إضطر إتحاد عنابة إلى التنازل عن كرسي الريادة الذي إحتكره منذ آخر جولة من مرحلة الذهاب، و ذلك بتعادله في تبسة مع الإتحاد المحلي في مباراة لم يقدم فيها الطلبة الشيء الكثير، و كأنهم تنقلوا بنية تفادي الهزيمة، فكان لهم ما أرادوا أمام منافس بدت عليه آثار لقاء الكأس، خاصة من الناحية البدنية لكن النقطة التي حصدها مكنته من مد خطوة إضافية نحو بر الأمان. المباراة عرفت إنطلاقة حذرة من الجانبين، مع توجه التبسية صوب الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من مرمى الحارس جمعة، لكن الطريقة الدفاعية المحكمة التي إنتهجها الزوار أفقدت محاولات عنتري و رفاقه للنجاعة، بدليل أن دوادي كان قريبا من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 18 بصاروخية من على مشارف منطقة العمليات، وجد الحارس العنابي صعوبة كبيرة في إخراجها إلى الركنية. تجمع الطلبة في الدفاع تسبب في انخفاض ريتم اللعب، وامتصاص اندفاع أهل الدار صوب الهجوم، مع انحصار الصراع في حدود الدائرة المركزية، مما حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف من الجانبين لتشهد الدقيقة 37 أول فرصة جادة للضيوف، من مرتدة هجومية قادها قشير، وختمها بتمريرة على طبق لزميله عناني، الذي لم يحسن إستغلال فرصة إنفراده بالحارس براهيمي.إلى ذلك شهدت الدقيقة 43 احتجاجات كثيرة من المحليين على الحكم حنصال، عند المطالبة بضربة جزاء، إثر سقوط المهاجم عنتري داخل منطقة العمليات، لكن قرار الحكم القاضي بمواصلة اللعب فجر موجة احتجاجات عارمة عليه و جعله يجد صعوبة في العودة إلى حجرات تغيير الملابس بين الشوطين . المرحلة الثانية سارت منذ بدايتها على وقع سيطرة مطلقة لأصحاب الأرض، لكن من دون النجاح في الوصول إلى مرمى الطلبة، بسبب التسرع ونقص التركيز، حيث لم تمض سوى 3 دقائق حتى أهدر عنتري فرصة إفتتاح مجال التهديف بإرتماءة رأسية، إثر تلقيه فتحة عرضية من موايعية، ليهدر بعده بن عرفة هدفا محققا، بعدما تخلص من المراقبة، غير أن قذفته جانبت الإطار.الإثارة بلغت ذروتها مع مرور الدقائق، لأن الزوار تراجعوا كلية إلى الخلف، وحاولوا المحافظة على التعادل، مما فسح المجال أمام المحليين لإحكام سيطرتهم على مجريات اللعب، ولو أن التغييرات التي قام بها المدرب بلعرج لم تفك العقم الذي لازم القاطرة الأمامية، كون البديل بورزام لم يعط الإضافة المرجوة، بينما عمد المدرب العنابي لكناوي إلى تعزيز خط وسط الميدان، لتعرف الدقائق المتبقية إنخفاضا كبيرا في مستوى اللعب من الطرفين، جراء تراجع العطاء البدني للاعبي الكناري، و اقتناع الطلبة بنقطة التعادل.