سنة 2012، هي تجسيد لآخر وصية تركها الفنان قبل وفاته، من بين وصايا أخرى، أهمها إنشاء مدرسة لتعليم الموسيقى و فن الشعبي للأجيال تكون امتدادا له، مشيرة إلى أن المشروع قيد التجسيد حيث باشرت العمل عليه بالتنسيق مع وزارة الثقافة الوطنية و مجموعة من الفنانين، إذ يحتمل أن ترى المدرسة النور بداية من السنة القادمة في حال تم توفير المقر المطلوب لاحتواء أطوارها التعليمية الثلاثة. في انتظار ذلك تبقى تظاهرة جائزة الهاشمي قروابي الكبرى للشعبي، أهم نشاطات الجمعية الرامية إلى حفظ التراث الشعبي و تخليد اسم الفنان الراحل و مواصلة العمل على تلقين رسالته الفنية الراقية للأجيال، علما أن ذات المؤسسة تملك برنامجا ثريا يتضمن مجموعة متنوعة من النشاطات الثقافية داخل و خارج الوطن، على غرار التكريمات و الأيام و الأسابيع الثقافية التي تعتبر حسبها، مناسبة للتعريف بالثقافة الجزائرية و عرض الموروث الموسيقي و الحضاري الوطني العريق، على اعتبار أن دور الجمعية لا ينحصر فقط في خدمة اسم صاحبها و فنه، بل يمتد و يتنوّع بما يخدم الجانب الثقافي و الإنساني عموما. كما تتضمن أجندة الجمعية، مشاريع واعدة تهدف للتوثيق لمسيرة الهاشمي قروابي الفنية، من بينها مشروع الجوق الشعبي الوطني لمدرسة الهاشمي قروابي، إضافة إلى فكرة أغنية مصوّرة تضم مقاطع لجميع أعماله الفنية، من إخراج جعفر قاسم ستعرض على التلفزيونات بداية من شهر جانفي القادم. و تتضمن الأجندة كذلك، مشروع فيلم قصير من 52 دقيقة يتحدث عن هذا الفنان العملاق، الشاعر، الملحن و الإنسان قبل كل شيء، وهو العمل الذي أوضحت أرملة الفنان بأنها لا تزال إلى الآن مترّددة بشأنه كونها تعجز عن إيجاد نص مناسب للفيلم، يرقى إلى المستوى المطلوب، موضحة بأنها قرأت عددا من النصوص التي اقترحت عليها، دون أن تتوقف إلى الآن عند ما هو المطلوب، فما تريده، كما عبرت، هو سيناريو خط بأنامل أحد عشاق الهاشمي قروابي، شخص قالت بأنه قادر على تصوير عشق المرحوم للموسيقى تماما كما كان في الواقع. و بخصوص إرثه الفني، أوضحت شهرة قروابي، بأن المرحوم ترك رصيدا هاما من قصائد الشعبي التي لم يسبق له أداءها علنا، سيتم تسجيلها في البوم خاص سيتضمن كذلك العديد من أعماله الناجحة التي قدمها في فترة السبعينات و نسيت، ليكون بذلك خلاصة سنوات من العطاء الفني و تخليدا لذاكرة رجل مبدع قدم الكثير للساحة الفنية و لموسيقى الشعبي خصوصا. أما بخصوص آرائه حول الشعبي العصري أو نيو شعبي إضافة إلى الشعبي النسوي، فأوضحت بأنه كان أول من عصرن موسيقى الشعبي و خرج به من دائرته المغلقة، حيث أدخل عليه آلات جديدة، وقدم طابعا خفيفا، في أغاني رددها فنانون عرب كبار أمثال ماجدة الرومي، محمد منير و أنريكو ماسياس، أشهرها أغاني « ألو ألو» و « البراح». وعن الشعبي النسوي، أكدت المتحدثة بأن زوجها كان من بين مؤيديه و عشاق الأصوات النسوية الجميلة، لأنه كان يعترف بالموهبة و بأن الفن مجال يستوعب الجميع دون استثناء، ما دام عشاقه يملكون الصوت الجميل و الحس العالي و يتمتعون بالموهبة.