أعطى وزير النقل عمار تو أمس إشارة انطلاق الاستغلال التجاري للشطر الأول لترامواي الجزائر الرابط بين برج الكيفان وحي مختار زرهوني الممتد على مدى 7 كلم يتخللها 14 موقفا. وشهدت عملية الانطلاق تأخرا لبعض الوقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي إلا أن مؤسسة «سونلغاز» سرعان ما تحركت وأعادت التيار في وقت وجيز. وعبر الوزير عن ارتياحه لتشغيل ترامواي العاصمة قائلا: ''انه شيد وفقا للمقاييس العالمية مشكلا إضافة نوعية لتحسين النقل في الجزائر والتخفيف من الازدحام المروري خاصة بهذه المنطقة المعروفة بكثافتها السكانية''. وسلم رسميا الوزير للمؤسسة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري «ايتوزا» رخصة تسيير الشطر الأول من الترامواي بعد استيفائها لشروط الأمن والسلامة المرورية. وكشف تو في هذا الصدد انه تم تكوين 36 سائقا للمؤسسة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري لقيادة قاطرات الترامواي ال 12 التي تنقل حوالي 414 مسافر أي بمعدل 18 ألف مسافر في اليوم. وذكر الوزير انه تم تخصيص أماكن للمعوقين بالمجان، مشيرا إلى أن التذكرة التي تستعملها الشركة المسيرة صالحة لركوب الترامواي. وساهم مشروع ترامواي الجزائر في خلق 200 منصب شغل والرقم مرشح للارتفاع مستقبلا بانجاز المشاريع المتبقية مما سيساعد على التقليل من البطالة. ويأتي الترامواي المدرج ضمن مشاريع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الكبرى ضمن سلسلة المشاريع 17 لترامواي الجزائر من بينها وهران و قسنطينة التي سيشرع في انجازها في أقرب الآجال، بالإضافة إلى 6 ولايات ستستفيد هي الأخرى من مشروع الترامواي. ونخص بالذكر ورقلة، بلعباس، سطيف، باتنة ومستغانم حيث يتم إعداد دراسات خاصة بهذا المشروع. من جهة أخرى أكد الوزير انه سيتم الانطلاق في الشطر الثاني من ترامواي العاصمة قبل نهاية السنة الجارية، ويقطع بلدية المحمدية حي المعدومين الحراش قبل تمديده في المستقبل إلى بئر مراد رايس. وفي رده على سؤال ل «الشعب» حول كيفية التعامل مع نقاط التقاطع لسكة الترامواي وطرق السيارات أجاب تو انه يتم حاليا وضع أعوان الأمن والسلامة على كل نقاط التقاطع. وقال الوزير انه تقرر بالإضافة إلى الأعوان، تجهيز مناطق التقاطع المرورية بمختلف الإشارات واللوائح لحين تعوّد المواطنين عليه في انتظار ترسيخ الثقافة المرورية لدى المواطنين ومستعملي الطريق. من جهته أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة ترامواي الجزائر حدبي عوامر ل«الشعب»: «أن هذا المشروع ما كان ينجز لولا تعاون كل الجهات خاصة الجماعات المحلية، إن الهدف منه هو عصرنة وترقية قطاع النقل بالجرائر». وهو نفس الموقف الذي عبر عنه ممثلو الشركات المشاركة في انجاز المشروع مثل «ألستوم» الشركة رائدة في قطاع السكك الحديدية العالمية، ومؤسسة حداد وغيرها... وشهدت إطلاق الاستغلال التجاري لترامواي الجزائر حضور قوي لممثلي الحكومة كوزير التجارة بن بادة وبعض النواب ومختلف الجهات المحلية والمؤسسات المشاركة في انجاز المشروع وممثلي المجتمع المدني كالجمعيات، بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار.