أكد وزير الاتصال، حميد قرين، أن حيازة الصحفي بطاقة "صحفي محترف" لا تكفي إذا لم يكن هذا الصحفي ملتزما بمبادئ أخلاقيات المهنة، داعيا إلى تكريس هذه الأخيرة في ممارسته اليومية. وأضاف قرين أن وزارته تهدف إلى تكوين مستمر لمهنيّي قطاع الإعلام؛ من خلال تنظيم سلسلة دورات تكوينية على مستوى كل ولايات الوطن، ينشّطها صحافيون ومديرو المؤسسات الإعلامية، مشيرا إلى تنظيم سلسلة ندوات أكاديمية شهرية، وندوات مفتوحة للمجتمع المدني والمواطنين؛ لضمان تكوين جماهيري،كانت قد أعطيت إشارة انطلاقها يوم الأحد الفارط بقسنطينة. وقال وزير الاتصال إن ما يميز هذه الندوات المفتوحة الموجهة لكل فئات المجتمع، هو تنشيطها من طرف مديري المؤسسات الإعلامية الوطنية، على أن تحتضن وهران الندوة المقبلة يوم 5 جانفي، التي ينشّطها المدير العام للتلفزة الوطنية السيد توفيق خلادي. وجاء تصريح الوزير خلال ندوة تكوينية لفائدة مهنيّي الصحافة، نُظمت بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة، تمحورت حول "أخلاقيات مهنة الصحافة، المسؤولية الاجتماعية للصحفي ووسائل الإعلام"، نشّطها ريكاردو غيتيراز أستاذ بالجامعة الحرة ببروكسل وأمين عام الفيدرالية الأوروبية للصحفيين ببلجيكا، الذي تناول في محاضرته المسؤولية الاجتماعية للصحفي ووسائل الإعلام، لا سيما في مواجهة نشر خطابات الكراهية خاصة في عصر الرقمنة. وشدد غيتيراز في مداخلته على ضرورة احترام القواعد الأساسية والمبدئية لأخلاقيات مهنة الصحافة، مبرزا مدى أهمية التزام الصحافيين المحترفين بمجابهة ظاهرة نشر خطابات الكراهية والعنف التي انتشرت في العالم. كما أكد أن الصحفي المحترف ملزَم بمواجهة نشر الخطابات المحرّضة على العدائية بحرصه على احترام مبادئ أخلاقيات المهنة، مستشهدا ببعض الحالات والأمثلة عن كيفية تناول بعض الصحف والمجلات البلجيكية والأوروبية، الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا، وعن قضية اللاجئين الفارين من الحرب نحو بلدان أوروبا. ويرى الأستاذ البلجيكي أن التحدي الذي يواجه الصحفيين اليوم وأمام تصاعد خطابات الكراهية والعنصرية والتطرف في العالم، هو احترام أخلاقيات المهنة وترقيتها بشكل مستمر؛ استجابة للمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفا أنه مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي على غرار "فايسبوك" و"تويتر"، أصبح من الصعب التحكم والتصدي لهذا النوع من الخطابات. واستطرد الإعلامي البلجيكي يقول: "من مسؤولية الصحفيين ترقية معايير أخلاقيات المهنة في عالم يتميز بتصاعد التطرف وعدم التسامح والتمييز بين مختلف المجموعات والأقليات الدينية والعرقية". وأشار إلى أن المعركة ضد خطابات الحقد تشكل تحديا جديدا للصحفيين، مضيفا أنه مشكل يثير انشغالا كبيرا على مستوى السياسيين والقانونيين، لا سيما فيما يخص طريقة المكافحة؛ كون الخطاب الحاقد يندرج كذلك ضمن حرية التعبير. وتابع المتدخل يقول إن مهمة الصحفيين لم تكن بمثل الصعوبة التي هي عليها اليوم، وذلك بسبب العدد الكبير من فضاءات التعبير والتطور الكبير للرقمية لا سيما الإنترنت. وأشار في هذا الخصوص إلى تطور الشبكات الاجتماعية، التي أصبحت في العديد من الحالات، قنوات تروّج لخطابات حاقدة وصادمة ليس فقط لوسائل الإعلام، وإنما كذلك لرواد الإنترنت في ردات أفعالهم وتعليقاتهم على هذا الموضوع أو ذاك. وكشف، في هذا السياق، عن وجود 50 ألف موقع داعمة لما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي؛ بمعدل ألف مشترك لكل موقع فيما قُدّر عدد المشتركين في المواقع "الداعشية" 50 مليون شخص. وفي رده على سؤال حول الآليات الجديدة التي تستخدمها المؤسسات الإعلامية للحد من نشر خطابات الكراهية، قال ريكاردو غيتيراز إن الفيدرالية الأوروبية للصحفيين تعكف على دراسة لتبنّي دليل للصحفيين الأوروبيين لتوجيههم في كيفية التعاطي مع مثل هذه المواضيع الشائكة، مشددا على ضرورة تخصص الصحافيين في هذه القضايا، حيث لا يمكن للصحافي تناول مواضيع حساسة بدون الإلمام بها والتحكم في خلفياتها. وأشار هنا، على سبيل المثال، إلى أن الصحفي الذي يعيد نقل خطاب يحرّض على العنف، يُعتبر مذنبا، فيما تُعتبر مكافحة الخطابات العدائية جزءا من مهمة الصحفي، يضيف ريكاردو غيتيراز. وعلى هامش الندوة، أكد وزير الاتصال أن عدد القنوات الخاصة المعتمدة حاليا، خمس، موضحا أن القنوات المتبقية والتي يفوق عددها 40 قناة، ليست جزائرية، متوعدا، على صعيد آخر، بتطبيق القانون ضد كل من يحوز بطاقة الصحفي المحترف وهو لا علاقة له بالصحافة.