يعود نجاح نشاط استرجاع الذهب الذي شرعت فيه الوكالة الوطنية للمعادن النفيسة (اجينور) والذي يلقى إقبالا كبيرا من قبل العائلات إلى الأسعار المطبقة في هذا الصدد وذلك بعد أن كانت هذه العائلات تتوجه إلى محلات الجواهر والسوق الموازية لبيع مجوهراتها. ويفسر مدير التنمية لدى اجينور السيد مصطفى مخناش هذا الواقع إلى تغير الأسعار حسب أسعار الأسواق العالمية، وهي مرتفعة أكثر من تلك المطبقة من طرف محلات الجواهر أو في الأسواق الموازية الخاصة بهذه المادة، فالسعر الذي يتلقاه الزبون محدد حاليا ب 1400 دج للغرام الواحد من الذهب من نوع 18 قراطا مقابل 1300 دج في محلات الجواهر وفي سوق الذهب الموازية. أما الفضة يبلغ سعرها 15 دج للغرام الواحد (95 بالمائة من الفضة) مقابل 10 دج للفضة في السوق الموازية. وتتمثل العملية في استرجاع المجوهرات أو الأشياء المصنوعة من المواد النفيسة من الذهب والفضة التي تودعها العائلات والخواص والمؤسسات مقابل مبلغ مالي. ويوضح السيد مخناش أن "السرية" التي تضمنها المؤسسة للعائلات مقارنة بالأماكن الأخرى التي تتم فيها عادة مثل هذه التجارة كواد كنيس (رويسو) أو شارع باتريس لومومبا (شارع لا لير سابقا) يعد عاملا آخر ساهم في إنجاح هذه العملية. ويضيف المصدر أن بعض الزبائن الذين هم في حاجة إلى المال صرّحوا أنهم لا يستطيعون التوجه إلى أسواق الذهب الموازية حيث تتم عملية البيع في الشارع أمام الملء. ويشير المسؤول إلى أن المعاينة والوزن وتحديد القيمة ودفع مبلغ المجوهرات والأشياء المصنوعة من المعادن النفيسة تتم في عين المكان من طرف تقنيي اجينور بحضور الشخص المعني بالأمر. وبخصوص وجهة المعادن الثمينة المسترجعة فإن هذه المعادن تعرض أولا لعملية تصفية على مستوى المخبر قبل بيعها على حالها الطبيعي سواء لأغراض صناعية أو تحويلها إلى معادن من فئة 18 قراطا بالنسبة للذهب وبيعها لباعة المجوهرات أو الحرفيين. وعن الذهب المسترجع فإنه يمكن استعماله في عملية إلصاق المجوهرات أو الأغراض الأخرى حسب المسؤول الذي أشار إلى أن هذا النشاط عرف خلال السنوات الأخيرة تراجعا بالجزائر. وبعد الجزائر العاصمة فإن نشاط استرجاع المعادن الثمينة سيتم توسيعه ليمتد إلى كل من وهران وقسنطينة مع فتح فروع جهوية تابعة للوكالة. وإضافة إلى هذه النشاطات فإن المؤسسة قدمت مؤخرا منتوجات جديدة قوامها المعادن الثمينة التي كانت خلال الأشهر القليلة الماضية تستورد من طرف مختلف المستعملين لاسيما مخابر التحاليل الطبية والغذائية أوالصناعية. كما تعتزم مؤسسة أجينور الشروع قبل نهاية السنة الجارية في صناعة الحلي بدلا من الاعتماد على المناولة في هذا النشاط لدى بائعي المجوهرات. وفيما يتعلق بالعرض الذي أطلقته هذه المؤسسة في أفريل الماضي للتنازل عن مجمل أو جزء من هذه المؤسسة التابعة لشركة تسيير المساهمات للكيمياء والصيدلة، أوضح المسؤول أن الآجال المحددة لإيداع الاكتتابات قد انتهت مؤخرا دون أن يكون لهذه العملية صدى لدى المستثمرين المحتملين.