الاعتداءات على النساء المبلغ عنها لمصالح الأمن فاقت 8 آلاف في 10 أشهر كشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن ارتفاع عدد حالات التبليغ عن مختلف أنواع الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية مقارنة مع تلك المسجلة السنة الماضية، بما لا يقل عن 310 حالات. وخلال تنشيطها لندوة إعلامية بمقر منتدى الأمن الوطني، في المدرسة العليا للشرطة بشاطوناف في أعالي العاصمة، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، المصادف ل 25 نوفمبر من كل عام، أعلنت رئيسة مكتب حماية الطفولة بمديرية الشرطة القضائية محافظ الشرطة ياسمين خواص، عن إحصاء 8461 امرأة ضحية عنف خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية مقابل إحصاء 8151 ضحية عنف سنة 2015، موضحة أن الحالات التي تم إحصاؤها منذ بداية 2016 تتعلق بالعنف الجسدي و العنف الجنسي و القتل العمدي و زنا المحارم . وأشارت المتحدثة إلى أن مصالح الشرطة تستقبل بصفة مستمرة البلاغات المتعلقة بالظاهرة ومعالجتها، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع الحس لدى النساء الجزائريات بوجود قانون يحميهن من التعرض للعنف، مبرزة بأن مصالح الشرطة مستمرة في حملاتها التوعوية بالشراكة مع جميع الفاعلين في المجتمع من أجل حماية الطبقات الضعيفة عامة والمرأة والطفل خاصة. من جانبها، تطرقت كريمة مقطف، مديرة مركزية بوزارة التضامن الوطني و الأسرة و قضايا المرأة خلال مداخلتها إلى الإطار القانوني و الاجتماعي و كذا إلى آليات التكفل بالنساء ضد العنف، حيث دعت في هذا الشأن إلى ضرورة مشاركة الجميع للقضاء على هذه الظاهرة، كما نوهت بجهود السلطات العليا للبلاد لتمكين المرأة من جميع الحقوق التي يكرسها الدستور الجزائري. وفي ذات السياق، سجلت الأمينة العامة للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي لدى افتتاحها لندوة حول «مكافحة العنف الممارس ضد المرأة» تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للتصدي للظاهرة أن عدد المعنفات اللواتي قمن بالتبليغ عن تعرضهن للعنف، لا يعكس واقع العنف الممارس ضد المرأة في الجزائر لكون العائلات الجزائرية محافظة و أن نسائها لا ترفعن شكاوي ضد أحد من الأقارب. و أكدت أن العنف الذي يمس كل فئات النساء سواء كانت المثقفة منها أو الماكثة في البيت، سببه الأول هو زوال بعض الخصلات في المجتمع كالتربية و الأخلاق، حيث أصبحت المرأة في بعض العائلات – حسبها - تعنف و تعاني في صمت بدلا من أن تقدم شكوى. ودعت حفصي أمينات المنظمة للتقرب من النساء خاصة اللواتي تعرضن للعنف من أجل توعيتهن و إقناعهن لتقديم شكوى و عدم الصفح على المعتدي، داعية كذلك السلطات المعنية إلى توفير الأطر التي تحميهن و تحمي أطفالهن. كما كشفت رئيسة فرقة حماية الأحداث قسم وسط، سليمة دراري أنه تم تسجيل هذه السنة إلى غاية شهر أكتوبر، 1371 امرأة بالجزائر الوسطى تقدمن بشكوى من بينها 890 حالة عنف جسدي و 19 حالة عنف جنسي و 9 حالات قتل و 14 حالة تحرش جنسي، وتأسفت بالمناسبة لسحب الكثير من النساء الشكاوي بعد تقديمها للمحافظة على أسرهن.