"تلفزيون الواقع" يربك خطوات نجوم العالم في كرة القدم تذمر العديد من متتبعي مونديال جنوب إفريقيا من غياب المهارات الفنية لنجوم كرة القدم، الذين ظهروا في أغلب المقابلات حتى الساخنة منها عاجزين عن هز شباك خصمهم، فصام هدافون مشهورون عن التسجيل في لقاءات مصيرية لمنتخباتهم، ضمن قائمة تضم أسماء لامعة مثل روني وميسي وغيرهم من النجوم الذين راحت الكاميرات تلتقط لهثهم خلف كرات استعصت على أقدامهم، فغطت صور خيبتهم شاشات التلفزيون. اجتهد المشاركون من معلقين ولاعبين ومحللين باستديوهات البرامج الرياضية بالتلفزيونات العربية والغربية في تفسير هذه الظاهرة الغريبة، حيث حمل البعض المسؤولية للساحرة المجنونة "جابولاني" التي قيل بأنها صنعت من طرف خبراء شركة "أديداس" من أجل تسهيل مهمة المهاجمين في تسجيل الأهداف لزيادة متعة الفرجة، فأربكت حراس المقابلات الأولى، ومنهم حارسنا شاوشي الذي ذهب ضحية حساباتها الخاطئة، فيما طرح البعض الآخر ظاهرة تحول لاعبي كرة القدم إلى "نجوم تلفزيون الواقع" وأشهر الماركات العالمية تتنافس على ومضاتهم الاعلانية، من منتوجات العطور والغسول والملابس وغيرها من العقود التجارية التي أنست اللاعبين المشهورين دورهم الأساسي في الملعب، وأفقدت أقدامهم التي تمشي فوق الحرير متعة تسجيل الأهداف، والباباراتزي يتبع خطواتهم في كل مكان، ويقتنص لقطات من حياتهم الحميمية التي تغطي أخبار فضائحها الجرائد الصفراء وصفحات المجتمع المخملي. وفي ومضة إشهارية أنجزتها شركة "بيبسي" خصيصا لعرس القارة السمراء، أثارت إعجاب الكثير من المشاهدين لفكرتها وروعة إخراجها، يظهر ميسي وتيري هنري وكاكا ودروغبا ولامبارد واشارفين يقومون برحلة في قلب إفريقيا، تجبرهم تحت لسعات شمسها الحارقة إلى التوقف في إحدى قراها الصغيرة بحثا عما يروى ضمأهم، لكن الطفل الذي قفز نحوه تيري هنري يطلب منه البيبسي الباردة التي كان يشرب منها، يعرض عليه مقابل الحصول عليها ورفاقه منازلة سكان هذه القرية في مباراة لكرة القدم، يفوزون فيها بمذاق بيبسي المنعش في حال نجاحهم في هز شباكهم. طبعا نجوم العالم في كرة القدم كانوا يعتقدون بأن الأمر سيكون سهلا، إلا أن مباراة التحدي فوق الأراضي الإفريقية، جعلتهم يركضون في كل مكان بحثا عن شباك مرمى تتم إزاحته وتغيير مكانه بتحرك الجمهور. وكأن بيبسي قد تنبأت بما سيحدث في مونديال 2010، وقدمت ردالما حدث في بعض المباريات التي قلل فيها نجوم كبار من شأن غيرهم من اللاعبين في الفرق المتنافسة على كأس العالم، فذاقوا المرفوق المستطيل الأخضر الذي لا يعترف إلا بنجومية الكرات الذهبية.