قوات القذافي تقصف مصراتة والزنتان وتضارب الأنباء حول البريقة قصفت الكتائب الأمنية للقذافي صباح أمس الأحد مدينة الزنتان على بعد نحو 160 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس، وقال أحد شهود العيان "لرويترز" إن القصف كان بشكل عشوائي وباستخدام الدبابات بهدف إحكام السيطرة على المداخل الرئيسية، كما قصفت قوات القذافي مبنى في مصراتة أيضا صباح أمس لمحاولة إخراج المحتجين من آخر معقل رئيسي لهم في غرب البلاد، وأكد أطباء من هناك أن المئات لقوا حتفهم. وقد انقطعت مصراتة عن العالم الخارجي وأصبحت محاصرة مع تراجع الإمدادات، وقال أحد السكان إن القصف في البلدة ألحق أضرار بمبنى كان يستخدم في معالجة الجرحى من القتال وأسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد آخر، وذكر طبيب من عين المكان لرويترز في مكالمة هاتفية من المدينة إن 160 شخصا أغلبهم من المدنيين لاقوا حتفهم في القتال على مدى الأيام السبعة الماضية في وقت لا تسمح فيه السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الأحداث بحرية. كما قال أحد المقاتلين المقيمين في بنغازي إن إمدادات الغذاء شحيحة للغاية في مصراتة، وأضاف أن هناك نقص حاد في الغذاء مناشدا المنظمات الإنسانية لمساعدتهم، من جهة أخرى استؤنفت المعارك صباح أمس حول مصب البريقة النفطي حيث يبدو أن المحتجين قد حققوا تقدما كما أفاد به مراسل فرانس برس، والبريقة واحدة ضمن سلسلة من البلدات النفطية بامتداد الساحل والتي تبدلت عليها الجهة التي تسيطر عليها أكثر من مرة بعد التدخل الذي سمحت به الأممالمتحدة بهدف حماية المدنيين. وأكد المحتجون أنهم استعادوا المدينة (800 كلم شرق طرابلس) وأرغموا القوات الحكومية على التقهقر لكن الشوارع ليست مؤمنة وسمع تبادل نيران مدفعية، وفي مدخل البريقة لاحظ مراسل فرانس برس أن المحتجين يسيطرون على جامعة النفط وهي مجمع ضخم استولوا عليه صباح أمس الأحد، فيما شوهد مئات الأشخاص أغلبهم من الشبان المتطوعين الذين يفتقرون إلى الخبرة وهم يفرون شرقا من البريقة في اتجاه بلدة أجدابيا بعد التعرض لنيران شديدة من قذائف المورتر والأسلحة الآلية. وفي بروكسل رفضت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي الذي تولى هذا الأسبوع قيادة العملية العسكرية التي انطلقت في 19 مارس تحديد ما إذا كانت قوات الحلف شاركت في واقعة البريقة، وقالت أنه يتم دراسة التقرير مضيفا أن طائرات الحلف لها الحق في حماية نفسها إذا أطلق أحد النار عليها، وقال متحدث باسم المقاتلين لرويترز إن القيادة ما زالت تريد الضربات الجوية وتحتاج إليها، وأضاف أنه من الضروري النظر إلى الصورة العامة وأن الأخطاء تحدث. وشنت طائرات الحلف 363 طلعة جوية منذ توليها قيادة العمليات في ليبيا في 31 مارس وكان نحو 150 طلعة منها مقرّرا أن تكون طلعات هجومية لكن حلف شمال الأطلسي لم يؤكد ضربه لأي أهداف. وفي بنغازي شكل المجلس الانتقالي الوطني للمحتجين "فريق أزمة" يضم وزير الداخلية السابق عبد الفتاح يونس لتولي منصب قائد أركان القوات المسلحة لمحاولة إدارة المناطق التي يسيطر عليها المحتجون، كما طلبت قيادة المحتجين استمرار الضربات الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي على قوات القذافي رغم مقتل 13 من مقاتليهم في ضربة أثناء محاولة السيطرة على بلدة البريقة النفطية شرقا.