خمسون سنة من العطاء هو العمر الزمني للفنان علي الزبيدي، الذي أثمر 150 أغنية، يستعد حاليا لطرح مجموعة من الأعمال التي تحمل أبعادا اجتماعية، وطنية وعاطفية، ''المساء'' التقته ونقلت لكم هذا الحوار... ''المساء'' : ما هو جديدك الفني؟ علي الزبيدي : لدي مجموعة من الأعمال التي أستعد لتحضيرها، ومن بينها قصيدة الكون التي عكفت على وضع لحنها وهي قصيدة تحمل أبعادا اجتماعية، ثقافية ووطنية وتتمثل في حماية البيئة، إلى جانب معالجة مشكل الاحتباس الحراري ومشكل المجاعة والفقر في العالم وقضايا المخدرات. كيف تقيم واقع الأغنية الجزائرية، انطلاقا مما يقدمه شباب هذه الأيام؟ (بملامح تنبئ عن عدم الرضى قال): بصراحة أصبح هؤلاء الشباب يتوجهون نحو الربح السريع، وهذا ما أسميه بالضربة القاضية لأعماق الفن، وهو الأمر الذي يدعو الى إعادة النظر ومراجعة النفس، خاصة أن هؤلاء الشباب يجدون من ينتج لهم. بماذا تنصح جيل المغنين الجديد؟ أنصح أبنائي ممن يبحثون عن التألق والنجاح الدائم بالمشي على خطى الكبار امثال الجرموني، بشطارزي، الهاشمي قروابي، الشيخ حمادة وفريد الأطرش، الذين اعتبرهم المدرسة التي تؤطر والسلاح الذي يواجهون به الزمن. هل تكفي الشهادات الممنوحة للشباب بعد التفوق في البرايم لأن يصبحوا فنانين جاهزين؟ لا يكفي تكوين فنان في بضعة أسابيع، بل لابد من تأطير وتبني هذه المواهب من طرف المختصين في كافة الروافد الفنية. كم بلغ رصيدك الفني خلال هذه المسيرة التي تعدت ال 50 سنة من العطاء؟ قدمت 150 أغنية كاملة كلها ملتزمة، كرمت مؤخرا من طرف جمعية الجوهرة بقاعة الموقار. ما هي انطباعاتك حول هذا التكريم؟ هذا التكريم جاء في وقته، فالفنان بحاجة الى هذا الدعم المعنوي الذي يساعده على المواصلة، ولا يفوتني أن اشكر كلا من السيدة وزيرة الثقافة، جمعية الجوهرة، الديوان الوطني للثقافة والإعلام، جمعية الألفية الثالثة والمرصد الوطني للمرأة. كيف ترى الموسيقى التراثية الجزائرية؟ هي أغنى موسيقى في العالم، لأن في كل 100 كلم من هذه الأرض الطيبة نجد كما هائلا من التراث الشعبي وهذا شيء جميل، لكن أتمنى أن تلقى هذه الموسيقى الفلكلورية اهتماما من طرف القائمين على شؤون الفن والثقافة. هل يكفي توظيف التراث في الموسيقى الجزائرية كي تنجح، ألا يمكن أن نستثمر في المخزون الإبداعي؟ توظيف التراث شيء جميل، خاصة عندما تسند إليه الموهبة والابتكار، فالبحث المتواصل في التراث يمتن أسس الفن ويعطي نتائج مذهلة، والدليل قصيدة »مارانيش منا« التي اشتغل عليها الملحن الكبير بليغ حمدي وغنتها وردة، هي من التراث الجزائري لغرب البلاد ولقيت نجاحا مبهرا ومازالت تحافظ على لمعانها، وذلك لأن أسسنا في التراث متينة وكلماتنا قوية. هل معنى هذا أن مستوى الألحان الجزائرية يوازي الألحان بالدول الشقيقة؟ نعم، فالموسيقى الجزائرية معترف بها، كما أنها مجال اهتمام ملحنين عرب وغربيين، والدليل ما قدمه الموسيقار الكبير أحمد وهبي رحمه الله، ورابح درياسة في طقطوقاته الرائعة، كما أننا دخلنا العالمية من الباب الواسع، فقد غنى عيسى الجرموني في الأولمبياد، وخالد حاج إبراهيم يعد ملك الأغنية الرايوية عالميا، وعزف محمد روان الذي دخل المستشفيات وأصبح إحدى طرق العلاج. كلمة أخيرة... أقول للمواهب الجديدة، عليكم بالصبر والتسلح بالشجاعة والعمل الدؤوب والمواظبة عليه، لأن الفن ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، فهو مجال صعب يحتاج إلى الكفاح الى آخر نفس.