إطلاق مشروع سياحي كبير بمنطقة فيضانات بحمام دباغ أطلقت سلطات ولاية قالمة أمس الثلاثاء مشروعا سياحيا هاما لتهيئة و تأهيل منطقة الشلال الشهير بالمدينة السياحية حمام دباغ بعد انتظار دام عدة سنوات، لكن موقع المشروع أثار تخوفات من تعرضه لفيضانات قد تعصف به سيما وأن هذه الدراسة لم تتطرق إلى إجراءات احتياطات للحماية من السيول التي تغرق المنطقة عند كل تساقط. و بدأت شركة الإنجاز في غلق ساحة الشلال و مواقف السيارات و الطرقات الفرعية المؤدية إليه استعدادا لبداية الأشغال التي تشرف عليها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية (أ.أن.دي.طي) التي أنجزت الدراسة الهندسية و الفنية للمشروع المسجل منذ 3 سنوات في إطار البرنامج التكميلي الذي حصلت عليه الولاية عقب زيارة العمل التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال. و يتوقع أن يعرف محيط الشلال تغييرا جذريا بعد نهاية المشروع حيث تقرر تحويل مساحات واسعة من مواقف السيارات و الطرقات إلى فضاء معبد بالحجارة الاصطناعية و المصقولة تتخلله ممرات للراجلين و مساحات خضراء و مجاري مياه. كما تقرر أيضا تحويل جزء من الفضاء المفتوح قرب المحال التجارية المطلة على محمية العرائس إلى مساحة خضراء واسعة تتخللها صخور بركانية و مجاري مياه معدنية ساخنة، و ستعرف الحديقة القديمة المقابلة للشلال أيضا تعديلات كبيرة لدمجها مع المشروع الكبير الذي يتضمن أيضا جدارا خارجيا محيطا بالمعلم السياحي و منافذ دخول إلى مختلف الفضاءات و المنابع و الأحواض المائية الساخنة. و اعتمد المهندسون على نظام السلالم الخرسانية و معابر للراجلين للسماح للسياح بالانتقال من موقع إلى آخر بداية من الساحة الجديدة قرب حمام خرشيش إلى مسرح الهواء الطلق و الأكشاك و واجهة الشلال وصولا إلى الجداول الساخنة و الأحواض المتواجدة فوق الشلال و تغذيه باستمرار حتى لا تتصدع واجهته الكلسية و تسقط في المجرى المائي المجاور كما حدث مرات عديدة. و خصص مهندسو المشروع مساحة واسعة للحدائق و أشجار الزينة و فضاءات العشب الطبيعي الأخضر و ممرات التجوال المكسية بالحجارة المصقولة و القطع الاصطناعية التي توضع على الأرصفة، و ترافق هذه الممرات أنظمة إنارة ملائمة لطبيعة الموقع السياحي النادر. و تقدر مساحة المشروع الجديد بنحو 1.2 هكتار من بين فضاء طبيعي واسع تفوق مساحته 3 هكتارات انطلاقا من مقر الدائرة القديم و المحطة المعدنية و الطريق الولائي 122 و المزرعة القديمة و الحظيرة الثانية للبلدية إلى غاية المركز التجاري القديم و محطة سيارات الأجرة وصولا إلى حمام خرشيش المعدني. و كانت بلدية حمام دباغ قد أنجزت عدة مشاريع حول الشلال بينها حدائق و ممرات و سلالم و مساحات مكسية بالعشب الطبيعي و أنظمة إنارة و ممرات للراجلين و فضاءات لاستراحة السياح، و يأتي المشروع الجديد لدعم العمليات السابقة و إحداث تغيير جذري بمحيط المعلم السياحي المصنف كواحد من أهم المعالم السياحية بالجزائر. السيول خطر متوقع و بناء جسر جديد ما زال مؤجلا منطقة الشلال التي استهلكت مبالغ مالية طائلة على مدى سنوات طويلة تواجه تحديات كبيرة قد تجهض المشروع الجديد قبل أن يكتمل حيث تقع أغلب الفضاءات الجديدة التي تقرر إنجازها بمنطقة فيضانات مدمرة تجتاح ساحة الشلال و حدائقه كل خريف و شتاء و تلحق خسائر كبيرة بالمنطقة حيث أصبح الجسر الصغير المنجز خلال المرحلة الاستعمارية غير قادر على تحمل الفيضانات حيث تتعرض منافذه الثلاثة الضيقة إلى الانسداد عند فيضان وادي شداخة و شعبة عين حلوف، و تتجمع كميات هائلة من المياه بساحة الشلال و تغمر الطرقات و مواقف السيارات و تقطع الطرقات و تعزل المدينة و تقسمها إلى نصفين، و في كل مرة تعلن حالة الطوارئ و تجند البلدية و مديرية الأشغال العمومية كل إمكاناتها لفتح منافذ الجسر الصغير و تنظيف ساحة لشلال و الطرقات و مواقف السيارات الغارقة في الأوحال و الحجارة و النفايات و جذوع الأشجار. و حسب مجسم المشروع و بطاقته الفنية المعروضة فإن المهندسين لم يدرجوا مشكل الفيضانات في المشروع و أشاروا فقط إلى الجسر الصغير الواقع في قلب المشروع و اعتبروه معلما قديما مدمجا لكنه غير معني بالدراسة. و قال مهندس من الوكالة الوطنية للتنمية السياحية للنصر بأن الدراسة اقتصرت فقط على الجانب الجمالي لمحيط الشلال، و أضاف بأن مشكلة الفيضانات و الجسور و الطرقات من اختصاص مديريتي الري و الأشغال العمومية، مؤكدا بأن المشرفين على مشروع تهيئة الشلال لم يطلبوا بناء جسور جديدة و نظام فعال للحماية من الفيضانات. و قال عضو بارز بمجلس بلدية حمام دباغ « هذه منطقة فيضانات، لقد نبهنا المهندسين إلى الخطر الذي يشكله الوادي العابر لساحة الشلال لكن مشروع بناء جسرين جديدين على الطريق الولائي 122 و مدخل الشلال مازال مؤجلا». و قال سكان من المدينة السياحية حضروا مراسيم إطلاق المشروع السياحي الجديد بأن ما سينجز خلال الأشهر القادمة قد يجرفه أول فيضان يجتاح ساحة الشلال و يحوله إلى خراب، و أضافوا بان فيضانات كثيرة ضربت محيط الشلال في السنوات الأخيرة حيث أصبح الجسر الصغير غير قادر على تحمل السيول القوية القادمة من مسافات بعيدة عن المدينة، و ذهب السكان إلى حد المطالبة بتوسيع المشروع إلى الجسرين الصغيرين و المحافظة على الطرقات القديمة و مواقف السيارات للإبقاء على الحيوية و النشاط حول المعلم السياحي الشهير الذي أصبح قبلة لآلاف السياح من داخل الوطن و خارجه كل موسم ربيع. و قالت مصادر مهتمة بقطاع السياحة و التنمية الاقتصادية بقالمة بأن إطلاق مشروع سياحي مكلف في هذا التوقيت يعد مغامرة شجاعة من السلطات الولائية في زمن الأزمة الاقتصادية التي أوقفت عدة مشاريع تنموية هامة بالولاية. و تولي سلطات قالمة أهمية كبيرة للمدينة السياحية حمام دباغ و تضخ فيها أموالا طائلة كل سنة لتهيئة الفضاءات السياحية الطبيعية و تحسين الخدمات المقدمة للسياح، لكن واقع السياحة مازال لم يرق بعد إلى مستوى التطلعات و حجم الأموال الطائلة التي أنفقت على مدى سنوات طويلة حيث زحفت الخرسانة على الفضاءات الطبيعية قرب محمية العرائس و حاصرتها، و تقلصت الفضاءات الطبيعية حول الشلال و عادت مشاكل التسيير و صيانة واجهة الشلال من جديد و تسببت أكثر من مرة في جفاف الواجهة الكلسية الجميلة و تصدعها، أصبحت الجسور الصغير بالمنطقة السياحية غير قادرة على تحمل الفيضانات و حركة السير الكثيفة و بدت الحاجة ملحة إلى منشآت فنية كبيرة و طرقات مزدوجة و فضاءات واسعة للسيارات و الراجلين، مؤسسات للتسيير و معالم سياحية طبيعية محمية و خاضعة للصيانة و الحراسة على مدار الساعة.