أعطينا المنتخب المغربي أكثر مما يستحق من قيمة ودعاية إعلامية اعتبر المدرب الوطني السابق ناصر سنجاق المقابلة القادمة أمام أسود الأطلس فرصة لبعث ديناميكية جديدة في صفوف الخضر، موضحا في حوار هاتفي خص به النصر أن المنتخب الوطني مطالب بالحفاظ على سمعته وتثمين نتيجة لقاء الذهاب بعنابة. وحسب سنجاق فإن الرأي العام الرياضي الجزائري ومعه الإعلام مطالب بالتقليل من شأن المغاربة الذين نالوا- كما أضاف- أكثر مما يستحقونه من أهمية وقيمة، رغم أنهم في بداية طريق تكوين فريق، مشيرا في سياق حديثه إلى أن اختيار ملعب مراكش لاحتضان مباراة المغرب والجزائر يخدم الخضر بالدرجة الأولى. قبل 3 أسابيع من لقاء المغرب والجزائر، ما هي قراءتك لهذا الموعد الهام؟ هي مباراة صعبة وشاقة بالنظر لطابعها المحلي وأهميتها، لكن أعتقد بأننا سنكون في أفضل رواق لعدة اعتبارات. المنتخب الوطني وبعد نكسة المونديال، دخل مرحلة جديدة في مساره تحت قيادة مدرب جديد هو بصدد العمل من أجل إعادة بناء فريق تنافسي. منطقيا، الجزائر تملك حظوظا أوفر للفوز ليس من باب العاطفة، لكن المعطيات المحيطة بالمقابلة وجل الحسابات الأولية تصب في رصيد ثعالب الصحراء. لكن المختصون يرشحون المغاربة ويعتبرونهم في موقع قوة للفوز؟ أعتقد بأن على هؤلاء مراجعة حساباتهم وتكهناتهم، لأن المنتخب المغربي يحظى في نظري بدعاية إعلامية مفرطة، وعلينا نحن، التقليل من شأن هذا التشهير المجاني ووضع المنافس في حجمه الحقيقي. شخصيا، لا أخشى الأسود، لكن هذا لا يعني بأننا سنجد الطريق مفروشا بالورود. صحيح أن الفائز سيقطع خطوة معتبرة للتأهل، لكن اللقاء لا أعتبره مصيريا. وهل تعتقد بأن الخضر بإمكانهم ترويض الأسود؟ علينا قبل كل شيء وضع الأرجل على الأرض ونسيان لقاء الذهاب، وعدم إعطاء المباراة القادمة أكثر مما تستحقه من أهمية، لإزالة الضغط على فريقنا الوطني، وجعله يكون مضاعفا على الخصم. كما أن التحضير الجيد، والابتعاد عن كل الحساسيات، والاعتماد على عامل الاستقرار في التعداد، من العوامل التي أراها ضرورية وهامة لبلوغ الهدف المنشود، والعودة بنتيجة جيدة. لذلك، أنا متفائل بتخطي عقبة الأسود رغم أن الأمر لن يكون سهلا. ألا ترى بأن هذا التفاؤل يتناقض مع موقفك قبل مباراة الذهاب؟ لا يا سيدي لست من أولئك الذين يمسكون العصا من الوسط. لقد عشت مراحل مع المنتخب الجزائري، وشبيبة القبائل، وأعي جيدا ما أقول. وعليه، اعتبر بأن تفاؤلي ليس معناه الدفاع عن خيارات بن شيخة، بقدر ما يعد بمثابة قناعة شخصية لقدرات منتخبنا الوطني، ومميزات المنافس الذي أتصور بأنه يعيش مرحلة انتقالية قد تخونه أمام الأفناك. فعلا، كنت من المنتقدين لسياسة الناخب الوطني قبل مباراة عنابة، لكن أدركت فيما بعد، أن الفرصة مواتية للفريق الوطني للخروج من فترة الفراغ التي أعقبت المونديال، بالنظر للشجاعة التي تحلى بها الخضر في لقاء 27 مارس المنصرم، والاستعداد الكبير لرد الاعتبار للكرة الجزائرية. معنى هذا أن ثقتك كبيرة في بن شيخة وكتيبته؟ حتى لا أسقط في فخ التكرار، أقول وبصوت مرتفع، أننا قادرون على تخطي منعرج المغاربة شريطة أخذ الأمور بالجدية المطلوبة، والابتعاد عن كل المظاهر التي كثيرا ما عكرت صفو جو المنتخب الوطني في المواعيد العالمية السابقة. أعتقد بأن الفرصة مناسبة لتحقيق نتيجة مرضية، لأن الفريق المغربي، منحناه نحن، أكثر مما يستحق من قيمة. كما أن الصحافة المغربية وحتى الجزائرية رفعت أسهمه عاليا رغم أنه لا يستحق في نظري كل هذه الدعاية المجانية التي لا تتماشى مع إمكانياته الحقيقية. لو كنت مكان بن شيخة كيف ستتعامل مع المقابلة؟ أحاول التقليل من شأنها، وعدم إعطائها أكثر مما تستحقه، كونها قبل لا تمثل قبل كل شيء سوى 90 دقيقة. وإلى جانب ذلك، على بن شيخة، التعامل مع اللقاء بطريقة مغايرة لمواجهة الذهاب، مع ضرورة شحن بطاريات اللاعبين، وتحضيرهم نفسيا بالشكل المطلوب. برأيك هل أحسن الناخب الوطني اختيار مكان التربص التحضيري؟ اختيار إسبانيا لم يكن عفويا أو ارتجاليا، بل هو قرار سبقته دراسة ميدانية. إسبانيا تمثل في تصوري المكان الأنسب للتحضير الجيد لعدة عوامل منها قرب المسافة مع المغرب، والطقس المشابه. لكن ما أخشاه، أن تحويل اللقاء إلى مراكش، قد يؤثر بعض الشيء على طبيعة استعدادات الفريق الوطني لسبب واحد هو المناخ. على ذكر ملعب مراكش هل ترى بأنه الأنسب لاحتضان المباراة؟ دعني أقول لك بأن قرار تعيين الملعب الجديد لمراكش لاحتضان اللقاء سيخدم الجزائر بالدرجة الأولى، ليس لطاقة استيعابه فقط، بل لنوعية الأرضية، وطبيعة الجماهير المغربية، عكس مركب محمد الخامس بالدار البيضاء الذي كان بإمكانه أن يشكل عائقا للأفناك سيما من جانب الضغط وحتى الاستفزازات. لكن وفي كل الحالات، فإن كتيبة بن شيخة، تملك من القدرات من يمكنها من اللعب دون عقدة سواء في مراكش أو طنجة أو الرباط. وماذا تنتظر من الجماهير الرياضية الجزائرية في هذا الموعد؟ الجمهور الجزائري معروف، ولا أعتقد بأنه سيتأخر عن هذا الموعد. ولا أذيع سرا إن قلت بأن أنصار الخضر سيغزون ملعب مراكش، وكل شيء يهون بالنسبة إليهم من أجل المنتخب الوطني. غير أن ما أتمناه أن تجري المواجهة في أجواء أخوية، وأن تسودها الروح الرياضية. ما رأيك في تردد بن شيخة للإفصاح عن قائمة ال23 التي سيعتمد عليها؟ بطبيعة الحال هو بصدد معاينة اللاعبين ومدى جاهزية كل واحد منهم. وأتصور بأنه سيمنح الفرصة للأكثر استعدادا، ولو أنني أجزم بأنه سيراهن على خبرة اللاعبين المحترفين، وعودة الغائبين عن لقاء عنابة في صورة زياني، قادير و بوقرة. ودون التدخل في شؤون الطاقم الفني الوطني، فإن بن شيخة سيضحي في اعتقادي بالعناصر التي تنشط في الدوري المحلي، أمام قيمة الرهان.