اهتراء الحافلات والإرهاق و السلوكات المتهورة من أهم أسباب استفحال مذابح الطرقات سجل المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرق أزيد من 35 ألف حادث مرور خلال عام 2015، أسفر عن مقتل 4610 أشخاص، وهي أرقام دفعت بهذه الهيئة إلى التعجيل بوضع إجراءات استعجالية للحد من ظاهرة إرهاب الطرقات، من بينها إدراج شهادة الكفاءة المهنية بالنسبة لسائقي الحافلات، التي سيتم تدعيمها بجهاز يشبه العلبة السوداء، يسجل كافة أخطاء وتجاوزات السائقين. أفادت رئيسة مصلحة التربية والتكوين والإعلام المروري بالمركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرقات، السيدة فاطمة خلاف في تصريح للنصر، بأن عام 2015 سجل تراجعا طفيفا في العدد الإجمالي لحوادث الطرقات مقارنة بالعام 2014، ومع ذلك تبقى الظاهرة تبعث على القلق بسبب حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها، موضحة بأن مصالح المركز أحصت 35 ألف و 199 حادثا مروريا خلال العام المنقضي، أسفرت عن مقتل 4610 أشخاص، ويعد العامل البشري من بين أهم أسباب هذه الحوادث، وذلك بنسبة 94.47 في المائة، في حين تمثل النسبة المتبقية وهي حوالي 5 في المائة، وضعية المركبة وكذا المحيط. وتعد السرعة المفرطة من بين أهم مسببات حوادث المرور التي تكون في غالب الأحيان مميتة، وذلك بنسبة 26.74 في المائة، إلى جانب التجاوز الخطير بنسبة 9.44 في المائة، وكذا عدم الانتباه بنسبة 7.47 في المائة. و احتلت العاصمة المرتبة الأولى من حيث عدد حوادث الطرقات، وتلتها كل من ولايتي سطيف والمسيلة، التي احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد القتلى ب 176 قتيلا. وبحسب المسؤولة في ذات الهيئة، فإن هذه المعطيات المقلقة، دفعت إلى مراجعة المنظومة التشريعية المتعلقة بقطاع النقل، غير مستبعدة إعادة النظر في قانون المرور، الذي تمت مراجعته آخر مرة في سنة 2009، من أجل التماشي مع التطور الحاصل في المجتمع، فضلا عن إصدار مراسيم وأوامر جديدة، تصب في هدف واحد وهو التقليص من حوادث المرور التي تودي سنويا بحياة المئات وتسبب إعاقات لآلاف الأشخاص الآخرين، فضلا عن إدراج رخصة السياقة بالتنقيط التي ستدخل حيز التنفيذ خلال شهر جوان المقبل، وفق ما أعلن عنه وزير النقل، إلى جانب تدعيم حافلات النقل الجماعي بجهاز يلتقط كافة تصرفات السائقين، وهو يشبه العلبة السوداء التي توضع بالطائرات، ويقوم الجهاز برصد حجم السرعة، ومدى احترام فترات الراحة والسياقة المسموح بها. كما أعد المركز توصيات بضرورة توسيع شبكة الطرقات، وكذا إلزام سائقي وسائل النقل الجماعي باجتياز امتحان شهادة الكفاءة المهنية، إلى جانب رخصة السياقة، التي لم تعد كافية لتلقين السائقين أسس السلامة المرورية. ودعا من جهة أخرى رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص عبد القادر بوشريط، إلى وضع مخطط استعجالي للحد من إرهاب الطرقات، فضلا عن المراجعة الفورية لمنهجية التكوين المعتمدة من قبل مدارس تعليم السياقة، باعتبارها من بين الأسباب الأساسية لارتفاع عدد حوادث المرور خلال العشر سنوات الأخيرة، مؤكدا وجود خلل في التكوين على مستوى هذه المدارس، التي تفتقد إلى الوسائل العصرية، مقترحا إستحداث مدارس أكثر تطورا، تعتمد على المقاييس الدولية، مع مضاعفة ساعات التكوين، فضلا عن إعادة النظر في الممتحنين، وكذا طريقة إجراء الامتحانات، التي تجاوزها الزمن مقارنة بما هو معمول به في البلدان المتقدمة، واقترح ممثل نقابة السائقين الخواص إطلاق حملة توعية شاملة تستهدف السائقين، خاصة سائقي وسائل النقل الجماعي والشاحنات، تتضمن أهمية احترام قانون المرور، معترفا بأن السبب الأساسي في ارتفاع ضحايا إرهاب الطرقات هو العامل البشري، وفق ما تثبته أيضا تحقيقات الأمن. وأفاد المتحدث بأن الإرهاق والتعب وتناول الأدوية المنومة، وأحيانا موادا مخدرة وكذا الحكول، من بين اسباب ارتفاع حصيلة حوادث المرور، مؤكدا بأن العديد من سائقي الحافلات الخاصة بالمسافات البعيدة يتناولون أدوية دون استشارة الطبيب بشأن ما إذا كانت لا تناسب ممارسة مهنة السياقة، خاصة في الفترة المسائية، فضلا عن عدم احترام فترات الراحة، إذ أن القانون يمنع السياقة لفترات متواصلة على طول مسافة 1000 كلم، ويقترح المصدر توظيف سائقين اثنين في كل حافلة تقطع المسافات البعيدة، مع تخصيص مكان يأوي إليه السائق المساعد، يضمن له الراحة إلى حين يستأنف الرحلة بدل السائق الأول. واعتبر السيد بوشريط بأن اهتراء الحافلات وعدم ضمان خدمات ما بعد البيع بالنسبة للمركبات الجديدة، وكذا انتشار قطع الغيار المغشوشة، واستيراد مركبات لا تستجيب للمعايير الدولية تعد بدورها من بين أسباب حوادث الطرقات، التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، مقترحا إطلاق حملة تستهدف سائقي وسائل النقل الجماعي، يشارك فيها الإخصائيون النفسانيون، للتوعية بمخاطر