السينما الجزائرية تملك طاقات فنية وبشرية هائلة تحتاج لكُتاب سيناريو قال الممثل حسان قشاش بخصوص فعليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بأن المهرجان رغم حداثته في طبعته الثانية، أتبت وجوده من حيث الأفلام المعروضة، مشيرا إلى وجود أعمال سينمائية قوية تبرز أهميته كونه متوسطي، يعرض سينما الضفة الجنوبية وكذلك الشمالية، كما اعتبرها جسور ثقافية تنفتح على الآخر، للاطلاع على ما أنتجته السينما الجزائرية. كما تطرق إلى جديد أعماله السينمائية في هذا الحوار على هامش عروض المهرجان. كيف تقيم مهرجان عنابة من حيث الأعمال السينمائية المعروضة وإقبال الجمهور؟ هناك أفلام طويلة قوية إلى جانب أفلام وثائقية بنفس المستوى، أفلام قصيرة أيضا مستواها متباين، الجمهور حاضر بقوة كالعادة مع تغطية واسعة لمختلف وسائل الإعلام، أعتقد بأن الأهداف المسطرة للمهرجان تم تحقيقها، هناك أيضا ورشات تكوينية، إلى جانب انفتاح المهرجان عن الجامعة، تم عقد لقاء بجامعة باجي مختار بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ألقيت بذات المناسبة محاضرة وعرض فيلم قصير، كما أعلن عن تأسيس نادي السينما بالجامعة، وهو شيء ايجابي. ما هي الأفلام التي شدت اهتمامك خاصة الجزائرية منها؟ هناك أفلام جميلة تابعت الفيلم الاسباني « شجرة الزيتون» و الفيلم الإيراني « ناهد» الموجود خارج المنافسة، وفي فئة الأفلام القصيرة «شيكسبير»، من بين الأفلام الجزائرية تابعت فيلم المخرج جمال عزيز الذي حاول نقل قصة صحفي صديق له اغتيل في العشرية السوداء، وامرأة رسامة بطلة الفيلم، كانت تعيش في مدينة تبسة، تتعرض لمضايقات في وسط غير متعود على الفن، بالإضافة إلى فيلم وقائع قريتي للمخرج عبد الكريم طرايدية، الذي حقق متابعة كبيرة، وتفاعل معه الجمهور، أراد المخرج أن ينقل كيف يرى الطفل الثورة الجزائرية بعينه، وكيف عاش مرحلة الاستعمار وعلاقته مع عائلته، كما تطرق المخرج للهامش ولم يدخل في خضم حرب التحرير . كيف كان دورك في الفيلم؟ أنا تقمصت دور والد الطفل، كان فيه خلاف مع أم زوجته، اضطر للتخلي عن عائلته بسبب ممارسة الشعوذة، زوجته أيضا تقرر ترك البيت. هذا دور جديد جعلني انزل من مستوى التمثل، في دور بسيط، عبارة عن فلاح يعمل بالزراعة. اعتبرها إثراء لتجربتي، تعاملتُ مع مخرج جاء من مدرسة جديدة بهولندا لديه أسلوب في التصوير والتركيب، بالإضافة إلى مخرجين تشرفت بالعمل معهم، هناك عدة مدارس منهم احمد راشدي، محمد شويخ وغيرهم، تسمح للممثل بتطوير أدواته في العمل على عدة مستويات. على الصعيد الشخصي حدتنا عن الأعمال السينمائية التي ستشارك فيها؟ حاليا هناك فيلم في مراحله الأخيرة في المزج، من إخراج أحمد راشدي بعنوان «أسوار القلعة السبعة» فيلم يعود للتاريخ، يروي حياة عائلة تكون ضحية للمستعمر، يعمل على مصادرة أرضها بحيلة قانونية، هناك ابن عائلة الذي أجسد دوره، يقوم والده بشحنه عاطفية لاسترداد أرض الأجداد، يذهب الابن ويخطط لقتل الكولون. وهناك مشاريع مستقبلية لا استطيع الحديث عنها كونها في مرحلة التحضير. في الأخير ما هي نظرتك للسينما في الجزائر بشكل عام؟ السينما في الجزائر تملك طاقات فنية وبشرية هائلة، نملك مادة أولية للسيناريو نستطيع تحويلها إلى أفلام رائعة، والسينما تعد صناعة عبارة عن حلقة متكاملة يجب النظر إليها بهذا الشكل، أين مواقع القوة التي لدينا وأين هي مواقع الضعف؟ نقاط القوة هي الطاقات الفنية، يكمن ضعفنا في إيجاد كتاب سيناريو حقيقيين. يستوجب علينا الالتفاتة إلى الرواية القصة الشعبية، والتراث أللا مادي، كما تحتاج السينما إلى تمويل نفسها بنفسها، بالبحث عن مصادر تمويل جديدة، بتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في السينما، انطلاقا من هذا نستطيع إحياء الثقافة الجزائرية وإيصالها إلى أبعد حد. حاوره : حسين دريدح