إعتبر اللاعب مهدي لحسن الإستقبال الإستثنائي الذي حظيت به التشكيلة الوطنية بمدينة عنابة بمثابة عربون ثقة إرتأى الأنصار تقديمه للاعبين، من أجل حثهم على إستعادة الروح التي كان المنتخب يلعب بها في المباريات الهامة و المصيرية، و لو أن لاعب نادي راسينغ سانتاندير الإسباني ذهب إلى حد الجزم، في حوار أجرته معه " النصر "، على هامش إحدى الحصص التدريبية التي أجريت بملعب 19 ماي، بأن النخبة الجزائرية ستكون في أفضل مستوياتها في مباراة هذا الأحد، و أن الفوز يعد نقطة إنطلاق فعلية للتشكيلة الوطنية في التصفيات بعد المرور بفترة فراغ، لأن التأهل إلى " الكان " شرط لا بد من تجسيده للتأكيد على العودة بقوة إلى الواجهة. -في البداية كيف هي أحوالك الصحية، لأنك تدربت على إنفراد بسبب إصابة خفيفة ؟ الحقيقة أنني لم أتعرض إلى إصابة، و كل ما في الأمر أنني وصلت إلى عنابة مرهقا و متعبا، و قد عاودتني آلام في أسفل الرجل، مما جعل الطاقم الطبي يلزمني على الإكتفاء بملامسة الكرة في ثاني حصة تدريبية بعدما كنت قد غبت عن الأولى بسبب التعب جراء السفر، وعليه فإنني أطمئن كل الأنصار على حالتي الصحية، و أؤكد على جاهزيتي للمشاركة في هذه المقابلة، في محاولة لتقديم الإضافة اللازمة. -و كيف كان شعورك وأنت تعود إلى الجزائر لتعايش هذه الأجواء الكبيرة التي صنعتها الجماهير؟ لقد أصبحت متعودا على مثل هذه الأجواء، لأن إندهاشي كان لأول مرة في ملعب 5 جويلية بمناسبة اللقاء الودي ضد منتخب صربيا، في شهر مارس من السنة الفارطة، في أول مرة أزور فيها الجزائر، و أتقمص ألوان المنتخب، حيث تفاجأت حينها للتجاوب الجماهيري مع المنتخب، و وقفت على حقيقة الشعب الجزائري الذي يعشق كثيرا منتخبه، العودة من جديد إلى الجزائر تشرفني وتسعدني كثيرا، خاصة لما نشاهد جماهيرنا الغفيرة ، فالوصول إلى الوطن أمر ممتاز، يسمح لنا كلاعبين مغتربين بالإحساس أكثر بالروح الوطنية، و كذا المسؤولية الملقاة على عاتقنا، و قد جاءت الأجواء هذه المرة في ظرف إستثنائي. -ما هو ؟ الكل يعلم أن خرجتنا الأخيرة في الجزائر كانت مخيبة لآمال أنصارنا، لأننا تعادلنا مع تانزانيا، ثم تنقلنا إلى بانغي و إنهزمنا أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، و النتائج السلبية كفيلة بجعل الأنصار يعبرون عن تذمرهم و إستيائهم، خاصة و أننا لم نفز منذ فترة طويلة، و غيابنا عن أرض الوطن دام قرابة ستة أشهر، مما يجعل الفوز على المغرب ضرورة حتمية لتجنب الإقصاء المبكر، و بالمرة إستعادة ثقة الأنصار، لأن وقوفهم إلى جانبنا يحتم علينا بذل كل ما في وسعنا لتحقيق غايتهم المرجوة، مادامت حظوظنا في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لا تزال قائمة. -وماذا عن إختيار ملعب عنابة لخوض هذه المقابلة الحاسمة ؟ اللعب في الجزائر يبقى أمرا مميزا بالنسبة لكل عنصر مغترب وليس في عنابة فقط، فالجمهور الجزائري رائع في كل الأماكن سواء في العاصمة، البليدة ، عنابة، أو في أي شبر من التراب الوطني، فنحس بأننا في بلدنا، و نحظى بدعم و مساندة منقطعة النظير، ودوما نحاول عمل المستحيل من أجل إسعاد جماهيرنا الوفية التي كانت قد سجلت حضورها بإمتياز في مونديال جنوب إفريقيا، و في هذه المقابلة ما دمنا على أرضنا وأمام جمهورنا فالأفضلية لنا بطبيعة الحال، و نحن دائما أقوى وثقتنا كبيرة في أنفسنا، و لا يهم أين نلعب بقدر ما تهم النقاط الثلاث في آخر المطاف. -كيف ترى المواجهة باعتبارك أصبحت من الركائز الأساسية في المنتخب الوطني؟ اللقاء مهم ومصيري في نفس الوقت، وهي فرصتنا الوحيدة للعودة في السباق من أجل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، ، لكن الأمور لن تكون سهلة ، والجميع يعلم ذلك، لأن اللقاء يكتسي طابع " الديربي "، و من المنتظر أن يكون صعبا للغاية وسيلعب على جزئيات صغيرة جدا ، إلا أننا مصممون على رفع التحدي و الفوز مهما كانت الظروف، كوننا على يقين بأن النقاط الثلاث ستعيد للمنتخب الروح الجماعية التي إفتقدها في الفترة الأخيرة، و الظرف مناسب للعودة بقوة إلى الواجهة، مادام التأهل إلى " الكان " هدف لا بد من تجسيده على أرض الواقع. -و ماهي مفاتيح هذه المواجهة برأيك ؟ كما سبق و أن قلت فإن المقابلة ستلعب على جزئيات صغيرة جدا، و العامل النفسي و التركيز الجيد يبقى أهم مفتاح، و قد حضرنا جيدا من هذا الجانب، كما أننا نراهن أيضا على الإرادة التي تحدو المجموعة لتحقيق الفوز، مع الثقة في النفس و الإمكانيات طيلة فترات اللقاء، دون التسرع و البحث عن هدف مبكر، لأن هذا المسعى سيزيد من درجة الضغوطات المفروضة علينا. -لكنك تحدثت عن التأهل إلى " الكان " و المنتخب لم يفز بأية مباراة ، فما سر هذا التفاؤل المسبق ؟ في مثل هذه الوضعيات تبقى الثقة في النفس و الإمكانيات عامل مهم للاعبين، و المنتخب الوطني يتشكل من مجموعة منسجمة و متكاملة، و سبب التراجع في النتائج يعود بالدرجة الأولى إلى الإصابات، و كذا المعاناة التي تعرضت لها معظم العناصر في نواديها، إلا أن المعطيات تغيرت الآن ، حيث لا ننسى أن لاعبينا عادوا من جديد كأساسيين في نواديهم، وهذا سيساعدنا كثيرا في بقية التصفيات، رغم أن إنشغالنا منحصر في مواجهة هذا الأحد، لأنها المنعرج الحاسم، و الفوز بها سيمنحنا حظوظا كبيرة في التأهل، خاصة و أننا سنستعيد بعض اللاعبين الآخرين الذين غابوا عن هذا اللقاء بسبب الإصابات. -هل من كلمة ختامية للجمهور الجزائري ؟ الجميع يعلم أننا منتخب مونديالي له سمعة يجب الحفاظ عليها ، والإقصاء المبكر من التصفيات القارية أمر لا يتماشى و سمعة الكرة الجزائرية بعد أشهر قليلة من المونديال، لذا فنحن مجبرون على الفوز والتأهل لنهائيات كأس إفريقيا القادمة، لأنه لا يعقل أن منتخبا شارك في المونديال ووصل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، ويعجز عن التأهل في مجموعة تتشكل من منتخبات غابت كلها عن نهائيات كأسي أمم إفريقيا الأخير، كما أننا كلاعبين نعلم أن الجمهور سيكون بقوة في المدرجات، لكنني أطلب التسلح بالصبر و الوقوف إلى جانبنا طيلة فترات اللقاء.