المحتجون على مشارف البريقة وقوات القذافي تقصف حقلا نفطيا شرق البلاد تواصلت واشتدت المعارك أمس بين قوات القذافي والمحتجين على مشارف البريقة النفطية حسبما أكده مراسل فرانس برس، فيما قال مسؤول عسكري بريطاني أن العمليات العسكرية في ليبيا قد تستمر لستة أشهر. وأكد أحد قادة المحتجين أنهم على مشارف المدينة، وأن قوات القذافي تتقهقر مضيفا أن السيطرة على المدينة ستتم قريبا، وهي التي تشهد معارك عنيفة منذ عدة أيام بين الطرفين حيث تراجع المحتجون بعد أن كانوا قد حققوا تقدما سريعا نحو الغرب قبل أسبوع ثم انسحبوا تحت ضغط قوات القذافي، ويبدو أنهم يستعيدون المبادرة منذ مساء الجمعة بمساعدة قصف قوات التحالف الدولي. كما واصلت كتائب القذافي حصار مصراتة من جهاتها الثلاث الشرقيةوالغربيةوالجنوبية، وحاولت اقتحامها من الجهة الغربية عبر شارع طرابلس، فيما حاول عدد من الجنود قصف مخازن الغذاء لتضييق الخناق على المدينة المحاصرة، ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إنه لا توجد مياه ولا كهرباء ولا أدوية في المدينة المحاصرة وإن القناصة التابعين لكتائب القذافي ينتشرون في كل مكان. من جهة أخرى أعلن سكان منطقة كتلا في جنوب غرب طرابلس أن مدينتهم تعرضت يومي الجمعة والسبت لعشرات القذائف من طراز غراد أطلقتها قوات القذافي وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا. ونقلت قناة "الجزيرة" عن شهود عيان قولهم أن قوات القذافي قصفت يوم الاثنين حقل مسلة النفطي في شرق ليبيا، ولم يذكر التقرير المزيد من التفاصيل، ويقع حقل مسلة الذي تشغله شركة الخليج العربي للنفط الواقعة تحت سيطرة المعارضين يوجد في الصحراء على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبي بلدة أجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة وقد وصلت أول أمس الأحد سفينة تركية إلى ميناء بنغازي على متنها فريق طبي وسيارتا إسعاف وطنان من الأدوية والمعدات الطبية، وأكدت تركيا أن هذه البعثة حظيت بموافقة القذافي، وذكر دبلوماسي تركي أمس أن السفينة أجلت 250 مصابا من المدينة تحت حراسة عشر مقاتلات تركية وفرقاطتين حربيتين، كما غادرت سفينة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود بعد ظهر الأحد ميناء مصراته الليبي وعلى متنها ستون جريحا، وفق ما صرح عضو في المنظمة لفرانس برس، وكانت قد أبحرت من مدينة صفاقس التونسية "جنوب" وعلى متنها 11 طبيبا بينهم ثمانية تونسيين ووصلت الى مصراتة صباح السبت. وقدم بعض المصابين الذين تم إجلاؤهم شهادات توضح الأوضاع العصيبة التي تمر بها المدينة المحاصرة، وذكر أحدهم أنه كان في سيارته عندما أصابته قنبلة في راس لانوف، بينما أكد طبيب ليبي يرافق المصابين أن الوضع رهيب هناك وانه شاهد أشياء مرعبة على حد تعبيره، مؤكدا مقتل ثلاثين شخصا في يوم واحد. وإلى بنغازي وصل وفد من الدبلوماسيين البريطانيين مساء السبت الماضي لإجراء اتصالات مع شخصيات من المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المحتجين، وذلك بعد نحو شهر من إرسال بعثة بريطانية أولى إلى بنغازي لكن أعضاءها من الدبلوماسيين وعناصر القوات الخاصة البريطانية أوقفهم المحتجون بعيد وصولهم على متن مروحية، واضطروا بعد ذلك إلى مغادرة ليبيا.