"داعش" يستهدف الجميع وسحب الجنسية الفرنسية لن يثني الإرهابيين عن ارتكاب اعتداءات أكد رئيس بلدية بوردو الفرنسية، السيد آلان جوبي، أمس الثلاثاء بالعاصمة أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ممتازة، داعيا إلى تعزيزها سيما في المجال الاقتصادي. و قال جوبي للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية "لقد تطرقنا مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للعلاقات الثنائية التي تعد ممتازة". و عن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر و فرنسا أشار إلى "مصلحة البلدين في تطويرها أكثر و أن تبدي المؤسسات الفرنسية مثل رونو و بيجو و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة اهتماما أكبر بالجزائر". كما أوضح أن "مؤسساتنا بحاجة إلى سوق جديدة و أن الجزائر بحاجة إلى تنويع اقتصادها" مضيفا أن بلاده "يمكنها تقديم خبرتها و مهارتها و تكنولوجيتها". أما على الصعيد الأمني، فأكد جوبي أنه تطرق مع رئيس الجمهورية إلى ظاهرة التطرف سيما في أوساط الشباب. و أضاف "يمكننا تبادل وجهات النظر حول هذا الموضوع و حول طريقة مكافحة تطرف الشباب عبر الانترنت و في جميع الأوساط التي ينتشر فيها هذا التطرف اليوم". كما تم التطرق -يضيف رئيس بلدية بوردو- إلى المسائل الإقليمية و الدولية التي تهم البلدين. و خلص في الأخير إلى القول "بأننا تطرقنا إلى كبرى الأزمات التي تهمنا عن قرب على غرار الوضع في ليبيا و سوريا و مالي" مشيرا إلى تطابق وجهات النظر بين الجزائر و فرنسا بخصوص تسوية تلك النزاعات من خلال "البحث عن حلول سياسية تسمح بالمصالحة و الاستقرار في تلك البلدان. للإشارة، جرى الاستقبال بحضور الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ووزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب. وقبل ذلك أكد آلان جوبي، أن الجزائر تسير على طريق الديمقراطية، رغم الظرروف الصعبة، معتبرا من جهة أخرى، أن سحب الجنسية لن يثني الإرهابيين عن ارتكاب اعتداءات، و أن الوسيلة الحقيقية لمحاربة هذه الآفة تتم على الصعيد الأمني. و أوضح جوبي خلال ندوة نشطها بوزارة الشؤون الخارجية أمس، بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة "لن نمنع هؤلاء المجانين من ارتكاب اعتداءات في فرنسا بمجرد تهديدهم بسحب الجنسية منهم". وذكر الوزير الأول السابق للرئيس جاك شيراك و المرشح للانتخابات الأولية لحزب "الجمهوريين" للرئاسيات الفرنسية لسنة 2017 بأن المادة 25 من القانون المدني الفرنسي تسمح بإسقاط الجنسية من مواطنين فرنسيين في بعض الحالات. و أكد بأن مكافحة الإرهاب "تتطلب تعزيز عدد قوات الأمن و الاستخبارات" من خلال التركيز على الاستخبارات العامة الكفيلة حسب رئيس بلدية بوردو- بالوقاية من الاعتداءات. و بعد أن أشار إلى أن الفقر "يغذي التطرف و ينمي العداء الاجتماعي"، أوضح جوبي أنه "بالرغم من المخاطر و المحن" تسير الجزائر على طريق الديمقراطية" مضيفا "لدينا نفس القناعة بأنه ليس هناك طرقا أخرى ممكنة سواء بالنسبة للشعب أو بالنسبة للشركاء الاقتصاديين". و أكد جوبي أن "المستثمرين يحتاجون إلى الاستقرار و الأمن القانوني و أنهم يترددون في حالة انعدام ذلك ". و بخصوص تهديد التنظيم الإرهابي المسمى "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" (داعش) أكد جوبي أن هذا التنظيم "يستهدفنا جميعا" و للرد عليه ذكر عدة حلول منها الحل العسكري (الضربات الفرنسية في سوريا) مع التأكيد مع ذلك على الحل السياسي. و قد استقبل آلان جوبي من طرف الوزير الأول، عبد المالك سلال. و شكل للقاء فرصة لتناول عدة مواضيع، لاسيما العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا في الشق المتعلق بلامركزية التعاون. و أوضح بيان لمصالح الوزير الأول أن "الطرفين اتفقا على ضرورة تكثيف تجارب الشراكة والتوأمة بين الجماعات المحلية للبلدين في إطار برامج تنمية الأقاليم والمناطق". كما تحادث رئيس بلدية بوردو الفرنسية مع رمطان لعمامرة، و أكد بالمناسبة أن الحوار الفرنسي الجزائري في أوجه بالإضافة إلى كونه جد بناء، مشيرا إلى أهمية مواصلته. و بحث الوزير الفرنسي السابق مع لعمامرة سبل و وسائل تعزيز التعاون الجزائري الفرنسي الذي يعد "ممتازا اليوم" أمام الخطر الإرهابي في الساحل.