مقالات تحريضية وتعاليق مولدة للعنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال الأمين العام للفدرالية الأوروبية للصحافيين، ريكاردو غيتيراز، إن الخطاب الإعلامي العالمي يعجّ بالكراهية تجاه المسلمين وبعض الأقليات العرقية، وأكد مسؤولية الصحافيين في تثبيت أخلاقيات المهنة كمعيار أساسي لممارسة المهنة بحرية وديمقراطية، ودعا إلى التنديد وكشف حملة الفكر العنصري أمام الرأي العام. أفاد الصحافي والأستاذ بجامعة بلجيكا الحرة، ريكاردو غيتيراز، بأن «مهنة الصحافة باتت اليوم على قدر عال من الصعوبة»، ووصف ما يجري بالساحة الإعلامية في أوروبا «بمناخ ثلاثينيات القرن الماضي». وأوضح في ندوة تكوينية بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، أمس، أن سبب ذلك مرده «تصاعد الخطاب الإعلامي العدائي تجاه المسلمين، وانخراط صحف ومؤسسات إعلامية بطريقة غير مباشرة في الدعاية للرعب والإرهاب». وقال ريكاردو غيتيراز، إن رقعة الترويج للآراء العنصرية، بات أكثر توسعا بسبب تنامي المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مستدلا بالعملية الإحصائية التي قامت بها منظمة اليونيسكو، والتي خلصت إلى وجود 50 ألف حساب في موقع تويتر، لعناصر التنظيم الإرهابي المسمى «داعش». واستطرد قائلا: «لو نفرض أن لكل حساب 100 ألف مشترك، سنجد أن 50 مليون شخص على تواصل وتفاعل دائم مع خطاب تطرفي يحث على الكراهية والقتل»، مضيفا أن الأمر ذاته ينطبق على موقع فيسبوك، حيث يتم تداول تعليق عنصري أو تحريضي من قبل سلسلة طويلة من الأصدقاء الافتراضيين. وقدم المحاضر نماذج وأمثلة حديثة عن تعاطي بعض الوسائل الإعلامية الأوروبية والأمريكية مع قضية اللاجئين السوريين، أو الجرائم التي يرتكبها بعض المسيحيين ضد المسلمين، معتبرا «أنها خطابات تحمل الكثير من الكراهية والعنصرية». وتساءل الصحافي البلجيكي عن طريقة التصدي لهذا الخطاب الإعلامي العدائي، لافتا إلى مطالبة بعض الصحافيين الأمريكيين سنّ قوانين تجرّم مثل هذا السلوك الإعلامي، قبل أن تصطدم بحرية التعبير المطلقة المكفولة في دساتير كافة البلدان المتقدمة. لذلك اقترح المتحدث، التنديد بهذا الخطاب وكشفه أمام الرأي العام «لمحاسبة من يقفون وراءه أخلاقيا»، إلى جانب ممارسة ضغوط على مسيري الصفحات الإلكترونية والمواقع، كي يحجبوا التعليقات ويعملوا على تفادي نشرها. غير أن أفضل طريقة، يقول ريكاردو غيتيراز، «هي أن يركز الصحافيون بعض أعمالهم الصحفية على مثل هذه التصرفات للتنديد بها والعمل على الحد منها، من جهة، وأن يلتزموا بأخلاقيات المهنية عند ممارسة مهنتهم». وقال إن الصحافي لابد أن يتفادى صبّ الزيت على النار، وأن يقيس مدى التأثير السلبي الذي قد يسبّبه للجمهور أثناء القيام بمهامه، باعتباره شخصا مسؤولا أمام المجتمع الذي ينتظر منه الكثير. واعتبر في الوقت ذاته، أن المعالجة الحوارية للقضايا الحساسة وتوسيع أخذ آراء الخبراء حولها، تعد الأنسب لتفادي انحراف الرسالة الإعلامية عن هدفها الصحيح، مشيرا إلى تواطأ بعض العناوين في أوروبا مع الخطاب العدائي دون أن تدري.