التصدي للخطابات الحاقدة أكبر تحد "جديد " يواجه الصحفي اليوم أكد أمس الأمين العام للفدرالية الأوروبية للصحافيين، البلجيكي ريكاردو غيتيراز أن التصدي لخطاب الحقد و الكراهية يعد اليوم من أكبر التحديات الجديد أمام الصحافيين، داعيا رجال الإعلام إلى ترقية معايير أخلاقيات المهنة أمام تصاعد هذا النوع الخطابات عبر العالم. وخلال تنشيطه ندوة تكوينية نظمتها وزارة الاتصال، حول «أخلاقيات المهنة: المسؤولية الاجتماعية للصحافة و وسائل الإعلام» بالمدرسة العليا للصحافة في بن عكنون بالعاصمة، قال غيتيراز "تعلمون جيدا بأننا نعيش في عالم مكروب بصعود خطابات الكراهية الصادرة عن التطرف، ما يجعل خوض معركة ضد خطابات الحقد تشكل تحديا جديدا للصحفيين»، وقال بأن هذا المشكل يثير انشغالا كبيرا، على مستوى الطبقة السياسية ولدى رجال القانون، سيما ما يتعلق بطريقة المكافحة››. وأشار المحاضر إلى أنه من الصعوبات التي تواجه الداعين على محاربة خطابات الحقد و الكراهية في بعض البلدان على غرار الولاياتالمتحدة، يأتي لكون أن هذا الخطاب يندرج في إطار حرية التعبير، مضيفا " إن مهمة الصحافيين لم تكن في أي وقت مضى أصعب مما هي عليه اليوم، بسبب العدد الكبير من فضاءات التعبير و التطور الكبير للرقمية سيما الانترنيت››. وحذر ريكاردو من أن تطور شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت فضاء لترويج خطابات حاقدة وصادمة وأعطى مثالا بان " تويتر "يعد حاليا ما لا يقل عن 50 ألف حساب تؤيد داعش وكل حساب يضم آلاف المشتركين ما يجعل معدل مؤيدي هذا التنظيم الإرهابي يبلغ 50 مليون مؤيد في العالم، كما أشار إلى أن ثمة موقع شهير ضمن مواقع شبكة التواصل الاجتماعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية يسمى " ريديث " وهو ذو شعبية كبيرة رغم كونه من الموالين لنشطاء متطرفين يؤيدون عمليات الحقد والقتل ضد الآخر. الخبير البلجيكي، وهو في نفس الوقت أستاذ بجامعة بروكسل، وجه انتقادات شديدة لبعض وسائل الإعلام الغربية التي قال أنه تنقصها بعض أخلاقيات المهنة، في معالجة بعض قضايا تتعلق بالإسلام والمسلمين من خلال إثارة الخلط و عدم استعمال مصطلحات مناسبة، ما يساهم حسبه في إثارة الحقد ضد المسلمين في أوروبا، معتبرا بأن تلك الكتابات وحتى وإن كان بعضها غير مقصود فإنها تقوم بالدعاية للخطاب الحاقد والمتطرف. وبعد ان دعا إلى ضرورة وضع الإجراءات الضرورية للتبليغ عن التعليقات غير المناسبة عبر مختلف المواقع الإلكترونية من اجل حذفها ، دعا المحاضر الصحفيين إلى التحلي بأخلاقيات المهنة عبر ممارسة الرقابة الذاتية، وأن يحرصوا على المصداقية وان يكون إحساسهم بالمسؤولية كبير تجاه المجتمع، وأن يكونوا حريصين من جهة أخرى على التصدي للخطابات الحاقدة وإدانتها.