تحولت صباح أمس الأول الحركة الاحتجاجية لمجموعة من سكان بلدية تاكسلانت بدائرة أولاد سي سليمان بولاية باتنة ،والتي أقدموا من خلالها على غلق مقر البلدية منذ يوم الاثنين الماضي ،إلى اشتباكات عنيفة مع رجال الدرك الوطني ،حيث تدخلت قوة من هذه الأخيرة مختصة في مكافحة الشغب لتفريق المحتجين من أمام مقر البلدية . وقد أسفرت المواجهات بين الطرفين عن تسجيل جرحى في الجانبين حسب ما أفادت به مصادرنا التي أوضحت بأنه تم نقل مصابين اثنين من المحتجين إلى مستشفى نقاوس ،فيما تعرض ثلاثة عناصر من الدرك لإصابات نتيجة الرشق بالحجارة ،بالإضافة إلى إصابات خفيفة في أوساط المحتجين الذين تم اعتقال عدد منهم قبل أن يطلق سراحهم ،إثر تصاعد الاحتجاجات المطالبة بذلك . ولقد خلفت حالة الفوضى الناجمة عن هذه المواجهات إغماءات أيضا وسط النساء وتلاميذ المدارس الذين تصادف خروجهم من المدرسة مع وقوع الاشتباكات التي أصيب خلالها الكاتب العام للبلدية عندما أراد أن يبعد تلاميذ مدرسة من الدخول وسط المحتجين. المحتجون ببلدية تاكسلانت كانوا قد شرعوا في احتجاجهم الاثنين الماضي أين أقدموا على غلق مقر البلدية للمطالبة بفك العزلة عن بلديتهم رافعين مجموعة من المطالب التي تهدف لرفع الغبن عنهم . وقد انكبت مطالبهم بالخصوص حول فتح طريق ماركوندا الذي سيربط تاكسلانت ببلدية حيدوسة واعتبروا أن فتح هذا الطريق سيساهم بشكل كبير في فك العزلة عن المنطقة لأنه سيقلص المسافة بين عاصمة الولاية وجل البلديات الغربية مما يجعل من المنطقة نقطة عبور ستبعث فيها نشاطا يكون له أثر إيجابي على السكان، الذين أكدوا لنا بأنهم لطالما طالبوا وانتظروا تجسيد الوعود لفتح طريق ماركوندا بعدما حالت الظروف الأمنية الصعبة خلال العشرية السوداء دون ذلك ،وبعد استتباب الأمن فإن السكان يطالبون بفتحه . وعلى غرار هذا المطلب تحول مشروع إنجاز ثانوية الذي استفادت منه البلدية من نعمة إلى نقمة بسبب تغيير الأرضية التي ستنجز عليها الثانوية وهو الدافع الرئيسي الذي دفع بالمحتجين لغلق البلدية تعبيرا عن استيائهم من تحويل موقع الإنجاز. و في هذا الصدد أكد لنا مجموعة من المحتجين بأن المشروع يفترض إنجازه داخل المخطط العمراني بمحاذاة التجمع السكني خاصة وأن البعض من ملاك الأراضي تنازلوا عن أراضيهم لإنجاز المرافق العمومية، وقد بادروا إلى ذلك لدحض حجة انعدام العقار وبالرغم من تبرعهم بأراضيهم إلا أنهم اصطدموا بخبر يؤكد بأن الثانوية قد اختيرت لها أرضية بمنطقة تينياوين، وهذا ما أثار حفيظتهم لأن هذه المنطقة تبعد عن تاكسلانت بحوالي 07 كيلومتر، وفي حال ما إذا أنجزت الثانوية بهذا المكان فإن معاناة التلاميذ ستستمر حسبهم . المحتجون نددوا بتدخل القوة العمومية لتفريقهم ،حيث صرحوا لنا بأنهم لم يكونوا يتوقعوا ذلك لأن احتجاجهم كان سلميا متهمين رئيس الدائرة بوقوفه وراء تدخل القوة العمومية لتفريقهم بالقوة ما أدى إلى وقوع مواجهات بين رجال الدرك والمحتجين الذين انسحبوا فور تدخل رجال الدرك ثم راحوا يرشقون الدرك بالحجارة . وكادت أن تأخذ الأمور منعرجا خطيرا لولا تدخل قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بباتنة الذي انتقل إلى عين المكان وتمكن من تهدئة المحتجين الذين راحوا يهتفون باسم قائد الدرك مرددين هتافات "تاكسلانت لاس فييغاس وتحيا القائد للماص". وبالرغم من عودة الهدوء بالمنطقة إلا أن المحتجين عاودوا الاعتصام أمس الجمعة أمام مقر البلدية أين قاموا بنصب خيمة مصرين على حضور الوالي لنقل انشغالاتهم وتجسيدها على أرض الواقع ،كما أقدموا أيضا على تلحيم بوابة البلدية حتى توصد أبوابها بشكل نهائي إلى حين أن تلبى مطالبهم . من جهة أخرى أكد المنتخب بالمجلس الشعبي البلدي بتاكسلانت، شعابنة عمار ل"النصر" بأن مطالب السكان تم تسجيلها واقتراحها فيما يتعلق بالطريق ومشاريع أخرى ،أما الثانوية فأكد محدثنا بأن الأرضية لم يتم اختيارها بعد وقال بأن هذا المشروع تسبب في خلق فتنة في أوساط السكان الذين يفترض أن يفرحوا بهذه الثانوية التي استفادت منها البلدية مشيرا بأن اختيار الأرضية ستشرف عليه لجنة ولائية وفق معايير محددة. ياسين عبوبو