تلاميذ يتشاجرون و يحطمون المقاعد و الطاولات و يمزقون المآزر و الكتب و الكراريس شهدت عديد المؤسسات التربوية بعاصمة ولاية خنشلة و بعض الدوائر التابعة لها في نهاية الأسبوع، توديع العديد من تلاميذ الطورين الثاني و الثالث أقسامهم و مؤسساتهم التربوية بسلوكات عنيفة و تصرفات مؤسفة، تتمثل في إقدام التلاميذ من الجنسين، على تمزيق مآزرهم و تعليقها على جدران المؤسسة التي يدرسون بها و قام آخرون بتمزيق كتبهم و كراريسهم و تحطيم المقاعد و الطاولات، ناهيك عن الشجارات و رش التلميذات بالجافيل أو رشقهن بالبيض. لقد قام هؤلاء التلاميذ مباشرة بعد الانتهاء من امتحان الفصل الثالث بتحطيم المقاعد و الطاولات داخل الأقسام، فحولوها إلى ركام، وكأن حربا اندلعت داخل القسم، مع تمزيق الكراريس والكتب الدراسية و رميها، إما داخل الأقسام أو في فناء المؤسسة التعليمية، و ذلك على مرأى و مشهد من الأساتذة و المؤطرين التربويين الذين اندهشوا لهذه السلوكات و التصرفات المخزية و لم يتردد آخرون في تمزيق مآزرهم و تعليقها على الجدران الخارجية للمؤسسات، و وصل الأمر بآخرين إلى الدخول في معارك فيما بينهم، وقد ترك التلاميذ رسائل واضحة من خلال كل مظاهر العنف المسجلة، من واجب المتخصصين في الشأن التربوي مناقشتها و البحث عن أسبابها و العثور على حلول عاجلة لوضع حد لهذا النوع من العنف المدرسي. لمحاولة إيجاد تفسير للظاهرة في انتظار مناقشتها بعمق من قبل المتخصصين، اتصلت النصر بالأخصائية النفسانية التربوية بولحبال سعيدة، فقالت بأن هذه السلوكات ناجمة عن عدوانية التلاميذ تجاه المحيط المدرسي، فهم يستعملون العنف المادي بعد التفكير السلبي الناجم عن اكتظاظ المناهج الدراسية و طول الدروس و صعوبتها و ضيق الوقت، ما أدى إلى إحساس الطلاب بأنهم فئران تجارب، في الوقت الذي نجد فيه المنظومة التربوية لا تراعي إحساس التلاميذ و لا تأخذ بعين الاعتبار سنهم، خاصة في فترة المراهقة، إلى جانب غياب النشاط الترفيهي من المقررات، و يعني ذلك عدم مراعاة الجانب النفسي للتلاميذ. و ترى النفسانية التربوية بأن صور التمرد و العنف و تخريب المؤسسات التربوية المسجلة في نهاية السنة بخنشلة، تمثل ما آلت إليه سياسة التعليم ببلادنا التي تقارن، حسبها، مستويات تلاميذ دول أوروبية بمستوى تلاميذ جزائريين يعاني أغلبهم الحرمان العاطفي وانخفاض التحصيل الدراسي، جراء ما تعانيه الأسر الجزائر من مشاكل اقتصادية و خاصة التفكك الأسري الذي أصبح جليا في المجتمع الجزائري، فآخر الإحصائيات في الجزائر الصادرة عن وزارة التضامن و الأسرة تبين و جود أسرة متفككة ضمن كل 10 أسر جزائرية. و المؤكد أن للتفكك السري عواقب وخيمة في الغالب على التعلم. كما أن الضغوط التي يمارسها الأساتذة على التلاميذ وعدم وجود علاقة ثقة و ارتياح بين التلميذ و الأستاذ، و كذا الحالة النفسية للأستاذ عند تقديم الدروس و التي تكون في الغالب سيئة أو انفعالية، تؤثر على درجة تركيز و استيعاب التلميذ. و يميل تلاميذ اليوم إلى تصفح مواقع التواصل الاجتماعي و يقارنون بين وضعيتهم في المؤسسة التربوية التي يدرسون فيها و علاقتهم بأساتذتهم و مضمون مقرراتهم التعليمية و ما ينشر بها، خاصة و أن الجيل الجديد لديه وعي كامل بالواقع السياسي و الاقتصادي والثقافي الراهن. ويمكن الاشارة أيضا الى ما يحدث في محيط المؤسسات التربوية من اعتداءات وشجارات باستعمال أشياء غريبة كرمي الفتيات بحبات البيض أو رشهم بالجافيل.