المركزية النقابية غائبة تماما عن الحركية الاجتماعية غابت المركزية النقابية تماما عن الحركية الاجتماعية التي تشهدها الساحة الوطنية مند شهرين في وقت راحت فيه النقابات المستقلة تحقق كل يوم المزيد من المكاسب بعد أن استطاعت تلبية مطالب الشرائح التي تمثلها. قال مصدر عليم أن العديد من الفدراليات المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين تعيش قلقا كبيرا بسبب الغياب الواضح للمركزية النقابية على الساحة الاجتماعية التي تشهد احتجاجات واضطرابات في كافة القطاعات مند أكثر من شهرين، ووصل الأمر بعمال وموظفي بعض الفدراليات إلى التهديد بالانسحاب من المركزية النقابية وتأسيس نقابات مستقلة. وأضاف المصدر السابق أن فدراليات أخرى تعيش نفس الوضع بعد أن بات جليا للجميع أن النقابات المستقلة كسبت الكثير في المدة الأخيرة على حساب أم النقابات في الجزائر، فقد تمكنت نقابات التربية بمختلف أنواعها، ونقابات الصحة بمختلف تشكيلاتها أيضا، و نقابات الأساتذة والطلبة والموظفين وغيرها من الحصول على الكثير من حقوقها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بفعل الإضرابات والاحتجاجات التي نظمتها خاصة أمام مقر رئاسة الجمهورية، وقد تمكنت هذه النقابات المستقلة من تحريك رئيس الجمهورية نفسه ودفعت السلطات العليا للاستجابة لمطالبها في حين توجد المركزية النقابية في سبات عميق. هذا الوضع يقول مصدرنا سالف الذكر أصبحت الفدراليات التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين ترى فيه خطرا على مستقبلها النقابي، وهي متخوفة أكثر من أي وقت مضى من أن تجد نفسها في المستقبل المنظور لا تمثل سوى نفسها خاصة وان بعض العمال والموظفين المنتمين للمركزية النقابية هددوا بالاستقلالية وتأسيس نقابات مستقلة،على غرار عمال الخزينة العمومية الذين نظموا قبل أيام إضرابا عن العمل، ثم هددوا بعد ذلك بالخروج من تحت عباءة المركزية النقابية وتأسيس نقابة خاصة بهم علها تستطيع تحقيق مطالبهم بعدما عجزت نقابة سيدي السعيد عن تحقيقها. ويواصل ذات المصدر القول أن ذات القلق تعيشه كذلك القيادة الوطنية للمركزية النقابية التي لم تستطع مواكبة وتيرة التحركات الاجتماعية في المدة الأخيرة، والتي لم تعرف في الأصل كيف تنخرط فيها، ولا كيف تتعامل معها بالنظر للحساسية التي يمثلها الوضع الاجتماعي في الوقت الراهن بعد التطورات التي حصلت على المستوى الإقليمي، ما جعل الاتحاد العام للعمال الجزائريين في آخر المطاف يبقى جامدا في وسط سريع التحرك، لكن النقابات الأخرى التي لا تعطي أي حسابات سياسية للمطالب الاجتماعية تمكنت من التجدر في أوساط شرائح العمال والموظفين في ذات الفترة وكسب ثقة العمال، واستطاعت زحزحة المركزية النقابية من مساحات واسعة كانت تحسب في الماضي عليها. يضاف لكل هذا الوضع التنظيمي الذي تعيشه المركزية النقابية وهي التي لم تعقد أي دورة للجنة التنفيذية الوطنية لها مند المؤتمر الأخير المنعقد قبل أكثر من ثلاث سنوات، بينما يشترط القانون الأساسي لها أن تعقد الدورة الأولى العادية للجنة التنفيذية مباشرة بعد المؤتمر للمصادقة على الهياكل والنظام الداخلي للنقابة، وهذه الحال تجعل النقابة في الوقت الحالي خارج القانون بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، لأن اللجنة التنفيذية الوطنية لم تصادق على النظام الداخلي المنبثق عن المؤتمر الحادي عشر لحد الآن، ولم تعقد أي دورة لها مند ذلك التاريخ.