غول : نجاح السياحة مرتبط بتخليصها من البيروقراطية و الذهنيات المتحجرة دعا وزير تهيئة الإقليم والسياحة و الصناعات التقليدية، عمار غول، أمس الثلاثاء ببرج بوعريريج، المستثمرين الخواص في قطاع السياسة إلى ضرورة الاعتماد على مقاربات و أبعاد وطنية و اقتصادية في استثماراتهم، من خلال تنويعها بإدراج عديد المجالات في المجمعات و الحظائر السياحية و عدم الاكتفاء بمجالات الفندقة و الترفيه. كما دعا إلى الاهتمام بالتاريخ و إدماج نشاطات رياضية و خدمات صحية، فضلا عن الجانب الطبيعي و البيئي، و المقومات الواجب توفرها في المجال السياحي لضمان نجاح مشاريعهم بما يعود بالإيجاب على الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى قرب الانتهاء من إعداد اتفاقية بين أربعة قطاعات وزارية و هي البيئة و السياحة و الثقافة و وزارة المجاهدين لإثراء السياسة الجديدة لقطاع السياحة، بغية استغلال جميع المقومات و الإمكانيات للنهوض بالقطاع . و شدّد عمار غول في زيارة تفقدية قادته إلى ولاية البرج، على ضرورة تخليص قطاع السياحة مما وصفه بالعقليات المتحجرة و النظرة الكلاسيكية و القضاء على البيروقراطية، مثمنا في ذات الوقت، انفتاح المستثمرين الخواص على مكاتب الدراسات الأجنبية لجلب المعرفة و اكتساب الخبرات في مجال التسيير السياحي، و ذلك لتطوير القطاع و تنويعه لفائدة جميع فئات المجتمع. و ألّح الوزير في هذه النقطة بالذات، لدى حديثه مع مستثمرين خواص، على ضرورة توفير الخدمات لجميع الفئات بما فيها العائلات محدودة الدخل و وضع هذه الاعتبارات في الدراسات المنجزة لإستثماراتهم. و لفت الانتباه إلى أن بعض المستثمرين يضعون في حساباتهم العائلات الميسورة و يفرضون أسعارا في مجمعاتهم السياحية تفوق قدرات العائلات البسيطة، و دعا في هذا السياق إلى الالتفات لهذه الفئات و وضعها في الحسبان، من خلال توفير بدائل كثيرة سواء ما تعلق منها بالخدمات السياحية و كذا مرافق الإيواء و الإطعام و فرض أسعار حسب نوعية الخدمات مع مراعاة مستوى دخل العائلات الجزائرية المتفاوتة في دخلها المادي، مضيفا أن وزارته تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال إطلاقها لشعار « أعرف بلادك أولا». الوزير قال أيضا، أن قطاع السياحة أصبح محظوظا لكونه التصق بتهيئة الإقليم الذي يشمل 23 قطاعا وزاريا، ما سيسمح بخلق تكامل بين مختلف القطاعات و يمكّن من انجاز مشاريع سياحية بمواصفات دولية بعيدة عن عقلية « البريكولاج « و تكون مدمجة في عدة مجالات بأبعاد و مقاربات اقتصادية تجعل من التاريخ و الطبيعة و الصحة و الثقافة و المنتوج التقليدي و البيئة و الغابات في خدمة قطاع السياحة. و في ذات الإطار، أبرز الوزير، أن قطاع السياحة أصبح يحظى باهتمام خاص من قبل رئيس الجمهورية و كذا الوزير الأول، لاسيما بعد انخفاض أسعار البترول و تداعيات الأزمة الاقتصادية، مضيفا أن انخفاض الأسعار عاد بالإيجاب على قطاع السياحة، بحيث أصبح ضمن القطاعات الخمسة المعوّل عليها لإثراء الاقتصاد الوطني و هي قطاعات الفلاحة، السياحة، الصناعة، الخدمات و المعرفة. من جانب آخر، قال عمار غول أن دائرته الوزارية تعمل على إعطاء وثبة جديدة لقطاع تهيئة الإقليم، من خلال تنظيم العقار و تسخيره للقطاعات المربحة، سواء تعلق الأمر بالعقار الفلاحي أو الصناعي و العقار المخصص للبناء و المشاريع الأخرى في مختلف القطاعات، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في العقار و توجيهه حسب البعد الإقتصادي و مردوديته في القطاعات المربحة.