أنا بركان من الإبداع يبحث عن فرص للإنفجار غناء و تمثيلا تعتبر من بين المطربين القسنطينيين الذين تألقوا بأدائهم للأناشيد و الأغاني الوطنية ، فقد كانت انطلاقتها كفنانة محترفة و ملتزمة ببطولة «ملحمة الجزائر» في سنة 1994، لكن طموح دنيا الجزائرية الذي تشبهه ب"طموح الطالب الذي يرنو إلى إكمال دراساته العليا في الخارج، للحصول على شهادات معترف بها عالميا"، قادها إلى المشرق العربي. تعاملت هناك مع أسماء كبيرة في مجالي كتابة الأغاني و التلحين و تمكنت من أداء باقة من أجمل الأغاني العاطفية المشرقية بروح جزائرية على ركح المسرح القومي و دار الأوبرا بمصر، و أتيحت لها الفرصة للغناء في حفل واحد مع أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية التي أكدت أنها كانت تربطها بها علاقة أساسها الحب و الاحترام ،عكس ما روجته بعض الجهات،كما تمكنت من التعاقد مع شركة صوت الفن، ثم روتانا للصوتيات و المرئيات، لكنها عادت إلى الوطن بعد غياب 13 عاما تقريبا، لتحتضن تراثه الفني و تصدح بحبه و تستعد لتتغنى مجددا بثورته. عن كل ذلك سلطت دنيا الضوء في هذه الدردشة مع النصر. .النصر: مارأيك في فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ؟ دنيا الجزائرية : التظاهرة تضم برنامجا ثريا لترسيخ الفعل الثقافي، بحضور كافة ولايات الوطن للتعريف بكنوزها الثقافية و مشاركة دول عربية و أجنبية من أجل السماح للمفكرين و المبدعين بالمساهمة في المشهد الثقافي و توسيع الرؤى الثقافية و الفنية، و من ثمة بناء سياسة ثقافية دائمة.و قد كان لي شرف المشاركة في إحياء حفل خلال فعاليات التظاهرة. .ما رأيك في الأغنية الجزائرية اليوم هل حققت التطور المنشود، أم أنها لا تزال تراوح مكانها؟ الأغنية الجزائرية كانت و لا تزال متطورة، برصيدنا التراثي أغاني عيسى الجرموني، أول مطرب شاوي عربي غنى بالأولمبيا بفرنسا، و أغنية دحمان الحراشي «يا الرايح وين مسافر»أصبحت تغنى بمختلف أنحاء العالم.. .و الأغنية الوهرانية تضم نغمات تتدفق بالأحاسيس كأغاني أحمد وهبي و بلاوي الهواري و الشاب حسني و أسماء عديدة لشيوخ الأغنية البدوية الوهرانية الذي تركوا بصمة فنية خالدة في الساحة الفنية. فالجزائر ثرية بألوان غنائية جميلة جدا و مميزة ، و وجود دخلاء و متطفلين على الساحة لا يؤثر على كنوزها التراثية و لا يعرقل تطورها. .ماذا تمثل أغاني المالوف بالنسبة إلى دنيا ابنة قسنطينة؟ المالوف يسكن في دمي و عروقي، فأنا ابنة قسنطينة الساحرة، العالية بصخورها و جسورها .أنا أحتضن مدرسة المالوف الراقية بروحي و قلبي، و سأظل أحتضنها .على فكرة سبق لي و أن مثلت الجزائر في مهرجان المالوف بطرابلس بليبيا، و شاركت في المهرجان الدولي للمالوف، و قمت بإحياء حفلي افتتاح و اختتام يوم العلم الموافق ل16 أفريل .و الأجمل أنني صورت أغنية «يا باهي الجمال» باسطنبول بتركيا ،و كان معي رائد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني و فرقته الموسيقية.عن قريب سأطرح مجموعة من الأغاني المالوفية على شكل أقراص مضغوطة، فأنا أفتخر بتراث بلادي و أسعى لإبرازه من خلال أغنياتي القادمة . . ماهي الرسائل التي تمررها دنيا الجزائرية من خلال أغانيها؟ عندما أحضر أغنية جديدة، أركز على مختلف الجوانب، و أدرسها جيدا من حيث المضمون و الرسالة التي تحملها، فأنا أطمح لكي أكون قدوة حسنة في عالم الفن و أن تكون لي بصمتي الخاصة فيه.أنا أحمل قضية و من واجبي أن أمرر رسائل سامية و راقية تفيد المجتمع ،لأنني أؤمن بمقولة «أعطني فنا جيدا أعطيك مجتمعا جيدا». . حققت النجاح و الشهرة بالجزائر بأدائك لباقة من الأغاني الوطنية ،و مشاركتك في ملحمة و «أوبيراتات» ،ثم سافرت إلى المشرق العربي لأداء أغنيات عاطفية ،هل حققت طموحاتك هناك؟ أعتبر انطلاقتي في عالم الفن كفنانة محترفة ،من خلال «ملحمة الجزائر» في 1994 التي قمت ببطولتها لمدة أربع ساعات و نصف دون توقف.و قد منحتني فرصة التعامل مع عدة ملحنين جزائريين و على رأسهم أخي محمد بوليفة رحمه الله، إلى جانب شعراء جزائريين على غرار عز الدين ميهوبي و سليمان جوادي و عمر البرناوي و بلقاسم خمار و غيرهم. طموحي كفنانة، كان يشبه طموح الطالب الذي يتطلع إلى إكمال دراسته في الخارج ليضيف إلى رصيده العلمي المزيد من المعارف و المعلومات و يحصل على شهادات عليا معترف بها عالميا.لهذا كان لابد أن أسافر، و أحتك بأساتذة الفن في الوطن العربي...تعاقدت هناك مع شركة صوت الفن ،شركة محمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ ، و سجلت أغنيات مع كبار الملحنين و الشعراء على غرار نزار قباني و محمد الموجي و محمد حمزة و خالد الأمير و صلاح فايز و محمد سلطان و عبد الرحمان الأبنودي و عمار الشريعي و أحمد فؤاد نجم و كمال الطويل و حلمي بكر و عبد السلام أمين و جمال بخيت و غيرهم.بعد ذلك تعاقدت مع شركة روتانا . .هل هناك ظروف أو أسباب معينة جعلتك تعودين إلى الجزائر بعد أن حققت الحلم المصري أو المشرقي ؟ طموحاتي كبيرة ليس لها حدود، لأن الفن بحر يليق بك أن تبحث فيه و تتعمق.أطمح إلى أن أقدم دائما أعمالا فنية تضيف لرصيدي و تجعلني دائما فنانة مميزة.على فكرة، كلما أجهز عملا جديدا أعتبره بمثابة مولود جديد و أحرص على أن أخضع رصيدي باستمرار إلى الدراسة العلمية الأكاديمية. طموحي لا ينتهي. كنت بمصر في مهمة عمل، و اليوم أنا مقيمة و مستقرة ببلدي الحبيب، لكنني كالطائر أسافر و أعود دائما إلى أحضان الوطن الأم. .مر حوالي 21عاما على انطلاقتك الفنية ،كيف تقيّمين مسارك؟ ماذا أعطاك الفن و ماذا أعطيته أنت؟ أنا علي أن أعمل و أجتهد، لا أستطيع أن أقيم نفسي.جمهوري العزيز الذي أكن له كل الحب و التقدير و الإحترام هو الذي يقيمني.الفن أخلاق و قد أعطاني الحب و الصدق و الوفاء و الالتزام و الانضباط و المسؤولية .و أنا أعطيته كل وقتي و حياتي و عمري، و لا زلت أغدق عليه بالعطاء حتى أفجر البركان الذي بداخلي و أمتع جمهوري الغالي بفن جميل و راق . . تعاقدت مع شركة روتانا للإنتاج الفني ،كيف كانت تجربتك معها؟ ألم تصطدمي ببعض الشروط التي طالما اشتكت منها فنانات و كذا فنانين رجال ؟ عموما كانت تجربتي مع روتانا جيدة. .كم ألبوما سجلت مع روتانا؟ سجلت ألبوما واحدا مع روتانا هو «فيه حاجة بينا». لاحظت في هذه الشركة بأنه يتم التعامل مع الفنان ببطء شديد لا يخدمه .على كل حال «فيه حاجة بينا» حقق نجاحا كبيرا في العالم العربي،و سيتم توزيعه قريبا بالجزائر. .من دعمك و شجعك من الفنانين المصريين و العرب أثناء غربتك التي دامت حوالي 13عاما ؟ لدي الكثير من الأصدقاء من الفنانين المصريين و العرب و علاقاتي بهم طيبة أفادتني في مساري الفني.لقد اكتسبت منهم الخبرة و تعلمت أشياء كثيرة و تعرفت على ثقافات أخرى و حضرت الندوات و الورشات التكوينية التي ينظمونها في الفن و الموسيقى و الشعر.و لا يزال أمامي الطريق طويلا لأتعلم أكثر إن شاء الله. . كيف كانت علاقتك بالراحلة وردة الجزائرية و فلة عبابسة؟ علاقتي بأميرة الطرب العربي وردة الجزائرية كانت في منتهى الحب و الاحترام.التقينا في حفل بمصر بقاعة المؤتمرات، و كان لي الشرف الكبير و الحظ للغناء في نفس الحفل الرسمي معها بحضور رئيس الجمهورية .أنا كنت مبرمجة في افتتاح الحفل ووردة في ختامه. أما علاقتي بفلة عبابسة فهي طيبة و بيننا كل خير. .ألم تصادفي صعوبات في الغناء باللهجة المصرية؟ من أحلى اللهجات التي أغني بها بطلاقة بعد اللهجة الجزائرية الأم ،هي اللهجة المصرية. . لديك تجربة فوازير مع جدو حسان و الحاجة زازة عنوانها «حاجي و فاجي» كيف تقيّمينها؟ كانت تجربة جميلة و أفكر في إعادتها في رمضان القادم إن شاء الله. . لو اقترحت عليك أعمالا أخرى هل ستوافقين على التمثيل فيها؟ لم أجد النص و السيناريو الملائمين لشخصيتي و الموضوع الهادف الذي يحمل رسالة. بصراحة ،لو أجد المخرج القادر على استخراج شيء من أعماقي و يكتشفني كممثلة فأنا أرحب بالفكرة. .أتذكرين أول أغنية أديتها؟ أول أغنية أديتها في بداية الطريق عنوانها «قبل الطريق»للشاعر اليمني عبد الله البردوني، و تم تصويرها بمدينة القالة مع المخرج علي عيساوي. و قد وجدت كل التشجيع من أهلي لمواصلة مساري الفني. . ماذا عن الغناء الثنائي؟ أديت منذ سنتين تقريبا أغنية دينية ثنائية مع المطرب عبد الرحمن جلطي عنوانها «يا رمضان»و تم تصويرها و بثها .و قد أديت قبلها أغنية وطنية مصورة عنوانها»لا تركعي»من تلحين نوبلي فاضل و أشعار عز الدين ميهوبي، إلى جانب أغنية «قاوم» من كلماتي فأنا أحرص على التنويع في الأغاني التي أقدمها لجمهوري . .كيف قضيت صيف 2015؟ شاركت في إحياء حفلات في مهرجان تيمقاد الدولي و بقاعة الزينيت بقسنطينة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، إلى جانب حفلات الكازيف. بعد ذلك أخذت قسطا من الراحة و استمتعت بممارسة رياضتي المفضلة وهي السباحة .أما سبتمبر فهو شهر التحضيرات و التسجيلات ... .هلا أخبرتنا عن مشاريعك؟ أحضر حاليا أغنية جديدة حول نوفمبر المجيد و ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية. و سأطرح قريبا مجموعة من الأقراص تضم أغاني من طابع المالوف. و كم أتمنى أن تتاح لي الفرصة لأقدم ملحمة وطنية في حجم و مستوى «ملحمة الجزائر» في 1994 و أنا على أهبة الاستعداد لذلك، فكل شيء يتحقق بالإرادة و الاجتهاد. كما أقول لجمهوري الجزائري و العربي انتظروني دائما لأهديكم الجديد و الجميل.