أجمع أهل الاختصاص من تقنيين ولاعبين دوليين سابق، بأن مردود الخضر في المقابلة الودية الثانية، والتي جمعتهم بالمنتخب السنغالي، لم يكن مقنعا، كما أنه لم يكن في مستوى طموحات الأنصار الذين لم يعد يقنعه سوى الفوز بالنتيجة والأداء، وهذا بعد التألق والتأهل التاريخي إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل، ولو أن هناك من هؤلاء التقنيين والدوليين السابقين، والذين رصدت النصر انطباعاتهم بخصوص مباراة سهرة أول أمس، من يرى بأن أداء الخضر كان مقبولا رغم عديد النقائص. سمير زاوي (لاعب دولي سابق): رغم الفوز الأداء كان غير مقنع يرى اللاعب الدولي السابق سمير زاوي، بأن مردود الخضر أمام السينغال عرف بعض التحسن، مقارنة بالمواجهة الودية الأولى مع غينيا، ولو أنه لم يبلغ المستوى المنتظر، موضحا للنصر بأن حقيقة الميدان أكدت بأن منتخبنا الوطني فقد الكثير من بريقه: «اعتقد بأن لقاء السنغال حتى وإن أعطى الانطباع بوجود رد فعل إيجابي من اللاعبين، إلا أنه صراحة كشف عن غياب الحرارة المعهودة للخضر والتنظيم في اللعب، ناهيك عن الانضباط التكتيكي. بكل تأكيد يبقى أمام الناخب الوطني عمل كبير لاستعادة هيبة منتخبنا، الذي لم يعد بمقدوره فرض وجوده وطريقة لعبه حتى أمام منافسين أقل شأنا منه». وفي معرض حديثه ذكر زاوي بأن التغييرات الاضطرارية التي لجأ إليها غوركوف في مباراة أول أمس، لم تأت بالجديد الذي تتطلع إليه الجماهير الرياضية، في ظل النقائص والثغرات التي ما زالت تلازم التشكيلة الوطنية: «مباراة السنغال ورغم بعض التغييرات المفروضة على الناخب الوطني، إلا أنها شكلت محكا حقيقيا للاعبين الذين لم يقدموا ما كان منتظرا منهم، ولولا الفوز وبشق الأنفس لكانت الكارثة أعظم. لذلك أرى بأن الانتصار بهدف يتيم، لا يمكن أن يحجب النقائص». من جهة أخرى أكد المدافع الدولي السابق، أن الخضر استفادوا كثيرا من المقابلتين الوديتين أمام كل من غينيا والسينغال، مضيفا أن غوركوف يكون قد حفظ الدرس وعليه تصحيح الأخطاء، قبل الاستحقاقات القادمة بداية من لقاء تنزانيا: «أنا على يقين من أن الناخب الوطني تنتظره ورشة كبيرة، وعليه مضاعفة العمل وبرؤية مغايرة ليست كتلك التي يعتمد عليها حاليا، لأن الأداء العام للأفناك في الخرجتين الوديتين أدخل الشك في نفوس الأنصار». محي الدين خالف (مدرب وطني سابق): غينيا والسينغال وضعا منتخبنا في حجمه الحقيقي لم ينتهج محي الدين خالف المدرب الوطني السابق أربعة مسالك ليؤكد بأن اللقائين الوديين وضعا منتخبنا في حجمه الحقيقي، مبرزا خطورة المرحلة التي تمر بها كرتنا، مشيرا إلى أن ظهور الخضر أمام السنغال يعكس معاناة الكرة الجزائرية.وقال خالف بأنه لم يتابع اللقاء الأول أمام غينيا، لكنه تمكن من أخذ فكرة شاملة حوله عبر وسائل الإعلام، مضيفا بأن مقابلة أول أمس التي شاهدها كشفت برأيه عن تراجع رهيب لمستوى الخضر: «لا أريد التدخل في شؤون الناخب الوطني، لكن هناك حقيقة تقال وهي أننا بلغنا درجة من التراجع، ولو أن منتخبنا لم يكن يتمتع بمستوى عال، رغم مشاركته الجيدة في مونديال البرازيل. لقد لاحظت فوضى في اللعب فوق أرضية الميدان، مع تواجد لاعبين تائهين لم يقووا على مسايرة ريتم اللقاء، أو القيام بمحاولات تعكس سمعتهم، بخلاف السنغال الذي كان منظما ومنضبطا تكتيكيا، ولو لا تساقط الأمطار والأرضية الزلجة، لتمكن الضيوف من زيارة الشباك». على صعيد آخر اعتبر المدرب الوطني الأسبق بعض الخيارات لغوركوف غير صائبة، سواء من حيث الأسماء أو المناصب، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات الإعدادية يجب أن تستغل بالشكل الإيجابي: «صراحة أتساءل متى ننتهي من عملية الانتقاء ونستقر على تعداد نموذجي، لأنني لاحظت بأنه منذ مونديال البرازيل، قام الناخب الوطني بتجريب أزيد من 50 لاعبا، دون الوقوف على التعداد المثالي. فهذا في نظري لا يساعد على بناء منتخب قوي ومتكامل الخطوط، وعلينا الحد من توجيه الدعوة لكل من يبرز في فريقه بلقطة أو تمريرة، لأن الانضمام إلى المنتخب الوطني يتطلب الكثير من الشروط». ويرى نفس المتحدث بأن المباراتين الإعداديتين كان من المفروض أن تساعدا الناخب الوطني على إحداث التغييرات، من خلال منح الفرصة لجل اللاعبين، سيما الوجوه الجديدة وليس البحث عن النتيجة: «ما وقفت عليه هو أن غوركوف وضع نفسه في وضعية حرجة، إلى درجة أنه ساهم في مضاعفة درجة الضغط على نفسه وعلى اللاعبين. فعوض تسيير اللقائين بحكمة وإقحام العناصر التي جلبها من أجل الوقوف على قدراتها، راح يعول على النجوم والأسماء المعروفة رغم عدم جاهزيتها من أجل كسب النتيجة، ما جعله في موقع صعب، خاصة وأن الأداء لم يكن مقنعا». موسى صايب (لاعب دولي سابق): المباراة صورة طبق الأصل للأولى اعتبر موسى صايب مقابلة السنغال الودية، صورة طبق الأصل للمواجهة الأولى أمام غينيا، موضحا بأن الاختلاف الوحيد يكمن في الفوز وبأضعف حصيلة، مشيرا في ذات السياق إلى أن منتخبنا الوطني لم يتخلص من سلبياته: «شخصيا لست مقتنعا بأداء الخضر أمام السنغال رغم الفوز الشاق، لأنه ما وقفت عليه من مستوى هش للاعبين يستوجب مضاعفة العمل لاستعادة بريق كرتنا. الانتصار حتى وإن امتص غضب الجماهير، إلا أنه لا يمكن أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، أمام الثغرات العديدة وحتى التغييرات التي قام بها غوركوف لم تكن في مستوى تطلعات الأنصار، ما يعني أن الفوز لن يحجب الثغرات والسلبيات».وفي سياق حديثه عبر صايب عن مخاوفه من مستقبل الخضر، في ظل الحالة المعنوية المتدهورة، وعجز الناخب الوطني عن التحكم في المجموعة: «صراحة صرت أخشى على كل خرجات منتخبنا، لأنه لم يعد باستطاعته البروز والظهور بوجهه المعتاد، مثلما كان الشأن في لقاء أول أمس أين كان جل اللاعبين بعيدين عن مستواهم في غياب الصرامة والروح القتالية، رغم محاولات البعض منهم إعطاء ريتم سريع للمواجهة لكن دون جدوى». ومن هذا المنطلق يرى صايب بأن الوضع الحالي لمنتخبنا، يتطلب إعادة النظر في عديد الجوانب قبل فوات الأوان، مبرزا درجة التراجع في الأداء وتنظيم الصفوف على أرضية الميدان، فضلا عن تدني اللياقة البنية: «بكل وضوح منتخبنا الوطني استفاد كثيرا من المواجهتين الوديتين، وعلى غوركوف استيعاب العبر، خاصة وأن غينياوالسنغال أعطيا لنا درسا في الواقعية والكرة الحديثة، كما أنه على رواد كرتنا تبني سياسة مغايرة من خلال منح الفرصة للأكثر جاهزية دون الاعتماد على الأسماء». عبد الغاني جداوي (مدرب وطني سابق): ظهور مقبول رغم النقائص وصف المدرب الوطني السابق عبد الغاني جداوي، ظهور الأفناك في اللقاء الودي مع السنغال بالمقبول، بالنظر- كما قال- للمرحلة الصعبة التي يمر بها منتخبنا، مضيفا أن السنغال بترسانة نجومه لم يسهل من مهمة الخضر، الذين سقطوا برأيه في فخ التسرع واللهث وراء التسجيل، للتخلص من الضغط المفروض عليهم، عقب الخسارة في المواجه الأولى مع غينيا.وحسب جداوي فإن المردود العام للخضر كان متوسطا، متسائلا عن تراجع أداء بعض اللاعبين: «شخصيا وقفت على بعض الإيجابيات في مباراة السينغال، منها رد فعل المجموعة، لكن هناك سلبيات على غوركوف معالجتها، أبرزها غياب التنسيق ونقص الفعالية والتنظيم في اللعب، بغض النظر عن خياراته التكتيكية». رغم هذا يرى الناخب الوطني السابق، بأن المقابلتين الوديتين شكلت فرصة للناخب الوطني لمعالجة النقائص والوقوف على جاهزية اللاعبين سيما الوجوه الجديدة، مبرزا التغييرات التي قام بها أمام السينغال: «أعتقد بأن مقابلتي غينيا والسينغال لم تكونا سوى محطة تحضيرية لمعالجة النقائص وإحداث التعديلات اللازمة، وبكل تأكيد استفاد منهما الطاقم الفني الوطني الذي عليه استيعاب الدروس جيدا. ما وقفت عليه كذلك هو التراجع في أداء بعض اللاعبين الذين خيبوا ظني بمردودهم الذي لا يعكس أدائهم في فرقهم يتقدمهم فغولي». من جانب آخر أعاب جداوي على الخضر، النقص الواضح في تنوع اللعب وفشلهم في كسب الصراعات الثنائية، إلى جانب قوة الاختراق التي خانتهم: «لقد لفت انتباهي تدني لياقة اللاعبين، وعجزهم عن تجسيد الفرص المتاحة، جراء اللهث وراء الكرة وفي بعض الأحيان الأنانية ومعها كثرة المراوغات غير المجدية». مهدي سرباح (حارس دولي سابق): أداء لا يليق بسمعة كرتنا قيم مهدي سرباح الحارس الدولي السابق، مستوى المنتخب الوطني في المقابلة الودية مع السنغال بالهزيل، معتبرا الأداء لا يليق بسمعة الكرة الجزائرية ولا يعكس سمعة الخضر. سرباح قال للنصر بأنه تفاجأ بالتراجع المخيف للخضر من شتى الجوانب، مضيفا أن لقاء السنغال كشف الوجه الحقيقي لمنتخبنا: «ما يمكن أن أقوله هو أن مقابلة السنغال لم تختلف عن سابقتها أمام غينيا، رغم الفوز الذي تحقق بشق الأنفس ومن عمل فردي. أنا جد مصدوم بالسقوط الحر والمتواصل لمنتخبنا، وهذا منذ مونديال البرازيل. في اعتقادي يجب مراجعة السياسة المنتهجة، لأن بعض الأسماء لم يعد لها مكانا في الخضر، وعلى مسؤولي كرتنا التفكير في البدائل. مباراة السنغال ورغم بعض التغييرات في التشكيلة، إلا أنها كانت خالية من جماليات اللعبة، في ظل الفوضى وغياب الانضباط التكتيكي والتنظيم الجيد على غرار المنافس». وانطلاقا من قناعته بضرورة إحداث التغيير، يرى سرباح بأن غوركوف فشل لحد الآن في مهمته، وكان عليه الفصل في التعداد النموذجي قبل المقابلتين الوديتين، لأنه لا مجال الآن برأيه للتجارب أمام شروع منتخبنا في الاستحقاقات الرسمية القارية والعالمية: «كيف على غوركوف مواصلة عملية الانتقاء، ونحن دخلنا التصفيات الخاصة بالكان والمونديال. شخصيا لست مقتنعا بالمستوى الذي ظهرت به التشكيلة الوطنية وعلى الناخب الوطني الإسراع في التدارك والقيام بالإصلاحات اللازمة».