سجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا قياسيا، بعد أن قفز سعر الكيلو غرام مؤخرا إلى أزيد من 400 دج على مستوى العديد من المناطق، جراء تراجع كميات الإنتاج، الذي يقدر سنويا بحوالي 300 ألف طن، و يطالب المربون بضرورة تدخل الوزارة لتنظيم هذا الفرع، و كذا وضع سعر مرجعي للحوم البيضاء، لتجنيبهم الخسارة في حال تحقيق فائض كبير في الإنتاج. برّر ممثل فرع اللحوم البيضاء باتحاد التجار والحرفيين، السيد مراد ضيف، الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم البيضاء، بتراجع الإنتاج بشكل ملفت للانتباه في الأسابيع الأخيرة، بسبب لجوء الكثير من المربين إلى تقليص نشاطهم بعد انقضاء فترة الصيف، حيث حقق هذا الفرع إنتاجا قياسيا أثّر بشكل إيجابي على مستوى أسعار اللحوم البيضاء، التي وصلت لدى المربين إلى 120 دج للكيلوغرام الواحد، وحوالي 200 دج في السوق، سيما في الفترة المتزامنة مع الاحتفال بعيد الأضحى، التي ميزها تراجع الطلب على هذه المادة. وأكد المصدر في تصريح للنصر، بأن المربين سجلوا خسائر فادحة جراء تراجع الأسعار، مما دفع بالكثير منهم إلى تقليص نشاطهم، بغرض خفض الإنتاج، وبيع الكميات المحدودة المتوفرة بأسعار مرتفعة، لتغطية نفقات الإنتاج، مقترحا ضرورة تدخل مصالح وزارة الفلاحة لضبط هذا النشاط، على غرار ما تم اتخاذه من إجراءات لضبط التموين بالمواد الفلاحية الأساسية، على رأسها البطاطا والبصل والطماطم، عن طريق تسقيف سعر الكيلوغرام عند اقتنائه من عند المربين، وجعله في حدود 180 دج، مع التكفل بتخزين وتحويل الكميات الفائضة، إلى جانب تمكين المربين من اقتحام مجال التصدير، بالنظر إلى نوعية المنتوج المتصف بالجودة العالية.وأكد المتحدث أن سعر لحم الدجاج قفز في بعض المناطق لاسيما بوسط البلاد إلى غاية 450 دج، في حين بلغ سعر لحم الديك الرومي الذي يقبل عليه المستهلكون أيضا 950 دج، وتوقع من جهته ممثل اتحاد التجار حاج طاهر بولنوار، استقرار أسعار اللحوم البيضاء عند هذا المستوى المرتفع، بالنظر إلى المدة التي تستغرقها عملية إعداد المنتوج الجديد، التي لا تقل عن 40 يوما، وكذا بسبب استعداد الجزائريين لإحياء مناسبتي المولد النبوي، وكذا الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهما مناسبتان يكثر خلالهما الطلب على اللحوم البيضاء، بالنظر إلى أسعارها المعقولة مقارنة بأنواع أخرى من اللحوم، على أن تستعيد أسعار هذه المادة استقرارها من جديد شهر جانفي المقبل، موضحا أن ارتفاع الطلب مقارنة بمحدودية العرض تسبّب في التهاب الأسعار، فضلا عن ظهور مرض يصيب الدواجن، الذي أثار مخاوف المربين، ودفع بهم إلى تقليص النشاط مؤقتا، خشية تكبد خسائر فادحة، في حال انتشار الإصابات على مستوى المداجن.وأرجع المسؤول باتحاد التجار تراجع إنتاج اللحوم البيضاء في الفترات الأخيرة، إلى ارتفاع تكاليف غذائها، وكذا غلاء فاتورة الكهرباء، التي تعد جدّ ضرورية لإنجاح الإنتاج، خاصة في فصل الشتاء، بغرض توفير عامل الحرارة، التي تعد جد ضرورية لإنجاح نمو الصيصان، مما فرض على المربين الحد من حجم النشاط مِؤقتا، كاشفا أن حوالي 60 في المئة من مربي الدواجن يعتمدون الطرق التقليدية، وأن كثيرا منهم يفتقدون للوسائل العصرية، خاصة بالمناطق الداخلية، وأضاف السيد مراد ضيف، ممثل فرع اللحوم البيضاء بنفس التنظيم، أن 80 في المئة من المنتسبين إلى هذا الفرع ينشطون بطرق غير رسمية، وغير معترف بهم من قبل وزارة الفلاحة، في حين أنهم يساهمون بشكل فعال في تموين السوق بهذه المادة الضرورية، مقترحا أن يتم النزول إلى الميدان من قبل المصالح المعنية لإحصائهم، وإدراجهم ضمن المربين الشرعيين، بغرض التحكم في كميات الإنتاج، وفي مستوى الأسعار، وتفادي وقوع ندرة، على غرار ما تشهده السوق حاليا.