معارك طاحنة في مصراتة وجهود إفريقية لفضّ النزاع تواصل قصف البريقة و أجدابيا تواصلت المعارك العنيفة بين المحتجين وقوات القذافي فجر أمس السبت في مدينة مصراتة التي تحاصرها القوات الحكومية وتقصفها دون توقف منذ حوالي شهر ونصف الشهر.وقد وقع تبادل كثيف لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والصواريخ والمدفعية الثقيلة بين الطرفين وسط أنباء عن تقدم المحتجين غرباً حسبما نقلته وكالة "فرانس برس". وأفاد متحدث باسمهم في بنغازي لذات الوكالة أن أربعة أشخاص قتلوا بينهم طفلان فيما أصيب ستة آخرون بجروح في إطلاق قذائف وصواريخ في مصراتة. موضحاً أن قوات القذافي تواصل إطلاق النار العشوائي على منازل في المدينة، وانتقد المتحدث قوات حلف الأطلسي التي قال أنها لا تقوم بمهمتها في حماية المدنيين، مؤكداً أن المدنيين يقتلون في مصراتة، لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن طائرات الحلف دمرت بشكل كامل ثكنات وكتائب القذافي في محيط المدينة، وقد وصلت أمس سفينة محملة بإمدادات طبية إلى مدينة مصراتة المحاصرة واتجهت فرق الإغاثة التابعة له في طريقها إلى الزاوية، وذلك لمساندة المستشفى الرئيسي في مصراتة بتسليم إمدادات طبية كافية لمعالجة 300 مصاب. وفي المقابل ذكر عبد الحفيظ غوقة الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الجمعة أن عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد خلال الأسابيع الماضية بلغ نحو عشرة آلاف قتيل، وقال إن حوالي ألفي شخص قتلوا في العاصمة طرابلس ومصراتة بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 قتيل في الزاوية. وقد تعرض ضابط في الجيش الليبي كان يرافقه مراسلون صحفيون في مدينة مصراته شرق طرابلس لعيارات نارية حيث خدشت رصاصة رأسه وانبطح الصحافيون على الأرض، وانطلق رصاص الرشاشات من الجانبين تخللته ثلاثة انفجارات، بينما نقل الضابط بسرعة إلى مستشفى زليطن على مسافة خمسين كلم غرب مصراته، فيما اتهم ضابط آخر المحتجين باستهداف الصحافيين، وفي شارع طرابلس الذي يسيطر عليه جيش القذافي تحتدم المعارك منذ عدة أسابيع ويحاول المحتجون منع القوات النظامية من التقدم نحو وسط المدينة وخاصة ميناءها الذي يشكل المنفذ الوحيد الذي يستعملونه نحو الخارج. من جهتها، أعلنت وزارة خارجية جنوب إفريقيا أن مجموعة من القادة الأفارقة يقودهم رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما سيزور اليوم ليبيا للقاء طرفي النزاع في هذا البلد، موضحة أنها حصلت على موافقة حلف شمال الأطلسي على هذه الوساطة. وقد التقى زوما ورؤساء الكونغو ومالي وموريتانيا وأوغندا الأعضاء في لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الإفريقي في موريتانيا أمس السبت، قبل أن يتوجهوا إلى ليبيا للقاء القذافي في طرابلس وقادة من المحتجين في بنغازي سعيا وراء إنهاء النزاع، وسيعقد الاتحاد اللقاء مع محمود جبريل المكلف الشؤون الخارجية داخل المجلس الوطني الانتقالي . من جهته واصل حلف شمال الأطلسي قصف مخازن أسلحة تابعة لكتائب القذافي قرب مدينة الزنتان، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن أحد السكان هناك قوله عبر الهاتف إن ضربات الناتو أصابت مخازن أسلحة تابعة لقوات القذافي تقع على مسافة 15 كيلومترا جنوب شرق الزنتان، وأوضح أنهم سمعوا في البداية الطائرات ثم أحصوا حوالي 14 انفجارا. كما لا يزال القتال دائرا في بلدتي البريقة وأجدابيا، حيث يحقق كل طرف تقدما لا يلبث أن يتراجع عنه، وبحسب "رويترز" فإن المحتجين فروا الجمعة من المنطقة الغربية من أجدابيا أمام القصف المدفعي لقوات القذافي دون أي مؤشر على تقدم تلك القوات، وكانت أجدابيا قد تعرضت لقصف مدفعي مكثف من كتائب القذافي يوم الخميس الماضي من ثلاث جهات ما دفع بعض سكان المدينة للفرار منها، ورغم ذلك فإن المحتجين لا زالوا يسيطرون حسب مصادر إعلامية على المدينة بشكل كامل وأنهم تحصنوا فيها استعدادا للدفاع عنها بعدما وصلت إليهم تعزيزات جديدة. هشام/ع