سكان قرى حرازة يشتكون العزلة و العطش تعاني بلدية حرازة الواقعة جنوب غرب الولاية على بعد حوالي 65 كيلومتر ، فقرا مدقعا وعزلة كبيرة مما جعل سكان قراها ومداشرها يعانون الأمرين في ظل انعدام أدنى شروط الحياة في جميع المجالات خاصة فيما يتعلق بالمياه الصالحة للشرب ، الطرقات والخدمات الصحية. يشتكي سكان معظم القرى ببلدية حرازة من الوضعية الكارثية للطرقات المهترئة ، التي يعاني بسببها المواطنون خاصة في فصل الشتاء أين تكثر بها الأوحال و البرك المائية ، إضافة إلى عزوف الناقلين التوجه إلى قراهم بفعل الحالة السيئة لمختلف الطرقات ، حيث أوضح السكان أن البلدية لازالت تعاني من عجز في تحديث و تعبيد مختلف المسالك المؤدية إلى المداشر و المشاتي المنتشرة بإقليم البلدية ، منها الطريق الرابط بين قرى أولاد سيدي اعمر و بوزيد على مسافة تزيد عن ال 4 كيلومترات و نصف ، و الطريق الرابط بين حرازة و تيزي أحسن بطول 3.5 كيلومتر ، إضافة إلى مسالك أخرى أصبحت فيها حركة المركبات شبه منعدمة ، بالنظر إلى إهترائها و تآكل معظم أجزائها ، ما جعل حركة السير فيها تقتصر في العموم على المركبات الفلاحية التي زادت من تدهور وضعيتها ، خصوصا على الطريق الرابط بين قرى السماير و بني وقاق على مسافة 04 كيلومتر و كذا طريق فضالة بني وقاق و المسلك الرابط بين فضالة و واد اغيلاس على مسافة 05 كيلومتر . كما أشار العديد من مواطني قرى ومداشر بلدية حرازة أن المنطقة تشهد نقصا كبيرا في المياه الصالحة للشرب ، ما جعل العديد من العائلات تعيش هاجس البحث عن المياه التي يتم جلبها بطرق بدائية مستعملين في ذلك البهائم أو صهاريج المياه التي تزيدهم معاناة في البحث عن مالكي الجرارات الذين غالبا ما يتم إعلامهم مسبقا بأيام لكثرة الطلب عليهم، وغالبا مايتم الإستنجاد بأبنائهم عند العودة من مقاعد الدراسة لتتوسع بذلك معانتهم من البحث عن ظروف تمدرس لائقة إلى هم أخر يتمثل في حمل الدلاء والبحث عن منابع المياه لتزويد عائلاتهم علهم بذلك يخففون عن آبائهم الظروف القاسية في كسب لقمة العيش . هذا و قد سئم السكان من الوعود المقدمة إليهم من السلطات المحلية و الولائية مثلما تم التأكيد عليه في مختلف الزيارات الميدانية للبلدية ، بتزويدهم بمياه إحدى السدود القريبة والتي بقت ،حسبهم، تتكرر منذ أعوام دون تجسيدها على أرض الواقع، مما زاد في حالة التذمر و الإستياء ، لكن يبدو من لهجة المسؤولين في الفترة الأخيرة أن المشروع سيعرف النور عما قريب بعد إتمام الدراسة التقنية للمشروع ، الذي سيمكن من ربط بلديات الجهة الغربية بشبكة المياه انطلاقا من سد تلسديت ، للقضاء على مشكل العطش ،الذي زادت حدته بفعل الطبيعة الجيولوجية للمنطقة المعروفة بشح مياهها الجوفية الباطنية . و بالإضافة إلى صعوبة ظروف الحياة ببلدية حرازة ، يعاني سكانها نقصا كبيرا في الخدمات الصحية و وذلك بسبب نقص التأطير ، حيث أشار السكان إلى أن المركز الصحي المتواجد بالبلدية لا يلبي حاجياتهم ، ما يدفع بالعديد منهم إلى التنقل في ساعات متأخرة من الليل في الحالات الاستعجالية إلى المستشفيات المتواجدة ببلدية المنصورة و كذا بعاصمة الولاية لتلقي العلاج . رئيس المجلس الشعبي البلدي أوضح أن البلدية تفتقر إلى مداخيل كافية ما عدا ميزانية التنمية المحلية التي لا تكفي بحسبه لتلبية انشغال سكان المنطقة ، مشيرا إلى تحديث و انجاز ما يزيد عن ال 25 كيلومتر من الطرقات خلال المخطط الخماسي الأخير ، كما أكد على اقتراح مشاريع لتحديث الطرق المتبقية على المديرية المعنية ، أما عن مشكل نقص المياه فأوضح أن المنطقة تعاني من شح في المياه الجوفية ، حيث تم انجاز عديد التنقيبات التي تبقى غير كافية لتلبية الاحتياجات ، خاصة و أن بعض التنقيبات عرفت نقصا في منسوب المياه ، مشيرا في هذا الجانب إلى تسجيل مشاريع لانجاز نقب بكل قرية في انتظار تزويد المنطقة بمياه سد تلسديت . و اعترف المسؤول بالنقص المسجل في تقديم الخدمات على مستوى المركز الصحي ، و كذا من حيث التأطير و التجهيزات ، مشيرا إلى تدعيم المركز مؤخرا بطبيب و ثلاثة سائقين و عمال في إطار الشبكة الاجتماعية لضمان المداومة الصحية الليلية ، و توفير وسائل النقل لتحويل الحالات المستعصية إلى المستشفيات القريبة .