مقابر أم البواقي تتحول إلى فضاء لممارسات السّحرة و المشعوذين كشفت مؤخرا عمليات تطوعية يقوم بها محسنون و جمعيات خيرية، عن تزايد مخيف لظاهرة استغلال المقابر بأم البواقي لممارسة السحر و الشعوذة، حيث ضبطوا لدى قيامهم بتنظيف المقابر كميات هائلة من التمائم التي تحوي طلاسم السحرة، و كذا صور لأشخاص تحمل عبارات و رموز غريبة، إلى جانب الوقوف على ظاهرة التخريب و النبش التي تتعرض لها العديد من القبور. قبل نحو ثلاثة أسابيع بينت عملية تنظيف واسعة نظمها محسنون متطوعون و أعضاء جمعيات خيرية بمقبرة طريق سدراتةبعين البيضاء، عن تحول المقبرة إلى فضاء آمن، في غياب الحراسة الجدية من قبل الأعوان الذين سخرتهم البلدية ، لممارسة طقوس الشعوذة والسحر. و يترجم ذلك توصل الشباب المتطوع لإنجاح عملية التنظيف الموجهة أساسا، لنزع الأكياس البلاستيكية و قلع الأشواك، لضبط تمائم وصور عليها طلاسم السحرة، بمحاذاة عديد القبور التي لم ينعم أصحابها بالراحة، و قد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها فايسبوك و تويتر، صورا و فيديوهات تحذر من التفشي المخيف للظاهرة. و تظهر الصور و المقاطع المتداولة، شبانا و هم يضبطون أقفالا مغلقة و عليها عدة عقد من الأقمشة، كما تم ضبط قصاصات ورقية داخل أكياس مغلقة بإحكام، وعليها وخز العديد من الإبر، وصولا لضبط زجاجات عطر فارغة و قطع نقدية معدنية تحت حجارة قبور متعددة، ليستنجد المتطوعون بالرقاة، سعيا لإبطال أعمال السحرة. و بمدينة أم البواقي نظم قبل أسبوعين متطوعون بعد حصولهم على ترخيص من السلطات المحلية، حملة تنظيف واسعة لمقبرة المدينة بحي النصر فتحولت إلى مشهد مأساوي يتمثل في رفع أكياس من الطلاسم و التمائم و الصور و الأقمشة وغيرها من ممارسات سحرة و مشعوذين، استغلوا المقابر واستهدفوا القبور القديمة، سعيا وراء دراهم معدودات يكسبونها من خلال الاحتيال على أصحاب القلوب الضعيفة و الأنفس بعيدة الصلة بالخالق. الظاهرة دفعت أئمة المساجد بالولاية، إلى تخصيص خطب الجمعة للتنديد بممارسات السحرة التي حولت مقابر المسلمين لفضاء لدفن الطلاسم و الشعوذة، حيث ندد قبل أسبوعين إمام مسجد صلاح الدين الأيوبي بالمدينة الجديدة، بالظاهرة و اعتبرها خطيرة، كونها تنتشر وسط مجتمع مسلم، و طالب بضرورة مراقبة مرتادي المقابر، كاشفا بأن الظاهرة مست حتى المساجد فقد ضبط أحد المصلين تميمة في زاوية من زوايا مسجد بالولاية. و تكشف جولة على موقع التسجيلات المرئية «يوتيوب» انتشارا مخيفا للظاهرة بمقابر الوطن، أين تتوصل حملات التنظيف من طرف الخيرين والمتطوعين، إلى رفع أكياس مليئة بأعمال السحرة و المشعوذين، وتعددت الطرق و الوسائل، غير أن الأمر يتعلق في كل مرة، بتمائم و صور و عقد على قطع أقمشة وغيرها. وكانت مقابر أم البواقي قد شهدت قبل نحو 4 سنوات، حوادث كانت محل تحقيق من طرف رجال الدرك الوطني، فبمدينة بريش، بإقليم دائرة عين البيضاء، قام مجهولون بنبش عدد من القبور الحديثة و استولوا على كميات معتبرة من أتربتها، الأمر الذي خلّف حالة من الصدمة و الاستياء، سواء وسط سكان المدينة أو أهل الموتى، و تدخل في الفترة نفسها، رجال الحماية المدنية لنقل يد بشرية كانت ملقاة في محيط مقبرة شاكري خليفة بسوق نعمان، و وجهت حينها أصابع الاتهام لمشعوذين و سحرة. مصادر النصر بينت بأن السحرة والمشعوذون الذين يلجأ الكثير منهم للاحتيال باسم الرقية، يتوجهون لتنفيذ مخططاتهم إلى المقابر تحت جنح الظلام، أين يقومون في غفلة من الحراس بنبش و تخريب القبور، و قاموا في بعض الأحيان بقطع أطراف متوفين، نزولا عند طلب زبائنهم الذين يسخرون من جهتهم مبالغ مالية معتبرة، سعيا للوصول إلى أهدافهم الدنيئة.