سمفونية متعددة الجنسيات تحتفي بالأغاني الجزائرية في قسنطينة أبهرت المغنية الجزائرية آمال إبراهيم جلول الجمهور القسنطيني في سهرة الأحد بقدرتها الكبيرة على أداء الأغاني العالمية والجزائرية في شكل أوبيرالي جميل، حيث صفق لها الجمهور مطولا خاصة حين أعادت أغنية «آمدياز» لإيدير ،في حين أبدعت الأوركسترا المتعددة الجنسيات في إعادة أشهر الأغاني التي تتميز بها الطبوع الجزائرية، وذلك في اختتام فعاليات الطبعة السابعة من المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، والذي أعيدت عروضه الدولية بمدينة الجسور المعلقة، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية2015 بالمسرح الجهوي بقسنطينة. الحفل الأخير الذي حط رحاله في عاصمة الشرق الجزائري جمع عازفين من جنسيات مختلفة، مشكلين بذلك أوركسترا عالمية لأول مرة في قسنطينة، قادها الجزائري المايسترو أمين قودير و الذي تحكم بشكل منضبط واحترافي في جوق متعدد الجنسيات مكون من 20 دولة ،ضم مختلف الآلات الموسيقية الأساسية إذ توزع العازفون على الآلات المختلفة بعد أن أدوا وصلاتهم الموسيقية مع فرقهم الأصلية ، ضمن فعاليات المهرجان الذي دام لأكثر من أسبوع ليتم اختيار الأفضل منهم ليقدموا سمفونية ختام فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية في طبعته السابعة. مفاجأة السهرة الختامية كانت مع السوبرانو الجزائرية آمال ابراهيم جلول، التي أدت افتتاحية لموزار "Noces de Figaro"بصوت أوبيرالي جميل ،حيث اعتلت المنصة بثوبها الأحمر البراق وغنت أروع الأغاني العالمية والجزائرية، وبعد التصفيق الطويل التي حظيته الفنانة الجزائرية المقيمة حاليا في فرنسا، تابعت عرضها الموسيقى المبهر مع المايسترو أمين قويدر والفرقة متعددة الجنسيات لتؤدى أروع معزوفات موزار، على غرار "دون جيوفاني" ،"فيغارو"، ليتبع العرض الفني الشيق "رينالدو" للموسيقار هندل، ثم مقطعا من "كاودريليا روستيكانا" لماسكانيي، ثم آخر لبوتشيني، فمقطع من "روميو وجولييت" للموسيقار غونو باللغة الفرنسية. وكانت من بين المقاطع التي صفق لها الجمهور طويلا أغنية "آمدياز" لإيدير، والتي عمل على توزيعها الموسيقي إسماعيل بن حوحو. الجزء الثاني من السهرة، كان من نصيب الموسيقي العالمي والعازف على آلة تشيلو، آرام تاتاليان، ليقدم أشهر المعزوفات التي تؤدى بآلة التشيلو ويقوم بعزفه المنفرد تحت أنظار الجمهور القسنطيني الذي بدت عليه علامات الإعجاب والاستمتاع فقدم لهم العازف الأرميني كونسيرتو فيولنسيل رقم 1 من تأليف سان سانس، وهو ما جعل المتواجدين بالقاعة يصفقون له بشكل متواصل بعد انتهاء كل وصلة غنائية. وتألقت الأوركسترا متعددة الجنسيات بقيادة المايسترو أمين قويدر في أداء أشهر المقطوعات العالمية والجزائرية فكانت معزوفة "المسيرة الكبيرة" للموسيقار فيردي، إشارة لاستمرار المفاجآت التي حملتها الشهرة الختامية ، ليليها الفالز الشهير من "كسارة البندق" ومعزوفة "مشية العبيد" لتشايكوفسكي، حيث سادت أجواء الصمت والمتعة أرجاء المسرح التاريخي لكن ذلك لم يستمر طويلا ،حيث علت التصفيقات بحرارة منذ النوطات الأولى لموسيقى «قراصنة الكاريبي» الشهيرة، للمؤلف الألماني كلاوس بادلت، وعنوانها "لعنة اللؤلؤة السوداء". ختام السهرة الأخيرة كان مع باقة من الأغاني الجزائرية التي أعيدت على شكل معزوفات عالمية مثل «يا الرايح» لدحمان الحراشي، «اشظح آ الطاوس» لآيت منقلات، «الغوماري» لعائشة لبقع من التراث الصحراوي، و«يا الزينة» لفرقة راينا راي. جدير بالذكر بأن الجمهور توافد بشكل كبير على السهرة الختامية، حيث امتلأ المسرح الجهوي بقسنطينة عن آخره، وتابع الجمهور فعاليات الحفل الفني الموسيقي إلى لحظاته الأخيرة.