لمحتجون يصمدون في مصراتة ويحوّلون ناقلة نفطية نحو ميناء طبرق نجح المحتجون أمس في السيطرة على ناقلة نفط تابعة للمؤسسة الوطنية الليبية للنقل البحري، وهو ما اعترفت به السلطات الليبية التي اتهمت ما أسمته مجموعة إرهابية تابعة للقاعدة باختطاف الناقلة النفطية في عرض البحر وتحويل اتجاهها نحو مدينة طبرق في أقصى شرق ليبيا . وكانت السفينة التي تحمل اسم "أنوار إفريقيا" محمّلة بكميات كبيرة من النفط تقدر ب2800 طن، وتم الاستيلاء عليها من طرف المحتجين بعد أن انطلقت من اليونان وكانت متجهة نحو غرب ليبيا، قبل أن يستولي عليها المحتجون على بعد 130 ميل بحري من شواطئ ليبيا ويحوّلوها نحو ميناء الحريقة في طبرق شرقا، وقد أظهرت قناة "الجزيرة" صورا للناقلة النفطية وهي قابعة في ميناء طبرق، وقد حذّرت السلطات الليبية من سوء استعمال المحتجين للناقلة النفطية وأكدت أنها يمكن أن تتحول إلى "قنبلة"، مع العلم أن المؤسسة الوطنية الليبية للنقل البحري يسيّرها نجل القذافي حنبعل. وفيما يتعلق بالمواجهات المسلحة قتل أمس أربعة من المحتجين في مدينة مصراتة غرب طرابلس عقب الهجوم الذي شنته قوات القذافي على المدينة التي يسيطر عليها المحتجون، كما خلف الهجوم عشرات الجرحى حسبما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن ناطق باسم المحتجين. وتعرضت المدينة لهجمات من كل الجهات فيما لا يزال المحتجون يسيطرون عليها ونجحوا حسب ذات المصدر في الاستيلاء على دبابتين من القوات التابعة للقذافي التي كانت تهاجم المدينة من الجهة الجنوبية، وأكد الناطق باسم المحتجين الذي أشار إلى قطع جميع وسائل الاتصال في المدينة إلى أن من بين القتلى الأربعة مدنييْن اثنين قتلا في القصف المدفعي الذي وصفه بأنه عشوائي وأعمى، مضيفا أن المحتجين نجحوا في صدّ الهجوم على مصراتة وأن وتيرة القصف قد انخفضت. وأكد مصدر طبي سقوط 26 قتيلا في أجدابيا منذ أول أمس الثلاثاء، وهي المدينة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي وآخر خط دفاعي عنها، وأشار الطبيب محمد عبد الحكيم من مستشفى المدينة أن المعارك كانت عنيفة جدا أول أمس وأن أغلبية القتلى من المدنيين والعائلات التي طالها القصف الذي أصاب العديد من السكنات والسيارات، كما أكد تجدد المعارك زوال أمس في أطراف المدينة، وفي مدينة زنتان على بعد 145 كلم جنوبطرابلس العاصمة، أوضح شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن قوات القذافي استهدفتها منذ منتصف نهار أمس بالمدفعية الثقيلة بعد أن حاصرتها بالمدرعات والدبابات. وفيما يتعلق بردود الفعل الدولية انتقد العديد من نواب البرلمان الأوربي الموقف "السلبي" للاتحاد الأوربي مما يجري في ليبيا، وحذّر بعضهم من مغبة سيطرة قوات القذافي على مدينة بنغازي مؤكدين أن ذلك سيوقع "مجزرة" في صفوف سكانها، وأشاد بعضهم بالموقف الفرنسي والبريطاني الذي أكدوا أنه يعبّر عن مواقفهم المطالبة بحماية الليبيين العزل من هجمات قوات القذافي منددين بعدم سعي الاتحاد الأوربي بقوة لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا . و قد عبّرت كل من ألمانيا وايطاليا أمس عن رفضهما فكرة التدخل في ليبيا فيما أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية ألان جوبي أن الأوان لم يفت بعد من "أجل السيطرة على الأجواء الليبية". من جهته أكد سيف الإسلام القذافي أن القوات الحكومية ستنهي كل شيء في غضون 48 ساعة مشيرا إلى أنها ستبسط سيطرتها على بنغازي معقل المحتجين ومقر مجلسهم المؤقت، كما انتقد موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعترفت بلاده بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي، وطالب سيف الإسلام ساركوزي بإرجاع الأموال التي سلمتها له ليبيا كما قال لتمويل حملته الانتخابية في انتخابات سنة 2007 . هشام/ع