العالم يحتفي بويليام شكسبير بعد أربعة قرون من رحيله حلت أمس الذكرى 400 لرحيل الكاتب المسرحي و الشاعر البريطاني ويليام شكسبير (1564-1616)، و لا تزال أعماله الخالدة تحظى باهتمام كبير و تزين مسارح و قاعات عرض مختلف البلدان في الشرق و الغرب، و قد بينت نتائج استطلاع للآراء أجري بهذه المناسبة، بأن شعبية شكسبير أكبر خارج وطنه. و احتفل أمس محرك البحث غوغل بمرور 400 عام على وفاة الكاتب والشاعر ويليام شكسبير، وذلك من خلال تصميم جديد لشعار غوغل على صفحته الرئيسية يُظهر رسمًا للشاعر الشهير، مُحاطًا بمجموعة من الرسوم المُصغّرة التي يُعبّر كل منها عن أحد مؤلفاته المسرحية. و وصف غوغل شكسبير بالعبقري، و ذكر بأنه كتب 38 مسرحية وساهم في التمثيل بمعظمها، و أضاف بأن قصائد و مسرحيات شكسبير وأعماله الأخرى، تركت خلال القرون الأربعة الماضية أثرًا فريدًا على الحياة الثقافية للعالم. و خصصت الشركة صفحةً خاصةً ضمن موقع معهد غوغل الثقافي، لاستعراض بعض أعمال شكسبير، أو الأعمال المستوحاة من إرثه الثقافي الكبير، وتتضمن الصفحة صورًا قديمة له و لملابس تم استخدامها في مسرحياته، إضافةً إلى صور ومؤلفات حديثة تتعلق به.في حين نظمت المكتبة البريطانية معرضا بعنوان "شكسبير في عشرة فصول"، يلقي مزيدا من الأضواء على مسار شكسبير إلى غاية بلوغه النجاح و الشهرة و المجد، فأصبح يعرف ب"الشاعر الملحمي". المعرض ضم أكثر من مئتي قطعة فريدة ونادرة، أبرزها نص مسرحي بخط يد شكسبير، يعتقد بأنه الوحيد و أكد توقيع الخبراء صحته. و يحتوي المعرض أيضا على الثوب الذي ارتدته الممثلة فيفيان لي، حين أدت دور الليدي ماكبث، و نص لمسرحية هاملت من مقتنيات ممثلين بريطانيين مشهورين، كما يلقي المعرض الضوء على 10عروض مهمة لأعماله، قُدمت منذ القرن 17 إلى غاية يومنا هذا. بالمقابل كشف استطلاع أجرته مؤسسة يوغوف، مع حلول الذكرى 400 لوفاة شكسبير أن الكاتب الإنجليزي أكثر شعبية في الخارج، مما هو عليه في بلده بريطانيا، وأنه يساهم بشكل كبير في ازدهار المملكة المتحدة. وقال المجلس الثقافي البريطاني الذي أسند لمؤسسة يوغوف مهمة إجراء استطلاع شمل 18 ألف شخص من 15 دولة، بأن النتائج بينت بأن شكسبير معروف ومحبوب و يُفْهَم على نطاق واسع عالميا، وأن أعماله "تلعب دورا حيويا في تعليم الناس والترفيه عنهم في أنحاء العالم". و أفاد ثلث من شملهم الاستطلاع، بأن شكسبير جعلهم ينظرون إلى بريطانيا بشكل أكثر إيجابية، كما توصل الاستطلاع إلى أن شكسبير أكثر شعبية في ما يتعلق بالإعجاب به و فهمه، و لا يزال الناس في الخارج يستمتعون بأعماله أكثر منه في بلاده (بنسبة 59 بالمائة). و أضاف المجلس الثقافي البريطاني بأن شعبية شكسبير ذات تأثير مباشر على الاقتصاد البريطاني، ليس فقط في ما يتعلق بجذب السياح إلى أعمال شكسبير المسرحية، بل أيضا إسهامه في مكانة البلاد في العالم، التي لها تأثير غير مباشر على جذب السياح. جدير بالذكر أن ملتقيات حول شخصية شكسبير الفريدة قد نظمت بفرنسا و المغرب و بلدان أخرى و تم مؤخرا تكريم الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي بلندن في فعاليات سنة شكسبير التي تعتبر العربية الوحيدة التي شاركت فيها بقصة قصيرة حول المبدع البريطاني ذي الصيت العالمي.و تشمل أعمال شكسبير، الذي توفي يوم 23 أفريل 1616عن عمر ناهز 52 عاما، 38 مسرحية و154 قصيدة، ترجمت إلى أكثر من 80 لغة، و لا تزال تعرض في مختلف أنحاء العالم.