تخلى في اليومين الماضيين، عدد من المواطنين عن استعمال سيارات الأجرة العاملة بين وسط مدينة قسنطينة و علي منجلي و الخروب، بعد رفع تسعيرة المقعد بحوالي 70 بالمائة، ما دفع بناقلين إلى التراجع عنها و تخفيضها للظفر ببعض الركاب. و أبدى، أمس، مواطنون استياءهم من التسعيرة الجديدة للنقل بسيارات الأجرة من وسط المدينة نحو علي منجلي، بعد أن قفزت من 60 إلى 100 دينار، حيث قرر عدد كبير منهم هجرتها و فضلوا العودة إلى ركوب الحافلات، حسب ما أكده لنا بعضهم بمحطة شارع عواطي مصطفى، التي كانت شبه خالية من الركاب، بالرغم من وجود حوالي 13 سيارة أجرة مركونة بمقاعدها الشاغرة في انتظار الزبائن، ما دفع بأحد الناقلين لخفض التسعيرة إلى 80 دينارا، فيما أوضح لنا آخر بأن مجموعة من زملائه لجأت إلى العمل مقابل ثمن منخفض منذ إقرار الزيادات نهاية الأسبوع الماضي، حتى لا يفقدوا زبائنهم، بينما شدد آخرون على تمسكهم بالتسعيرة الجديدة، لكونهم يتكبدون أعباء إضافية ناجمة عن ارتفاع أسعار البنزين.أما أصحاب سيارات الفرود المتوجهون نحو علي منجلي فعبروا عن امتعاضهم من هجرة الركاب بسبب الزيادة، حيث قال أحدهم بأن الوضع الحالي جعله يتمنى لو أن التسعيرة بقيت كما كانت من قبل، بعد أن ظل يهتف بوجهته على مستوى المحطة لما يقارب الساعة دون أن يظفر براكب واحد، كما يعرف خط وسط المدينة- الخروب أيضا اختلافا بين الناقلين في تطبيق التسعيرة الجديدة المقدرة ب75 دينارا، حيث يلجأ بعضهم إلى رفعها ل80 دينارا، في حين يحتسب آخرون ثمن المقعد ب70 دج حسب ما أخبرنا به أحد الناقلين، الذي اعتبر بأنه من المعقول فرض مائة دينار ثمنا للمقعد نحو علي منجلي لكونها أبعد مسافة من الخروب، فضلا عن المشاكل التي تشهدها الطريق المؤدية إليها، وعلى رأسها الازدحام المروري.و أخبرتنا سيدة التقينا بها بالمحطة، بأن ثمن تنقلها بين وسط المدينة و منزلها بعلي منجلي ذهابا و إيابا خلال خمسة أيام في الأسبوع، مع احتساب تكلفة سيارة الأجرة الثانية التي تضطر إلى ركوبها بين الحي الذي تقطنه و محطة السيارات بعلي منجلي، سيكلفها 260 دج يوميا، بما يعادل 5200 دينار شهريا، و هو مبلغ اعتبرته كبيرا مقارنة براتبها، خصوصا وأن تكلفة تنقلها كانت في السابق مقدرة ب 3600 دينار، قبل أن تودعنا و تغادر المحطة بحثا عن الحافلات، بعدما لم تتمكن من إقناع سائق سيارة الأجرة بخفض التسعيرة قليلا، فيما أوضح لنا مواطن آخر بأنه مضطر إلى العودة لاستعمال الحافلات لنفس السبب، بالرغم من أنه تخلى عنها سابقا نتيجة الاكتظاظ و المشاكل المسجلة بها، كما أشار إلى أن التسعيرة الجديدة مرتفعة، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يضطرون لاصطحاب أطفالهم معهم.ولا تزال الحركة عادية على الخطوط الأخرى الرابطة بين وسط المدينة و عدة أحياء، فبالرغم من أن عددا من المواطنين يصطدمون بالزيادات في البداية نتيجة جهلهم بها، إلا أن الإقبال عليها لا يزال على حاله حسب ما لاحظنا، لكون التسعيرة لم ترتفع بأكثر من 30 بالمائة في أغلبها، في حين كان سائقو أجرة قد رفعوا تسعيرة النقل نحو علي منجلي في السابق إلى مائة دينار في بعض أوقات الذروة و ساعات المساء، بالرغم من أنها لم تكن تتجاوز 60 دج آنذاك.