زطشي في رحلة البحث عن الشرعية لتولي رئاسة الفاف تتجه الأنظار صبيحة اليوم بداية من الساعة العاشرة، صوب قاعة الندوات عمر كزال بمركز سيدي موسى، أين ستعقد الجمعية العامة الانتخابية للفاف، والتي تعد موعدا هاما في تاريخ المنظومة الكروية الوطنية، بعدما ارتسمت المعالم الأساسية لمخطط التغيير، بتواجد رئيس نادي بارادو خير الدين زطشي وحيدا في سباق الرئاسة، لكنه يبحث اليوم عن التزكية لإضفاء الشرعية، وبالتالي وضع نقطة النهاية للمناورات التي أصبحت تهدد الكرة الجزائرية، من طرف جماعة نصبت نفسها في خانة المعارضة. دورة اليوم ستضع أصحاب القرار أمام ساعة الحقيقة، لأن تواجد مرشح وحيد لرئاسة الفاف، يجبره على نيل تزكية الأغلبية المطلقة (50 بالمئة على أقل تقدير)، لضمان خلافته روراوة على رأس الاتحادية، وعليه فإن زطشي سيسعى للظفر بتزكية 53 عضوا لتعبيد الطريق نحو رئاسة الفاف، طبقا لنص الفقرة 5 من المادة 26 من القانون الأساسي للفاف، تركيبة الجمعية العامة تتشكل من 104 أعضاء، بحسب القائمة المضبوطة خلال الدورة العادية المنعقدة أواخر فيفري الفارط. الحديث عن التزكية وبحث زطشي عن الشرعية، فرضته مناورات المعارضة، ليس بقطع الطريق أمام زطشي من أجل اعتلاء كرسي الزعامة في الفاف، وإنما لتعطيل مسار المنظومة الكروية الوطنية، على أمل النجاح في تجسيد مخطط كانت هذه الجماعة قد هندست له منذ إخفاق الخضر في دورة «كان 2017»، لإحتواء الغليان الجماهيري على هذه «النكسة»، وتمرير الإسفنجة على الحملة الإعلامية التي طالت مسؤولي الفاف، وفي مقدمتهم الرئيس المنتهية عهدته، بدليل العزوف الجماعي عن الترشح للرئاسة أو للعضوية. دخل السباق وحيدا وأسقط مخطط التأجيل في الماء دخول زطشي سباق رئاسة الفاف مسلحا برصيده في مجال التكوين، من خلال المشروع الناجح الذي أنجزه مع أكاديمية بارادو، كما أنه ولد من رحم أزمة المنظومة الكروية الوطنية، كونه من الوجوه التي طالما تحدثت عن ضرورة التغيير، وإعادة النظر في السياسة المنتهجة في التسيير. وقد أودع ملفه وسط عزوف جماعي كانت له حساباته، لأن الجناح الآخر كان قد رسم مخططا يرمي إلى تمديد الآجال، بالعزوف الجماعي عن الترشح، بحثا عن التزكية «الفوقية». الخطوة جعلت المتتبعين ينقسمون بين مؤيد ومعارض، لكن «المعارضة» نابعة من الاستغراب من سر عدم إقدام أي محسوب على المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته على دخول السباق، لأن روراوة وإن مدد «السيسبانس» بخصوص رفضه الترشح لعهدة أخرى، فإنه ظل «صاحب القرار» بالنسبة لأتباعه، بدليل تعليماته للدكتور ياسين بن حمزة، الذي أجبره على عدم إيداع ملف ترشحه، وهو الموقف الذي عبد الطريق أمام زطشي وجماعته، للتواجد بمفردهم في رواق السباق. مناورات فاشلة للبحث عن الانسداد ترسيم موعد انتخابات الفاف لصبيحة اليوم ،جاء بعد زوبعة كبيرة هزت أركان المنظومة، بسبب الصراعات الداخلية التي عاشت على وقعها لجنة دراسة الترشيحات، والتي سرق خلالها رئيس هذه الهيئة علي با عمر الأضواء بموقف شخصي، لكنه لم يكن كاف ، لأن اللجنة الموسعة المكلفة بالإشراف على الانتخابات، وجدت السند القانوني لإحتواء هذه الأزمة الإدارية، وراعت مختلف المواعيد التي كان المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته قد ضبطها خلال اجتماع رسمي قبل تزكيتها. نشاط «الكواليس» بلغ ذروته خلال الساعات الأخيرة، لأن المعارضة ، ما فتئت تناور للعب آخر الأوراق، ومقترح المقاطعة سقط في الماء، ليكون المخطط الثاني بالحضور القوي للمشاركة في الجمعية العامة، مع التصويت برفض زطشي، بحثا عن فرصة الحظ الأخير، لأن هذا المخطط وإن تجسد على أرض الواقع، ستكون عواقبه «إنسداد» قانوني، مع ضبط رزنامة جديدة لدورة انتخابية بعد شهر، وفتح باب الترشيحات من جديد، مهندسو هذا «التمرد» حاولوا تجميع أكبر عدد ممكن من رؤساء الرابطات الولائية و كذا مسؤولي الأندية ظهيرة أمس بالجزائر العاصمة، إلا أن المستجيبين لم يبلغ عددهم العشرة، علما و أن التصويت يكون بالحضور الإجباري، طبقا للمادة 24 من القانون الأساسي. زطشي يرسم معالم التغيير بتركيبة جديدة للمكتب الفيدرالي على صعيد آخر فإن القراءة الأولية في القائمة التي راهن عليها المترشح الوحيد زطشي توحي بهبوب رياح التغيير على المنظومة الكروية الوطنية، لأن رئيس نادي بارادو إرتأى الإحتفاظ بعضوين فقط من الطاقم الذي كان مع روراوة في المكتب الفيدرالي، و يتعلق الأمر بالنائب الأول جهيد زفزاف، الذي كان مكلفا بالشؤون التنظيمية للمنتخب الوطني، و كذا باللجنة المالية على مستوى الفاف، إضافة إلى ملف مشروع الفندق الجديد للإتحادية، كما أن إبنة قسنطينة راضية فرتول نالت ثقة زطشي، للتواجد في المكتب الفيدرالي لعهدة ثانية على التوالي، في حين كان الرهان في باقي التركيبة على وجوه جديدة في الفاف، لكنها تمتلك خبرة ميدانية طويلة، في صورة رئيسي إتحاد العاصمة و نصر حسين داي ربوح حداد و محفوظ ولد زميرلي على التوالي، إضافة إلى لاعب منتخب جبهة التحرير الوطني محمد معوش، و اللاعب الدولي السابق حكيم مدان، من دون تجاهل خبرة بعض رؤساء الرابطات الولائية، حيث إختار زطشي 3 وجوه من الجهة الشرقية لتمثيل هذه الكتلة، و الملفت للإنتباه أنه سعى إلى المزج بين مختلف الشرائح في طاقمه.