سكان "سوكياس" يغلقون الوطني 16 احتجاجا على غياب الماء أقدم صبيحة أول أمس الخميس العشرات من سكان منطقة سوكياس الريفية التابعة إقليميا لبلدية بئر العاتر التي تبعد عنها بزهاء 30كلم جنوبا على غلق الطريق الوطني رقم 16 في جزئه الرابط بين بئر العاتر وولاية الوادي ، احتجاجا كما يقولون على عدم تزودهم بالماء الشروب لعدة أيام شعروا خلالها بغبن كبير خاصة في ظل حرارة مرتفعة ، وإمكاناتهم المادية لا تسمح لهم باقتناء صهاريج المياه الصالحة للشّرب بأسعار باهظة ، وهو الوضع الذي دفع بإدارة المدرسة بالقرية إلى تقديم وجبات باردة للتلاميذ بدلا من وجبات ساخنة لغياب الماء . كما وجد القائمون على العيادة الصحية مشاكل في أداء عملهم لنفس السبب ، فكل هذه الأوضاع مجتمعة كانت سببا لقيام هؤلاء السكان بحركتهم الاحتجاجية لدفع السلطات الوصية إلى التكفل بهذا الانشغال الذي يقولون عنه أنه مطلب شرعي ، والسكوت عنه يعتبر تنازلا عن حق تكفله الدولة لمواطنيها. الاحتجاج الذي دام أكثر من 4 ساعات أربك حركة المرور بشكل واضح بالطرق الوطني رقم 16 الذي يربط ولايات الشرق الجزائري بولايات الجنوب الشرقي حيث توقفت المركبات القادمة من ولايات الجنوب كالوادي وورقلة وبسكرة وبلديات الولاية مثل نقرين وفركان . ونفس الأمر بالنسبة للسيارات ومختلف المركبات المتجهة من ولايات عنابة وسوق أهراس وتبسة نحو الجنوب ، ولم يسمح المحتجون إلا بمرور سيارات الإسعاف أو السيارات التي تحمل المرضى ، ممّا اضطر الكثير ممن هم في عجلة من أمرهم إلى اللجوء إلى السير على المسالك الريفية للوصول إلى وجهاتهم رغم طول المسافة وصعوبة المسالك وخطورتها. وقد استدعت هذه الحركة الاحتجاجية تنقل رئيس دائرة بئر العاتر الذي كان مرفوقا بأعضاء من البلدية إلى عين المكان ودخلوا في حوار طويل مع ممثّلي المحتجين الذين اقتنعوا في آخر المطاف بضرورة فتح الطريق أمام حركة المرور بعد تعهّد المسؤولين المحليين بتلبية مطلبهم في أقرب فرصة . رئيس بلدية بئر العاتر وفي رده عن سؤال النصر حول أسباب حرمان سكان سوكياس من الماء، أكد أن البلدية لم تبخل يوما بتمكين سكان القرية من الماء ، حيث تقوم بتزويدهم من حين لآخر بصهاريج من الماء الصالح للشرب ، إلا أن العطب الذي أصاب شاحنة الصهريج ، والخلل الذي لحق بالمضخة على مستوى البئر التي تتزوّد منها القرية أوجد هذه الوضعية . ووعد بأن الأمور ستعود إلى مجراها الطبيعي ،أين يجري إصلاح المضخة ، كما سيتم تزويد السكان بالماء فور إعداد الوثائق الخاصة بشاحنة الصهريج الجديدة التي اقتنتها البلدية مؤخرا ، مضيفا أن البلدية لم تدخر جهدا في تمكين القرية المذكورة من أسباب العيش الكريم ، حيث مكنتهم من العشرات من السكنات الريفية ، وأعادت الاعتبار للعيادة الصحية ، وأنجزت ملعبا جواريا لأبناء القرية ، وعيّنت مندوبا من البلدية للإشراف على شؤون القاطنين بالقرية ونقل انشغالاتهم للسلطات المعنية ، كل ذلك من أجل تشجيعهم على الاستقرار وخدمة الفلاحة وتربية الماشية.