الناتو يرفض الاعتذار على قصف دبابات للمحتجين قرب البريقة رفض حلف شمال الأطلسي الاعتذار عن قصف دبابات المحتجين بطريق الخطأ قرب بلدة البريقة النفطية الواقعة شرقي البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوفهم، واعتبر "الناتو" أن التحالف لم يكن على علم بأن المحتجين المناوئين للقذافي يستخدمون مثل تلك المدرعات. وصرح الأميرال راسل هاردينغ، القائد المساعد للعمليات العسكرية في ليبيا أمام صحافيين أن الحلف "لن يقدم اعتذاراً"، مضيفا أن الوضع الميداني في ليبيا متغير وغير محدد، وقال أنه لم تكن لدى قوات الحلف معلومات بأن المجلس الوطني الانتقالي يستخدم دبابات، وقد خلف الحادث مقتل خمسة أشخاص فيما أصيب نحو عشرة آخرين، وأوضح "الناتو" أنه يبحث في التفاصيل المحدّدة للحادث، وأنه سيواصل تنفيذ تفويض الأممالمتحدة وضرب القوات التي يمكن أن تسبب أذى للسكان المدنيين في ليبيا. من جهة أخرى تعرضت مدينة أجدابيا في شرقي البلاد، لقصف مدفعي مكثف من كتائب القذافي من ثلاث جهات مما دفع بعض سكان المدينة للفرار منها، وأكدت مصادر صحفية أن المحتجين يسيطرون على المدينة بشكل كامل، وأنهم بدؤوا يتحصنون استعدادا للدفاع عنها بعد أن وصلت إليهم تعزيزات جديدة، في حين أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المحتجين والمدنيين بدؤوا يغادرون المدينة، وفي مصراتة قال متحدث باسم المحتجين أمس، أن قوات القذافي تقدمت صوب المناطق الشرقية من المدينة ما فجّر معارك في الشوارع ودفع السكان إلى الفرار من المنطقة. وأضاف ذات المتحدث لوكالة "رويترز" أن القوات الحكومية حاولت التقدم من الجانب الشرقي من منطقة مأهولة بالسكان، وأن المحتجين تصدوا لها في حين ما زالت الاشتباكات مستمرة كما قال. وقد حذرت منظمة الأممالمتحدة من الوضع الذي وصفته بالكارثي في مدينة مصراتة غربي ليبيا، والتي تحاصرها قوات القذافي منذ عدة أسابيع ويتحصن فيها المحتجون، وقالت الأممالمتحدة إن مئات الأشخاص في مصراتة قتلوا وجرحوا، مضيفة أن سكان المدينة البالغ عددهم نحو ثلاثمائة ألف نسمة يعانون من نقص في المياه والغذاء والدواء. وأكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية فاليري أموس أن الوضع في مصراتة "أصبح كارثيا"، وأن المدينة تحتاج إلى مساعدات عاجلة، وعبرت عن قلق المنظمة الأممية مما يعانيه سكان المدينة المحاصرون بمن فيهم مهاجرون يعملون في ليبيا، داعية إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين كتائب القذافي والمحتجين، كما دعت إلى السماح للمدنيين بمغادرة المدينة، وقالت إن الوضع أصبح "حرجا جدا"، وأن العديد من السكان يحتاجون بشكل فوري إلى مساعدات غذائية وطبية ومياه صالحة للشرب، فيما أكدت وكالة "رويترز" نقلا عن شاهد في مصراتة أن سكان المدينة يتجمعون كلّ خمس أسر في منزل واحد في الأحياء الآمنة، هربا من وابل قذائف "الهاون" التي تطلقها كتائب القذافي، فيما استقبل مستشفى المدينة عشرات من القتلى والجرحى الذين سقطوا في القصف، وأفادت مصادر محلية مقربة من المحتجين أن قناصة القذافي تراجعوا بعد أن واجهوا مقاومة شديدة من السكان.وفي ذات السياق نقلت وكالة "أسوشيتد برس" أن حلف شمال الأطلسي يحاول أن يجد طريقة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات القذافي على المدينة منذ نحو أربعين يوما، حيث أشارت الناطقة باسم الحلف أنه يركز اهتمامه على مصراتة ويناقش الأمر مع الدول غير الأعضاء فيه والمشاركة في قوات التحالف الدولي التي تدخلت في ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973. هشام/ع