ممتنون للمتبرعين و الأطباء الذين حررونا من أجهزة التصفية نجح الطاقم الطبي لمصلحة أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بولاية باتنة خلال سنة 2015 المنقضية، في تحقيق حلم زرع الكلى لمرضى القصور الكلوي،حيث تمكن هذا الطاقم المتكون من أطباء شباب على رأسه الدكتور أحمد بوقرورة و بتأطير و متابعة البروفيسور شاوش، رائد زرع الكلى بالجزائر في سنة 1986، من إجراء 50 عملية زرع وبعث الأمل في حياة مرضى عبَروا في لقاء تكريمي نظمته إدارة المستشفى نهاية الأسبوع، عن امتنانهم للأطباء بمستشفى باتنة بعد أن قضوا سنوات من المعاناة ملازمين أجهزة تصفية الدم، دون نسيان المتبرعين وهم من أفراد عائلاتهم وذويهم. وأكد الدكتور شينار، رئيس مصلحة تصفية الدم بالمستشفى الجامعي بباتنة، الذي نشَط الحفل التكريمي المقام على شرف المرضى الذين خضعوا لهذا النوع من العمليات الدقيقة ، بأن زرع الكلى كان حلما وتحقق منذ سنة 2014 بفضل البروفيسور حسين شاوش، و إرادة الطاقم الطبي وإدارة المستشفى، مشيرا إلى صاحب الفكرة رئيس مصلحة أمراض الكلى الدكتور أحمد بوقرورة و طاقمه الطبي، هذا الأخير أكد بدوره بأن الفكرة راودته هو و زملاءه قبل سنوات، فاستغلوا خبرة البروفيسور شاوش لإجراء أول عملية زرع على مستوى مستشفى باتنة سنة 2014. وأجمع أطباء آخرون خلال الحفل و معهم منسق شبه الطبيين كمال قدوار، على تمكنهم من كسب خبرة في عمليات زرع الكلى، بفضل مرافقة البروفيسور شاوش حسين و توفير الدعم من إدارة المستشفى، مؤكدين في الوقت نفسه رفعهم التحدي قصد رفع عدد عمليات الزرع مستقبلا. مدير المستشفى الجامعي العيد بلخديم، شدد بدوره على الدور الهام الذي قام به البروفيسور شاوش في مرافقة الطاقم الطبي للمستشفى من جهة، و نوه بالثقة التي وضعها المرضى الذين قدموا من مختلف الولايات في الطاقم الطبي للمستشفى من جهة أخرى، واعتبر نجاح عمليات زرع الكلى بالمستشفى الجامعي بباتنة بعد إجراء 50 عملية في ظرف سنة، بمثابة رد على المشككين في نجاح عمليات زرع الكلى، مشيرا إلى تجاوز الرقم المحدد مسبقا كهدف وهو 40 عملية. الآنسة (ل. نصيرة) لم أصدق أنني سأشفى بعد زرع كلية جديدة لم تجد الآنسة ل. نصيرة كيف تعبر عن امتنانها للطاقم الطبي الذي أجرى لها العملية ، مؤكدة بأن حياتها تغيرت وأخذت منحنى آخر منذ خضوعها للزرع، مشيرة إلى تبرع شقيقتها بكليتها لها. و أضافت في حديثها للنصر، بأن أختها فاجأتها وأرادت أن تنهي معاناتها التي لم تعتقد يوما بأنها ستنتهي بإجراء عملية زرع للكلى، و قالت بأن ما عاشته قبل العملية كان معاناة يومية بعد أن أجبرها المرض على التخلي عن وظيفتها كمهندسة، وهاهي تعود مجددا لوظيفتها وحياتها الطبيعية بعد نجاح العملية مثنية على جهود الطاقم الطبي بالمستشفى الجامعي لباتنة و لما حظيت به من رعاية نفسية هناك. السيد ( ح. محمد) لن أوفي حق الأطباء بعد أن عدت إلى حضن عائلتي السيد ح. محمد، وهو أب لثلاثة أطفال، كان من بين الأوائل الذين أجريت لهم عملية زرع كلى،تحديدا في 26 أكتوبر 2014 و قد أكد بأن حياته أضحت طبيعية، دون أن يشير للمتبرع له بكليته، بفضل الأطباء بعد أن شكر الله على نعمة استرداد عافيته، وقال بأنه قضى ثلاث سنوات ملازما آلات تصفية الدم، ولم يجد بابا إلا دقه فقد تنقل إلى العاصمة مرات عدة حتى يجري عملية جراحية دون أن يتمكن من ذلك. و استقر به المطاف بمستشفى باتنة بعد أن بلغه خبر انطلاق إجراء عمليات زرع الكلى، وأضاف بأنه وضع ثقته في الطاقم الطبي الذي يرأسه البروفيسور شاوش، مثنيا على مجهوداتهم و مؤكدا بأنه لن يوفيهم حقهم بعد أن عاد مجددا إلى حضن عائلته و أولاده الثلاثة الذين لم يكن يجلس معهم خلال فترة مرضه، و أكد بأنه ولد من جديد بعد نجاح عمليته الجراحية. سيدة من بريكة صرفت مبالغ كبيرة في تونس وعلاجي كان على يد أطباء بباتنة أكدت إحدى المريضات اللائي خضعن للزرع ، تنحدر من بريكة فضلت عدم الإفصاح عن هويتها وعن المتبرع لها بكليته حتى يظل عملا خيريا، بأنها صرفت أموالا طائلة في التنقل إلى تونس من أجل العلاج، دون أن تدري بأن محطة علاجها النهائية هي بولايتها على مستوى مستشفى باتنة الجامعي، و أضافت بأنها لا يمكن أن تصف معاناتها ومعها أفراد عائلتها بعد أن دفعها القصور الكلوي إلى التوجه إلى تونس، حيث أنفقت مبالغ كبيرة بحثا عن حل و خضعت إلى إجراءات معقدة هناك. و في نهاية المطاف وضعت ثقتها في الطاقم الطبي لمستشفى باتنة بعد أن تم توجيهها إليه ببريكة، مؤكدة بأن حياتها أصبحت طبيعية و بأنها هي جد ممتنة للطاقم الطبي.