أقر البرلمان اليمني أمس بإجماع النواب الحاضرين وعددهم 163 نائبا، حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس علي عبد الله صالح لمدة ثلاثين يوماً إلا أن المعارضة طعنت في النصاب وشرعية الجلسة ودعت إلى تنظيم مسيرة غدا نحو القصر الرئاسي فيما أسمته يوم '' جمعة الزحف''. وأشارت تقارير صحفية نقلا عن مصادر برلمانية يمنية أن حوالي 50 نائباً منشقا عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، قاطعوا الجلسة مع باقي النواب المعارضين والمستقلين الذين يبلغ عددهم حوالي 10 نواب. ومباشرة بعد التصويت طعنت المعارضة اليمنية بنصاب وشرعية الجلسة التي أقر فيها البرلمان حالة الطوارئ، مشيرة إلى أن الجلسة شهدت "تزويرا فاضحا"، حيث قال النائب الإسلامي عبد الرزاق الهجري العضو في تجمع الإصلاح أن تزويرا فاضحا حدث في جلسة البرلمان، مؤكدا أن 133 نائبا فقط من أصل 301 حضروا الجلسة وليس 164 كما أعلن رسميا، فيما وجه أصابع الاتهام إلى رئيس المجلس بتزوير المحضر ''تزويرا فاضحا'' من أجل تمرير حالة الطوارئ وقال '' إننا نطعن في ذلك''. كما أشار ذات النائب إلى أنه "ليس هناك مشروعية لقرار الطوارئ إذ لا يوجد هناك قانون للطوارئ في اليمن"، وبرر ذلك بالقول، أن ''القانون الذي استند إليه التصويت يعود إلى زمن جمهورية اليمن الشمالي ما قبل الوحدة مع الجنوب في ''1990، معتبرا أن "النظام ارتكب اليوم مخالفة وفضيحة أخلاقية كبيرة إذ استندوا إلى قانون يعود للعام 1963 وهم بالتالي ينسفون توحيد الوطن في ماي 1990". وفي ذات الأثناء دعت جماعات يمنية معارضة المحتجين إلى تنظيم مسيرة يوم الجمعة إلى القصر الرئاسي لمطالبة الرئيس صالح بالتنحي آملة في إنهاء الأزمة الحالية. وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة لقناة الجزيرة أمس، موجها حديثه إلى رئيس اليمني "الجمعة القادمة ستكون جمعة الزحف ستزحف مئات الآلاف بصدورها العارية إلى قصرك الرئاسي. أقتل من شئت أسفك دم من شئت سيصلون إلى غرفتك سيصلون إلى مكانك وسيخرجونك من مخبئك". من جهة أخرى أكد مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية لوكالة الأنباء الفرنسية أن صالح أبدى استعداده لمغادرة السلطة في بداية العام المقبل، وذلك بعد تنظيم انتخابات برلمانية نهاية العام الحالي. إلا أن المعارضة سارعت إلى الرفض، وأكد القيادي في المعارضة البرلمانية (اللقاء المشترك) محمد الصبري أنه يتعين على صالح أن "يرحل الآن" استجابة لمطالب الشعب، وذلك في تصريحات لقناة "العربية". تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اليمني كان قد أعلن في 18 مارس حالة الطوارئ في البلاد بعد المجزرة الدامية التي شهدتها ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء يوم الجمعة الماضي والتي راح ضحيتها 52 شخصا ومئات الجرحى من المعتصمين قرار إعلان حالة الطوارئ جاء رغم عدم وجود قانون طوارئ في البلاد. ع.أسابع