أجينور ترفع لافتة الانتظار و تكدس طلبيات زبائنها أدى ضعف الإنتاج الوطني من المعادن الثمينة و منع استيرادها منذ سنة 2014 إلى تراجع نشاط الوكالة الوطنية لتحويل و توزيع الذهب و المعادن الثمينة الأخرى، أجينور ، و يبرز ذلك جيدا في فرع الوكالة بقسنطينة التي ترفع لافتة الانتظار منذ شهر رمضان الفارط أمام كافة زبائنها، سواء من الصاغة أو عاشقات المعدن الأصفر و في مقدمتهن المقبلات على الزواج ، فالطلبيات مكدسة و كذا الاستفسارات، لكن السلع لم تصل بعد من الوكالة الأم بالعاصمة. النصر سبق و أن زارت فرع الوكالة بقسنطينة في شهر جوان الفارط ، فلاحظت تواجد عدد كبير من السيدات و الفتيات أمام بوابتها و في بهوها الداخلي، حيث كانت تعرض في خزانات زجاجية تشكيلات متنوعة من قطع الحلي الذهبية و الأطقم العصرية و التقليدية، لأنها وفرت لهن معادلة النوعية الجيدة و السعر المقبول، إذا قارناه بأسعار الصاغة، و حتى الباعة المتجولين «الدلالين» بوسط المدينة، و اعتبرت العديد من السيدات اللائي التقينا بهن آنذاك، بأن الوكالة بارقة أمل لإحداث التوازن المطلوب في أسعار الحلي و تكسير ركود السوق، خاصة و أنهن يثقن بنقاء و صفاء القطع المعروضة، لكننا عندما توجهنا مؤخرا إلى الوكالة، لم نجد سوى 7موظفين موزعين بين المكاتب و الشبابيك و جميعهم منهمكين في العمل. و لاحظنا اختفاء طابور الزبائن و كافة خزانات العرض، باستثناء طاولة زجاجية وسط البهو الفسيح، كانت تضم مجسما معدنيا لمسجد و حليتين تقليديتين من الفضة. رئيس فرع قسنطينة السيد شعبان بن يحيى قال لنا بأن الوكالة الوطنية لتحويل و توزيع الذهب و المعادن الثمينة الأخرى مرت بعدة مراحل منذ تأسيسها، فقد كانت تحتكر سوق المعادن الثمينة قبل 1988، و عندما أزيح الاحتكار ازدهر نشاطها، لكن صدور قانون يقضي بمنع استيراد المعادن الثمينة في 31 ديسمبر 2013 ، أثر على نشاط الوكالة الوطنية بصفة عامة، فقد أصبحت تعتمد كليا على المؤسسة الوطنية لاستغلال مناجم الذهب «إينور» في تزويدها بالمادة الأولية، لكن إنتاجها ضعيف، و بالتالي لا تمونها إلا بكميات قليلة لا تسد الاحتياجات المتزايدة لفروعها و زبائنهم، و شدد محدثنا بأن هذا هو أكبر مشكل تواجهه وكالة أجينور، مشيرا إلى أن مقر الوكالة الأم يوجد بالعاصمة و تضم فرعا بقسنطينة و فرعا بوهران، أما فرع العاصمة، فيضم ثلاث نقاط بيع بالعاصمة و الرابعة بتيزي وزو. لا بيع دون وصولات و فواتير المسؤول أوضح بأن الوكالة الأم هي التي توزع سبائك الذهب على فروعها، و من بينها فرع قسنطينة، ليبيع كل فرع ما تيسر منها لزبائنه من الصاغة الذين يملكون سجلات تجارية و وثائق تثبت مزاولتهم بطريقة رسمية لهذه الحرفة و تقدموا بطلبياتهم للفرع، مشيرا إلى أنه يقيد الطلبيات في سجل خاص و يرسل الوصولات إلى الوكالة الأم، و عندما تصل السلع يستدعي المعنيين، حسب الترتيب، ليبيع ما توفر من السبائك لهم بفواتير رسمية، و تأسف محدثنا لأن الطلب أكثر بكثير من العرض، خاصة و أن فرع أجينور بقسنطينة هو الوحيد على مستوى الشرق الجزائري، و بالتالي تبقى وكالة أجينور عاجزة عن تلبية كافة طلبيات صاغة الولايات الشرقية الذين يضطرون في الغالب إلى السوق السوداء لاقتناء احتياجاتهم، كما يشترون الحلي القديمة غير مبالين بمصدرها في أغلب الأحيان، رغم أن النشاط الرئيسي لأجينور هو بيع و تسويق سبائك الذهب. و بالموازاة مع ذلك ، كما قال محدثنا، تزود الوكالة الأم فروعها بمختلف الحلي الفضية و الذهبية التقليدية و العصرية التي تصنعها بورشاتها لبيعها للمواطنين مباشرة، و هي لا تلبي أيضا الطلب المتزايد، مشيرا إلى أن أجينور اضطرت إلى التوقف عن انجاز قطع الديكور و المجسمات الفضية أو البرونزية المختلفة، لأن الإدارات و المؤسسات لم تعد تطلبها كالسابق، في ظل سياسة التقشف التي تبنتها البلاد، كما أن المواد الأولية غير كافية . و أكد مسؤول فرع أجينور بقسنطينة من جهة أخرى، بأن المبيعات تقلصت في سنة 2016 كثيرا، مقارنة بالسنوات الماضية، و ذلك لأن الإنتاج ضعيف جدا خلال هذه الفترة، حيث تم بيع 24 كلغ من الذهب للخواص و حوالي 430غ من الفضة، و يبلغ سعر الغرام الواحد من الفضة 170 دج، أما الغرام الواحد من الذهب عيار 18 قيراط فقد بلغ سعره في الصيف الفارط 4650 دج، و ارتفع في نهاية السنة المنصرمة 5300 دج للغرام الواحد في حين بلغ سعر السبيكة 646 مليون سنتيم، و هذه الأسعار لا تزال شبه مستقرة حاليا. المعادلة الصعبة و بين عوامل ضعف إنتاج مؤسسة إينور من المعادن الثمينة، و في مقدمتها المعدن الأصفر، و ضعف نشاطات تحويل و إنتاج و تسويق وكالة أجينور لهذه المعادن، لأنها تقتنيها بشكلها الخام من إينور، و عامل زيادة الطلب عليها من قبل الصاغة و المواطنين، بالرغم من الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التي تمر بها البلاد، تتشكل أمامنا معادلة صعبة تبرز بكل عناصرها في وكالة أجينور بقسنطينة، التي لا يزال موظفوها و مسؤولها الأول الذي يحمل خبرة مهنية عمرها 37 عاما، في انتظار وصول السلع، ومعهم مئات الزبائن. جدير بالذكر أننا التقينا مجموعة من السيدات قرب الوكالة بحي 5 جويلية، و علمنا منهن بأنهن يحضرن بشكل دوري منذ رمضان الماضي، من أجل الاستفسار عن موعد وصول ضالتهن من الحلي الذهبية، و أخبرتنا شابتين بأنهما يرغبان في اقتناء بعض الحلي لجهازهما، لأنهما ستتزوجان عن قريب ، و أكدتا بأن أسعار حلي أجينور تعد معقولة ، مقارنة بالأسعار الحارقة بمحلات الصياغة أو سوق الدلالين بوسط المدينة، و قالت إحداهما و هي معلمة في الطور الابتدائي، بأن سعر الغرام الواحد من الذهب يتراوح، حسب النوعية، بين 6800 و 9000 دج ، لهذا لن تمل انتظار الحلي التي ستعرضها الوكالة.