حرفيون ينقلون تقاليد الصحراء إلى قلب المدينة السياحية بحمام دباغ تحولت المدينة السياحية بحمام دباغ منذ حلول فصل الربيع إلى ما يشبه البيئة الصحراوية بكل ما تحمله من عادات و تقاليد عريقة ظلت تميز سكان الصحراء الجزائرية منذ القدم ، القليل فقط من سكان الشمال من عاش التقاليد الصحراوية المميزة التي انتقلت هذا الربيع إلى قلب الجوهرة السياحية التي تشهد تدفقا هائلا للسياح القادمين من مختلف ولايات الشمال و الذين أصبح بإمكانهم الاستمتاع بالبيئة الصحراوية عن قرب و دون الحاجة الى قطع مسافات طويلة وشاقة للوصول الى تاغيت و الأهقار. حرفيون قدموا من الجنوب للمشاركة في تظاهرة ربيع الشلال التي أصبحت تقليدا سنويا بقالمة ولاية الحمامات المعدنية الشهيرة و موطن الآثار الرومانية و المناظر الطبيعية الجميلة، جاؤوا و معهم الجمال و خيم الصوف التي غطت محمية العرائس و أضفت عليها طابعا صحراويا أمتع الآلاف من السياح الذين أصبح بإمكانهم ركوب الجمال و شرب الشاي الصحراوي بخيم الصوف العملاقة التي نصبت بين الصخور البركانية المختلفة الأشكال و الأحجام، صخور أسطورية تحكي قصة عرس أصابته لعنة السماء و حولت أهله الى صخور جامدة تحولت مع مرور الزمن الى قبلة للسياح و موطن يجمع ثقافات و تقاليد الجزائر من الشمال الى الجنوب. و قد تحولت البيئة الصحراوية التي نزلت ضيفة على المنطقة الى منافس قوي لحظائر التسلية الحديثة حيث يفضل الكثير من السياح ركوب الجمال و أخذ صور تذكارية معها و يعد الأطفال الصغار الأكثر اهتماما و إعجابا بالجمال لكن القليل منهم فقط من يملك الشجاعة لركوبها و الثبات فوقها عندما تنهض و تمد سيقانها لتبتعد براكبها عن الأرض فيعتبرونه بطلا صغيرا يستحق التشجيع و شرب الشاي داخل خيمة الصوف المكتظة بالعائلات التي استهوتها قعدة الصحراء. و يعمل أصحاب الخيم و الجمال القادمين من الجنوب الكبير على تقديم الخدمات للزوار و تعريفهم بالتقاليد و العادات التي تميز أهل الصحراء و في مقدمتها كيفية إعداد الشاي و تقديمه للضيوف و طريقة ركوب الجمال و قيادتها بهدوء حتى لا تنزعج و يتغير سلوكها فتصعب السيطرة عليها و تلقي براكبها على الأرض. و لا يتردد السياح في ارتداء اللباس الصحراوي و اخذ صور تذكارية داخل الخيم و مع الجمال مقابل مبلغ مالي رمزي يجمعه الحرفيون لتغطية نفقات كراء الفضاءات و تغذية الجمال. و لا يخلو المشهد من الأغاني و الموسيقى الصحراوية الهادئة التي تعبر عن هوية وعادات إنسان الجنوب الذي حل ضيفا على ساحرة الشلال الشهير الذي جمع ثقافات الجزائر في حيز جغرافي صغير لم يعد يتسع للطوفان البشري الهائل الذي يقصد المنطقة كل ربيع. فريد غ