قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة أمس، بتسليط أحكام تراوحت ما بين 10 و15 سنة سجنا نافذا في حق ثلاث أفراد ضمن شبكة دولية للمتاجرة بالمخدرات تنشط عبر محور تونس وليبيا، بينهم الممول الرئيسي المكنى «القروم» المقيم في تونس.الذي تتبعته مصالح الشرطة بناء على معلومات أدلى فيها أحد أفراد الشبكة بولاية الطارف. وقد التمس ممثل الحق العام معاقبتهم بالسجن المؤبد عن تهمة حيازة مواد مخدرة بغرض البيع بطريقة غير مشروعة في إطار جماعة إجرامية منظمة . وقائع القضية تعود إلى تاريخ 9 أفريل 2015 عندما فتحت مصالح أمن ولاية الطارف تحقيقا ابتدائيا، بناء على معلومات مؤكدة، مفادها قيام (س.ع. ب) المكنى «الروج» بترويج المخدرات بمقر إقامته بحي بوزيان في بلدية شيحاني بولاية الطارف، حيث تم تكثيف التحريات للتأكد من المعلومة التي كانت إيجابية، و في حدود الساعة الثامنة مساء من يوم 4 جانفي تم توقيف المعني بالقرب من مسكنه و أخضع للتفتيش، و تم العثور بحوزته على صفيحة من المخدرات، وكمية أخرى داخل المنزل و مبلغ مالي من عائدات البيع. المتهم (س.ع. ب) اعترف أمام مصالح الضبطية القضائية بالتهم الموجهة إليه وصرح بأن المسمى (ج.م) المكنى «بالقروم» المقيم ببلدية الشط في ولاية الطارف هو الذي يموله بالمخدرات، فقامت مصالح الشرطة باستغلال المتهم الأول لتقديم طلبية تزويده بالمخدرات، بهدف الوصول إلى الممول الرئيسي، حيث تم ربط اتصال بالمتهم (ج.م) في 5 أفريل 2015 لتزويده بخمسة صفائح من المخدرات، على أن يكون التسليم بقرية بن عمار.بعد تأكيد جلب المخدرات نصبت الشرطة كمينا للمكنى «القروم»، وتم توقيفه على متن سيارة سياحية صغيرة، حيث أبدى مقاومة عنيفة مما استدعى استعمال الصاعق الكهربائي للسيطرة عليه، وقام برمي صفائح المخدرات في مجرى مائي محاذي للطريق، بعد تفتيش المجرى تم العثور على صفيحة واحدة نظرا للظلام الدامس، وفي اليوم الموالي تم العثور على الصفائح الأربعة، التي يصل وزنها الإجمالي إلى 5 كيلو غرام، ومبلغ مالي قدره عشرة ألاف دج، و أربع مئة وخمسون دينارا تونسيا، فيما قام سائق السيارة بمحاولة الفرار، لكن تم توقيفه بعد عملية مطاردة ويتعلق الأمر بالمسمى (م .ف). ولدى تفتيش منزل المتهم الرئيسي «القروم» الكائن بحي خميري ببلدية الشط، عثر بداخل خزانة غرفة الاستقبال، على مبالغ مالية معتبرة بالعملة الوطنية والتونسية قدرها 500 مليون سنتيم، كما عثر بذات القاعة على كيس بلاستيكي شفاف به مسحوق أبيض، بينت تحليل الشرطة العلمية بأنها مادة الكوكايين بوزن 8.2 غرام، إلى جانب مجوهرات من المعدن الأصفر، وهواتف نقالة وشرائح اتصالات، مفاتيح سيارات سياحية مركونة بالقرب من منزله و سيف . المتهم (م.ح) الملقب «بالقروم» أنكر أمام قاضي محكمة الجنايات التهم الموجهة إليه، وصرح بأنه تاجر يمارس عدة نشاطات، و أنه كثير السفر إلى ليبيا وتونس، لجلب الملابس الجاهزة والهواتف النقالة، منكرا أن تكون المخدرات التي كانت في السيارة تخصه، مشيرا إلى تعرضه إلى مكيدة. سائق المركبة (م .ف) صرح بأن المكنى «القروم» اتصل به يوم الوقائع طالبا مرافقته لتولي القيادة على اعتبار أنه متعب من السفر لدولة تونس، أين توجها سويا إلى مدينة عنابة، ثم طلب منه التوجه إلى قرية بن عمار، والتوقف بالقرب من موقف الحافلات، ونزل من السيارة حاملا بيده كيسا بلاستيكيا أسود اللون يجهل ما بداخله، فتفاجأ في تلك الأثناء بمداهمة عناصر الشرطة.