صدرت مؤخرا مجموعة قصصية جديدة للكاتب والناقد قلولي بن ساعد، تحت عنوان «صدر الحكاية»، و تضم 15 نصا قصصيا، كتبها قلولي خلال الثلاث سنوات الأخيرة بعد انقطاعه عن الكتابة القصصية طويلا بسبب انشغاله بالكتابة النقدية. نصوص المجموعة تختلف بشكل كبير من حيث اللغة والبناء وحتى الرؤية عن تلك التي نشرها الكاتب في مجموعته القصصية الأولى «سلطانة والعاصفة». وهذا لأنها -حسب تصريح الكاتب للنصر- «حصيلة قراءات وتراكمات طويلة ألزمت نفسي بها بكثير من التأمل والمراجعة والنقد الذاتي الذي مارسته على نفسي، وحاولت الاستئناس فيها بذاكرتي الفردية في بعدها الوجودي والمكاني، انطلاقا مما يسميه باشلار «البيت الأليف» لأقدم بعض المواد السردية التي تشبهنا، مثلما يقول العقاد وتعبر عنا وعن همومنا الفردية والجماعية». في المجموعة نجد اختيارا إبداعيا لصياغة الوعي «بالهوية النصية» الماثلة في التراث السردي وفي المرويات الشعبية بأوجهها المختلفة والتي لا تزال تحتاج إلى جهود مضاعفة كمعطى إبداعي لكسب رهان الجودة الفنية والإبداعية والتميز في الأداء والطرح. يقول الكاتب أيضا، حاولت اختيار «أدوات عرض المادة المضمونية» بتعبير السعيد بن كراد لاستيفاء شروط بلاغة النص الباحث عن شرعية بقائه الفنية في جو من المنافسة الإبداعية كعلامة قصوى على دحض مواطن الخلل الكامنة في لاوعي المبدع العربي المعاصر الذي يتمثل اللحظة الإبداعية في زمنين زمن الكتابة وزمن الذاكرة والتاريخ والتراث الذي يستدعيه للولوج به إلى بحر المعاصرة والحداثة التي لا تتنكر للخصوصيات الثقافية والهوياتية في أبعادها الرمزية والتاريخية والأنتروبولوجية وغيرها». مضيفا بنوع من التساؤل: «لا أدري إن كان التوفيق قد حالفني في هذه التجربة، فهذا متروك للزمن والتاريخ، ولكن الذي يعنيني هو أن أكتب النص متمثلا (للهوية النصية) القائمة فينا في قطيعتها النهائية مع (نصوص الزينة) والاستعراض البسودو/الجمالي الخالي من القيمة ومن المعنى والدلالة ومن الرؤيا و(الرؤية للعالم) بتعبير لوسيان غولدمان، وهو رهان سأواصل الحفر في طبقاته المرئية بما لي من قدرة على تجاوز رعب الحاضر وظلال الخوف والأسى الذي يسكن ذواتنا الطامحة لبذل المزيد من الجهد والاجتهاد والكتابة التي تتجاوز حدود اللحظة الراهنة. المجموعة صدرت عن منشورات دار الكلمة للنشر والتوزيع، وجاءت في 87 صفحة، وهي الثانية في رصيد الكاتب بعد مجموعته الأولى «سلطانة والعاصفة» التي صدرت العام 2009 عن منشورات أرتستيك. كما صدرت للكاتب بعض المؤلفات في النقد، منها: «مقالات في حداثة النص الجزائري» عن منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين 2005، «استراتيجيات القراءة/ المتخيل، الهوية والاختلاف في الإبداع والنقد» عن منشورات دار الهدى عام 2012.