أكد وزير الخارجية رمطان لعمامرةة، توافقا وتنسيقا في وجهات النظر بين الجزائر وقطر في عدة مبادئ مشتركة للقضايا التي تمزق العالم العربي مبرزا توافقا بين مقاربة البلدين حول عدد من الأزمات العربية، فيما شدد علي الشراكة الاقتصادية بين الدولتين. وأبدى تفاؤله بشأن اجتماع الأوبك والتوصل إلى تفاهمات حول حصص الإنتاج. قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في ندوة صحافية عقدها في العاصمة القطرية الدوحة، في ختام جولة خليجية قادته إلى كل من الإمارات والبحرين وقطر، في رده على سؤال بشأن العلاقات الجزائرية المغربية: "المغرب دولة شقيقة وصديقة، وهناك مواقف مختلفة بين البلدين تجاه بعض القضايا والجزائر من دعاة علاقات طبيعية، واحترام الرأي فيما يتعلق ببعض القضايا". غير أنه عاد ليؤكد على موقف الجزائر الداعم لجبهة البوليساريو وقال "هذا ليس رأيا منفردا للجزائر، بل هو رأي الأممالمتحدة، فيما يتعلق باستكمال تصفية الاستعمار. ومستقبل المنطقة لا بد أن يكون قائما على احترام المبادئ الاساسية، وعدم تطبيق منطق موازين القوى". واعتبرمشاركة وفد رسمي جزائري رفيع المستوى في قمة المناخ التي احتضنتها مدينة مراكش بأنها أمر طبيعي، مضيفا "نحن مع مغرب عربي واحد، واحترام حقوق كل شعوب المنطقة، وإذا تعثر ذلك، وإن لمستم حسن النية، إن شاء الله أن يترجم ذلك في قضية الصحراء". وبخصوص مستقبل اتحاد المغرب العربي قال لعمامرة إن "إنشاء اتحاد المغرب العربي كان حدثا إيجابيا يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة، وإنه بعد 25 عاما، يتطلب تقييم ما أنجز، وسبب عدم إنجاز كل ما كنا نتطلع إليه". ورحب لعمامرة بعودة المغرب إلى الانضمام للاتحاد، لكنه جدد موقف بلاده الرافض لطرد البوليساريو من هذه المنظمة القارية وقال "الاتحاد الإفريقي له قوانين وأسس، ونحن نرحب بصفته العضو 55 بالتساوي في الحقوق والواجبات مع كل الدول الأعضاء الأخرى. وإن الجمهورية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي وإن الجزائر تعتبر ذلك موقفا إيجابيا وطبيعيا وإنه لا يمكن لدولة أن تشترط أي شيء قبل الانضمام إلى المجموعة التي تريد الانضمام إليها". وبشأن الأزمات الليبية والتنسيق الجزائري القطري ومدى وجود تنسيق أو مبادرة ثنائية لحل الأزمات في المنطقة خاصة في ليبيا في ضوء زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية إلى الجزائر قبل أيام أكد لعمامرة أن مقاربة البلدين متوافقة وقال إنهما يلتقيان في عدد من المبادئ الأساسية التي يجب ان تكون في قلب الجهد المشترك من أجل حل هذه المسائل لحل الأزمات الكبيرة التي تمزق المجتمعات العربية، وشدد على بذل جهد وتنسيق في المواقف وتبادل المعلومات حول الكيفية التي يمكن بها لقطر والجزائر ودول الخليج أن تتضافر جهودها من أجل الدفع بعجلة الحل السلمي العادل والدائم إلى الأمام، مبرزا التهديدات الأمنية على حدود الجزائر، وتداعيات الأزمة الليبية عليها، وباقي دول الجوار، بما في ذلك تونس ومصر والسودان؛ وهذا يفرض ضرورة تضافر جهود دول المنطقة لتكون جزءا من الحل. وقال إن الأمور على حالها، وإن لم تصل للحل المنشود، وهناك مؤسسات شرعية نخاطبها، ورغم اعترافه بضعف حلحلة الأزمة لكن حظوظ السلام -حسبه- في ليبيا قائمة ويجب أن استغلالها وقال "يجب أن نعمل في خندق واحد من أجل دفع الأشقاء الليبيين إلى تطوير هذه النظرة المشتركة. أما بشأن الأزمة السورية فقال الجزائر تبذل كل ما يمكن القيام به لحمل الأطراف على تغليب الحكمة والإرادة القوية في الحل السلمي"، مضيفا "إن النزاع السوري نزاع هجين له أبعاد محلية وطائفية وأمور تتعلق بالإرهاب وموازين القوى بين الدول العظمى، وهي ماعقدت الحل وجعلته يتطلب أكثر من مجرد النوايا الحسنة والإرادة القوية". وقال "إننا في تواصل مع الحكومة السورية وفاعلين آخرين والأمل أن تكون هناك فرصة حقيقية للخروج من المأساة". وعن اجتماع الأوبك المقرر نهاية هذا الشهر قال إنه آن الأوان للوصول لحل توافقي يوفر لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فرصة للتأثير الحاسم على الأسواق النفطية.