المعاهد الموسيقية العربية تعاني من نقص التكوين الفني تأسف مغني الأوبيرا التونسي حمادي الآغا لضعف المدراس الموسيقية المتخصصة في الموسيقى الكلاسيكية في الوطن العربي والتي وصفها بمعاهد ناقصة من حيث الجانب التكويني الموسيقي، خاصة في تكوين الشباب من الجانب الأوبيرالي. حمادي الأغا الذي التقت به النصر في عرض غنائي مميز ضمن المهرجان الدولي الثقافي للموسيقى السمفونية الذي تتواصل عروضه بالمسرح الجهوي بقسنطينة إلى غاية 20 من الشهر الجاري،أرجع أسباب عدم تمكن الأغنية الأوبيرالية من التغلغل أكثر في نسيج الأغنية العربية إلى مشاكل مادية وغياب رغبة سياسية في دعم هذا الغناء في البلدان العربية، كما أن أكبر تحد يواجه مغني الأوبيرا في الوطن العربي هو غياب تقاليد فنية وموسيقية وهو ما جعل من الصعب بمكان أن تقوم مدارس متخصصة في الوقت الحالي، لأن أرضية الأوبيرا في الوطن العربي لم تؤسس بعد بالشكل المطلوب. يبقى الأمل، حسب حمادي الآغا، قائما مع ظهور الموسيقى العابرة للحدود، فالغناء الأوبيرالي يستطيع أن يبدأ في بناء تقاليد خاصة به في المستقبل ، ونوه محدثنا بهذه الموجة الجديدة التي جعلت الغناء في الأوبيرا سمة عالمية ولم يعد مرتبطا بالثقافة الأوربية مثلما كان عليه الحال في قرون ماضية. وأكد المغني التونسي بأن هناك إمكانية كبيرة في الوقت الحالي لغناء الأوبيرا باللغة العربية الفصحى، حيث أن الإدراك الموسيقي لدى العرب أصبح يستوعب هذا الطابع الغنائي، فكانت تجربة غناء نشيد «عليك مني السلام» على شكل أوبيرالي، تجربة رائدة ومشجعة على العمل في مشاريع أخرى تستند على الغناء باللغة العربية. في نفس السياق أكد الآغا على ضرورة ألا تكون الأوبيرا العربية مجرد تقليد للمدراس الأوروبية ،حيث شدد على ضرورة حفظ الروح الشرقية التي تميز هذه الموسيقى ،مضيفا بأن أكبر مشكلة تواجهها المعاهد الموسيقية في الوطن العربي هي نقص التكوين الموسيقي. و يرى مغني الأوبيرا بأن حضوره إلى قسنطينة كان بطريقة غريبة، حيث انضم لفرقة التينور بعد التقائه بالثلاثي المتكون من المايسترو أمين قويدر ،ومغنيي الأوبرا رجاء الدين من مصر، و يانيس بن عبد الله من المغرب و بذلك اتضحت معالم مشروع موسيقي يدمج السمفونيات مع الغناء الأوبيرالي. و كانت التجربة، حسبه ،ناجحة ومشجعة على العمل في ميدان الغناء الأوبيرالي في أوركسيترات عربية وبمشاركة أصوات أوبيرالية عربية.