تميزت منافسات الدور الأول للمونديال الإفريقي، بمفاجأتها ونتائجها غير المنطقية، بداية برحيل البطل والوصيف، بنتائج منتخبات أوربا المتواضعة، وتفوق منتخبات أمريكا الجنوبية المذهل، بخيبة منتخبات القارة السمراء في أول مونديال يقام على أرضها، والتحسن الكبير في مردود منتخبات القارة الصفراء، وبتألق نجمي الريال و البارصا هغوين وفيا وظهور لاعب مغمور السلوفاكي روبرت فيتيك كان له الفضل في منح بلاده تذكرة تأهل ذهبية في المشاركة الأولى لها. بمستوي فني لم يواكب الطموحات و حضور جماهيري أكد حرص أبناء مانديلا علي إنجاح الحدث الكبير رغم خروج البلد المنظم من الدور الأول لأول مرة في تاريخ كأس العالم. بكل هذه الأحداث انتهي الدور الأول من النسخة رقم 19 لكبرى البطولات. مجموعتا الأرجنتين والبرازيل الأكثر تهديفا الدور الأول شهد إجراء 48 لقاء في 8 مجموعات وكانت أهم ظواهر وأرقام ومفارقات الدور الأول كما يلي: 1- شهدت المباريات ال 48 تسجيل 101 هدف و بلغت نسبة التسجيل 2,1 هدف في المباراة الواحدة، كانت مباريات الدور الأول في النسخة السابقة قد شهدت تسجيل 117 هدف. 2- المواجهات التي انتهت بفوز أحد طرفيها بلغت 34 فيما انتهت 14 مواجهة بالتعادل، يذكر أن حالات التعادل في النسخة السابقة كانت 11 فقط مقابل 37 مباراة فاز أحد طرفيها. 3- على صعيد الفاعلية الهجومية تساوت المجموعتان الثانية والسابعة في الصدارة برصيد 17 هدفا لكل مجموعة (الأرجنتين و البرازيل على رأس المجموعتين) فيما كانت المجموعة الثامنة هي الأقل تهديفا و لم يسجل فيها إلا 8 أهداف. 4- إذا كان نجوم "الليغا الإسبانية" هم الأفضل على صعيد هز الشباك بين نجوم أكثر من 20 دوري تمكنوا من تسجيل 99 هدفا في الدور الأول لهذه النسخة (هناك هدفان بالنيران الصديقة) فإن التنافس على صدارة الأندية التي تمكن نجومها من هز الشباك لحد الآن لم تكن بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، بل كانت بين الفريق "الكتالوني" والقطب الثاني للعاصمة أتلتيكو مدريد. ولم يتمكن نجوم البارصا من تسجيل (6) أهداف منها ثلاثية للنجم المنتقل حديثا من فالنسيا دافيد فيا و آخر لزميله في النادي و المنتخب إنييستا بالإضافة لهدفين لنجمي كوت ديفوار والمكسيك يايا توريه و رفائيل ماركيز. أما نجوم الفريق الذي حقق الدوري الأوربي لهذا العام فقد سجلوا 5 أهداف منها هدفين لنجم منتخب أورغواي فورلان ومثلهما للنجم البرتغالي تياغو مينديز و هدف وحيد لمواطنه سيماو سابروسا. العلامة الكاملة للطواحين وراقصي الطانغو 5 - منتخبان فقط هما الأرجنتين (المجموعة الثانية) وهولندا (المجموعة الخامسة) حققا العلامة الكاملة في الدور الأول لهذه النسخة، كانت منتخبات ألمانيا والبرتغال والبرازيل وأسبانيا قد حصدت ثلاث انتصارات في الدور الأول للنسخة الألمانية. 6- منتخبان أيضا هما الكاميرون (المجموعة الخامسة) و كوريا الشمالية (المجموعة السابعة) خرجا وسجلهما خالي تماما من النقاط. منتخبات الجزائر (المجموعة الثالثة) وفرنسا (المجموعة الأولى) ونيجيريا (المجموعة الثانية) و هوندوراس(المجموعة الثامنة) كانت أحسن حظا من الثنائي الأفروأسيوي و خرجت و في جعبتها نقطة واحدة. 7- %100هي نسبة نجاح منتخبات أمريكا الجنوبية حيث تأهل الخماسي أورغواي والأرجنتين وبارغواي والبرازيل وتشيلي لثمن النهائي فيما كان الثلاثي البرازيل و الأرجنتين و الإكوادور قد بلغوا نفس الدور في نسخة 2006 فيما ودع منتخب بارغواي البطولة من الدور الأول بعد أن حل ثالثا في المجموعة الثانية. 8- %46هي نسبة نجاح منتخبات القارة الأوربية في تجاوز الدور الأول لهذه النسخة حيث صعدت 6 منتخبات و خرجت 7، كانت النسخة الألمانية قد شهدت تواجد 10 منتخبات أوربية في ثمن النهائي من مجموع 14 منتخب شاركوا في البطولة. 9- ارتفاع النسبة من صفر إلى 50 % تؤكد التقدم الرائع و الملحوظ الذي طرأ علي منتخبات القارة الآسيوية حيث نجح الثنائي كوريا الجنوبية و اليابان في بلوغ الدور الثاني وخرج منتخبا أستراليا و كوريا الشمالية من الدور الأول. الجدير بالذكر أن الثنائي السعودية وإيران كانا قد ودعا منافسات النسخة السابقة من الدور الأول صحبة منتخبي كوريا الجنوبية و اليابان. 10- منطقة أمريكا الشمالية والوسطى و البحر الكارايبي قدمت في هذه النسخة أداء ونتائج أفضل مما قدمته في النسخة السابقة. فقد تمكن الغريمان المكسيكوالولاياتالمتحدة من بلوغ ثمن نهائي فيما خرج منتخب الهوندوراس بعد أن تزيل المجموعة الثامنة. كانت المكسيك هي المنتخب الوحيد الذي بلغ الدور الثاني في النسخة السابقة فيما خرج الثلاثي الولاياتالمتحدة وكوستاريكا و ترينداد وتوباغو من الدور الأول. غانا تحفظ ماء وجه القارة 11 منتخبات القارة السمراء تراجع مستواها في هذه البطولة رغم إقامتها على أرضها لأول مرة حيث خرج الخماسي جنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر والكاميرون وكوت ديفوار من الباب الصغير بينما نجح منتخب غانا في حجز البطاقة الإفريقية الوحيدة في ثمن النهائي. منتخب "النجوم السوداء" كان الوحيد أيضا الذي تجاوز الدور الأول في 2006 فيما ودعت منتخبات كوت ديفوار وأنغولا والطوغو وتونس من الدور الأول. 12- ثلاث مواجهات أوربية أوروبية سيشهدها ثمن نهائي هذه النسخة بين ألمانيا و إنجلترا، هولندا و سلوفاكيا، أسبانيا والبرتغال. كان ثمن نهائي 2006 قد شهد 4 مواجهات مباشرة بين منتخبات القارة العجوز لا ننسي أن هناك مواجهة لاتينية خالصة بين البرازيل و تشيلي في ثمن النهائي ستعيد للأذهان مباراتا المنتخبين في التصفيات التي تفوق خلالهما "راقصي الصامبا" (3-0) خارج ملعبهم و (4-2) داخلها. 13- لقاء ملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ بين الأرجنتين والمكسيك الذي يقام اليوم (الأحد) في ثمن نهائي النسخة الجنوب إفريقية و يديره الإيطالي روبرتو روسيتي سيكون تكرارا للقاء "راقصو التانغو" مع منتخب "الأزتيك" الذي شهدته مدينة لايبزيغ بين المنتخبين في 24 جوان 2006 في نفس الدور بالمونديال السابق وانتهي لمصلحة بلد مارادونا بهدفين لهدف بعد وقت إضافي. 14- وكأنها تريد أن تقول أنها أخطر من يهدد الخماسي اللاتيني على لقب هذه البطولة فإن الخسارة التي ألحقها المنتخب الأسباني بمنتخب تشيلي في ختام مباريات المجموعة الثامنة، هي الأولى التي يتعرض لها أحد ممثلي القارة اللاتينية في هذه البطولة، 10 انتصارات و 4 تعادلات و خسارة وحيدة كانت حصيلة هذه المنتخبات في 15 لقاء لعبتها في الدور الأول. شهادة نجاح للهندسة الوطنية 15 فيما يبدو أنه شهادة نجاح و تفوق للمدرسة الوطنية في التدريب، فقد نجحت منتخبات 12 دولة من بلوغ ثمن النهائي في ظل قيادة وطنية. المدرسة الأرجنتينية كانت حاضرة وبقوة مع الرباعي الصاعد تحت قيادة فنية أجنبية، حيث صعد الثنائي بارغواي و تشيلي تحت قيادة المدربين خيراردو مارتينيو و مارسيلو بيلسا. المدرستان الإيطالية و الصربية قادتا منتخبا إنجلترا وغانا للدور الثاني في ظل تواجد فابيو كابيلو مع منتخب "الأسود الثلاثة" و ميلوفان راجيفيتش مع منتخب "النجوم السوداء". الغريب أن منتخبي إيطاليا وصربيا خرجا من الدور الأول تحت قيادة المدربين الوطنيين مارشيلو ليبي و رادوميرأنتيتش! 16- نتواصل مع المدارس التدريبية حيث فشلت المدرسة الفرنسية تماما وخرجت فرنسا مع ريمون دومينيك و الكاميرون مع بول لغوين وهما في مؤخرة المجموعتين الأولى و الخامسة. نفس الأمر تكرر مع المدرسة السويدية عندما غادرت كوت ديفوار مع إريكسون ونيجيريا مع لارس لاجرباك بعد أن احتل المنتخبان الغرب إفريقيين المركزين الثالث و الرابع في المجموعة السابعة و الثانية. من ناحيتها حققت المدرسة البرازيلية نجاح متوسط حيث نجح كارلوس دونغا مع "سحرة الأمازون" فيما غادر "البافانا بافانا" مع أستاذ دونغا ومدربه السابق كارلوس البرتو باريرا، وهو ما تكرر بالنص مع المدرسة الهولندية التي نجح منها فان مارفيك مع منتخب "الطواحين" فيما فشل مواطنه بيم فيربيك مع المنتخب الأسترالي. 17- لا زلنا بصدد المدارس التدريبية حيث قدمت المدارس الوطنية مدربين لم يقدموا ما يرضي طموح جماهيرهم المحلية كمارتن أولسن (الدانمارك) وماتياس كيك (سلوفينيا) و كيم يونغ هو (كوريا الشمالية) و رابح سعدان (الجزائر) و لا يمكن أن نعتبر ريكي هيربرت قد فشل مع منتخب نيوزيلندا لأنه قدم أداء ممتازا ولم يعرف طعم الخسارة مطلقا بل وحل ثالثا في المجموعة السادسة على حساب إيطاليا حامل اللقب. صراع عن بعد بين نجمي البارصا والريال -18 بعد هدفه الرائع في شباك الحارس التشيلي كلاوديو برافو رفع النجم الأسباني دافيد فيا رصيده من الأهداف للرقم 3 و تقاسم صدارة الهدافين مع الأرجنتيني جونزالو هيغوين و السلوفاكي روبرت فيتيك. 19- اختار الإتحاد الدولي لكرة القدم 10 أهداف اعتبرها الأجمل في الدور الأول و هي بالترتيب من العاشر إلى الأول، (10) الألماني مسعود أوزيل اليساري الرائع في مرمى غانا، (9) الياباني كيسوكي هوندا اليساري أيضا في مرمي الدانمارك، (8) الإيطالي فابيو كوالياريلا في مرمى سلوفاكيا، (7) هدف الأرجنتيني غابرييل هاينزه الرأسي في مرمى نيجيريا، (6) البرازيلي لويس فابيانو (الأول) في مرمى كوت ديفوار، (5) الأسباني دافيد فيا في مرمى تشيلي، (4) البرتغالي سيماو سابروسا في مرمى كوريا الشمالية، (3) الجنوب إفريقي تشابالالا في شباك المكسيك، (2) البرازيلي مايكون في مرمى كوريا الشمالية و أخيرا هدف دافيد فيا الأول في مرمى هوندوراس. هناك أهداف أخرى لا تقل روعة عن هذه الأهداف منها هدف لاعب أورغواي دييغو فورلان في مرمى جنوب إفريقيا من تسديدة بعيده، وهدف الألماني ميروسلاف كلوزه البديع برأسه في شباك أستراليا وكذلك هدف السلوفاكي روبرت فيتيك الأول في مرمى إيطاليا، وهدف الأسترالي بريت هولمان في مرمى صربيا، وهدف الهولندي فان بيرسي الجميل في مرمى الكاميرون وهدفي الإيفواريين يايا توريه و كالو في الشباك الكورية الشمالية. وكذلك هدف الأسباني إنييستا في مرمى تشيلي لأنه جاء بعد عمل جماعي رائع بين الثلاثي توريس و فيا و إنييستا بالإضافة لكونه الهدف رقم 100 في هذه النسخة.