الروسية "ماريان ستيشكوف" تغوص في تراث سكان الصحاري البيضاء نقلت الحكواتية الروسية ماريان ستيشكوف الجمهور إلى عالم «الصحارى البيضاء» بالقطب الشمالي، بقصة انتقتها من تراث الإسكيمو، فزينت بها يوم الأربعاء فعاليات السهرة الختامية للمهرجان الدولي للحكاية و القصة بقسنطينة. ماريان ستيشكوف جذبت الانتباه بمجرّد صعودها على الركح، بلباسها الشتوي المصنوع من الفراء الناعم، بدءا بقبعة «شابكا»، مرورا بمعطف ثقيل و جزمة جلدية، فأدرك الحضور الذي اشتكى طوال اليوم من ارتفاع الحرارة، بأن الحكواتية ستحمله إلى عالم سيشعره بالبرد، و هو بالفعل ما فاجأته به ستيشكوف، من خلال سرد قصة عن شاب ذكي لا يتردد في المجازفة للحصول على ما يريد، حيث استطاع الفوز بابنة شيخ قبيلة الجميلة كزوجة، بعد أن اهتدى إلى فكرة أنقذت روحه و منحته فرصة الارتباط بفتاة أحلامه، مما أثار غيرة و حسد شقيقيه، فما كان عليه سوى الكذب عليهما، بخصوص كيفية الحصول على زوجة مثلها، لتلقينهما درسا لن ينسيانه أبدا، حيث أقنعهما بأن قبيلة الفتاة تستبدل الموتى بفتيات في عمر الزهور. الشقيقان اللذان أعماهما الجشع، قاما بالتخلص من زوجتيهما و حمل جثتيهما إلى القبيلة، على أمل العودة بزوجتين شابتين و جميلتين كشقيقهما، لدى وصولهما إلى تلك القبيلة استهجن سكانها ما فعل الرجلان بزوجتيهما، و أمطروهما بالشتم و الضرب، فعادا و الغضب يسيطر عليهما، و توعدا بالانتقام من الأخ الأصغر، لكن الشاب المحنك كان قد فكر في خطة مسبقة، وما إن شاهدهما و سمع كلامهما، حتى تظاهر بالندم، و طلب منهما أن يقتلانه انتقاما لزوجتيهما، لكن بعد تحقيق أمنيته الأخيرة، و تتمثل في وضعه في كيس و ربطه بأعلى الشجرة طيلة الليل، قبل قتله في الصباح، فكان له ذلك.حيلة الشقيق الذكي نجحت مرة أخرى، فقد تمكن من إقناع رجل ، بأن تواجده بأعلى الشجرة و غنائه المستمر، غرضه روحاني و سيمنحه المكانة التي يرغب فيها، فقبل أخذ مكانه داخل الكيس لجهله مصيره المأساوي، فكانت نهايته الموت مكان شخص لم يسبق له رؤيته. القصة الشيّقة لم تنته عند هذا الحد، بل تواصلت بأسلوب أكثر تشويقا اعتمدته ماريان ستيشكوف التي لم تتوان في إبراز خصوصية التراث الروسي من خلال بعض الأغاني، كانت تزّين بها بين الفينة و الأخرى حكايتها الخيالية التي انتهت بموت الشقيقين اللذين قتلا زوجتيهما و بقاء الأخ الأصغر على قيد الحياة . سهرة الختام للطبعة السادسة للمهرجان الدولي للحكاية و القصة الذي نظمته جمعية «كان يا مكان»، تواصلت بقصص شعبية سردها كل من الحكواتي التلمساني أمين حمليلي الذي انتقى قصة «علم النساء» للجمهور الذي ضحك كثيرا لفطنة ابن عمل بنصيحة والده لأجل إنجاح حياته الزوجية. و كانت القصة الثانية في هذه السهرة من إلقاء الحكواتية المغربية الشابة صباح معاش التي استلهمت من جسور قسنطينة ما خدم حكايتها التراثية و أضفى عليها متعة أكبر، أما القصة الثالثة فكانت من التراث المحلي حول مملكة الجان بصوت القاص و الممثل القسنطيني محمد شريف بوعاكر. يذكر أن الطبعة السادسة عرفت غياب الحكواتيتين المصرية شيرين الأنصاري و السورية حلا جلول، فيما تألقت أسماء جديدة من الحكواتيين المستفيدين من ورشات التكوين المنظمة من قبل جمعية «كان يا مكان» منهم حمزة ليتيم، صلاح الدين تركي، حمزة خلالفة و محمد شريف بوعاكر.