زعيبط ليس مشعوذا و علينا انتظر نتائج التحاليل صرّح وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أول أمس، أن مصالح قطاعه تلقت ملفا كاملا من الطبيب توفيق زعيبط، الذي يقول أنه اكتشف دواء "ديابيكسين" الموجه لمعالجة أعراض مرض السكري. كما أكد بأن الملف يتضمن نتائج الدراسة الخاصة بالعلاج، بغية اعتماده في القائمة الوطنية للأدوية، و قال بأن خبراء الوزارة بصدد إجراء التحاليل المخبرية اللازمة حول هذا العلاج. و في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على افتتاح أشغال لقاء نظم إحياء لليوم العالمي للقابلة، في المعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة، أعرب بوضياف عن تشجيعه للأبحاث التي قام بها توفيق زعيبط و تلك التي يقوم بها أمثاله من الأطباء الباحثين الجزائريين، موجها انتقادات شديدة للحملة التي يقول أنها تستهدف هذا الطبيب و التي وصلت إلى حد اتهامه من طرف أطباء بممارسة الاحتيال و الشعوذة. و أبدى الوزير في معرض رده عن سؤال متعلق بالعريضة التي أطلقها مجموعة من الأطباء، يحذرون فيها من "الاحتيال على المرضى" و "ممارسة الشعوذة"، امتعاضه من وصف هذا الطبيب بالشعوذة و بإصدار أحكام و إطلاق "إشاعات " حول دوائه قبل أن يخرج إلى النور، داعيا إلى ضرورة انتظار نتائج التحاليل المخبرية التي يقوم بها خبراء على هذا الدواء، حيث قال "توفيق زعيبط ليس مشعوذا بل هو طبيب باحث كان يشتغل في جنيف و مساره المهني معروف و أنا من استقدمته إلى الجزائر"، قبل أن يتابع "علينا تركه يعمل و عدم استباق الأحداث بالتشكيك في نتائج بحثه حول الدواء الخاص بعلاج أعراض مرض السكري". و بعد أن أشار إلى أنه قد تم تبليغه بصدور عريضة من أطباء ضد زعيبط، دون أن يطلع عليها إلى غاية صباح الخميس الماضي، أكد بوضياف بأنه "من العيب " وصف هذا "الطبيب" بالمشعوذ من طرف النخبة، و تساءل عن خلفية هذه العريضة التي تم إطلاقها قبل اعتماد الدواء و تسويقه، مؤكدا "أنا أشجع هذا الطبيب الباحث و غيره من الأطباء الباحثين حتى لو ارتكبوا أخطاء، لأنه دون إجراء بحوث لن نصل إلى تحقيق أية نتيجة"، منتقدا في ذات الوقت الجرائد التي تحدثت حسبه، عن الشروع في تسويق الدواء على مستوى الصيدليات دون أن تتأكد بأن الأمر غير صحيح، و بأن الدواء ما زال في طور البحث و الدراسة و التحاليل من طرف الخبراء على مستوى المخابر المعتمدة والمتخصصة، متسائلا " لماذا لا يتفوّهون بشيء عن الدواء الذي استوردته الجزائر، الخاص بعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سي، ذي التكلفة الكبيرة جدا و الذي يكلف العلاج عن طريقه في الولاياتالمتحدة 84 ألف دولار و 54 ألف أورو في فرنسا". و كانت "النصر" قد أجرت قبل أيام، تحقيقا حول دواء "ديابيكسين" الذي أثار ضجة كبيرة بالجزائر و خارجها، بعدما أعلن عنه على أنه "دواء معجزة" يقول مخترعه توفيق زعيبط أنه يعالج أعراض مرض السكري، حيث أكد لنا صيادلة و أطباء أن الدواء غير موجود في أية مجلات علمية مثلما هو معمول به في جميع الأبحاث بالعالم، فيما يقول صاحب الاختراع أنه أجرى أبحاثه حول الدواء بأوروبا و الجزائر لمدة استغرقت، حسبه، 10 سنوات، و سمحت له بالتوصل لتركيبة "سرية" "تجدّد" خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين الطبيعي، كما يتهم المخترع زعيبط منتقديه بالسعي للحطّ من قيمة كل ما هو جزائري و محاولة تكسيره. و قد علمت "النصر" أن أعضاء بالمجلس الجهوي لأخلاقيات مهنة الطب التقوا الأسبوع الماضي بتوفيق زعيبط، و طلبوا منه ملفا كاملا حول اختراعه و كذا الشهادات المتحصل عليها، لكن المعني لم يعاود الاتصال بهم لتحديد موعد للقاء، رغم أنه هو من طلب منهم المساندة، حسبما أكده لنا رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الصيادلة. و بدأ منذ أيام أطباء في توقيع عريضة على المنصة الإلكترونية "شانج"، جمعت إلى غاية يوم أمس أزيد من 340 توقيعا، يهدف من وضعوها للوصول إلى 500 توقيع لتوجيهها إلى وزير الصحة و رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب و الجمعية الجزائرية لدراسة أمراض السكري. و تحدث محرر العريضة عن "انحراف جد خطير" من طرف توفيق زعيبط الذي تجاوز، حسبه، جميع قواعد أخلاقيات مهنة الطب بعدم إتباع المراحل العلمية، كما أن بعض المرضى استعلموا الدواء عن جهل، حسب نص الوثيقة، و ذهبوا إلى التحدث عن ممارسة المعني ل "الاحتيال" و "الشعوذة" و تعريض المرضى ل "الخطر".