دخلت مجلة الدوحة الثقافية مرحلة جديدة بتطوير شامل في المضمون والشكل، في عدد جوان بعد تولي الروائي والصحافي المصري عزت القمحاوي مسؤولية إدارة تحريرها بعد تخليه عن إدارة تحرير أخبار الأدب القاهرية. يحمل العدد موضوعات وملفات ثقافية تضع المجلة في قلب اللحظة الثقافية والسياسية والاجتماعية، كما يصاحب للمرة الأولى "كتاب الدوحة" مجانًا مع العدد وكتاب هذا الشهر هو "طبائع الاستبداد" للكواكبي. تتضمن تقارير ثقافية من مصر والجزائر والمغرب وتونس والسودان والعراق وسورية وموريتانيا، وصفحات عن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت من مختلف الدول العربية في أول التفاتة من مجلة ثقافية لإعلام العصر الحديث (إعلام المواطن) ويكمل هذا الباب مهمة التقارير الثقافية، حيث يطلع القاريء على جهود المدونين ومستخدمي الفيسبوك والتويتر واليوتيوب في الثورات العربية التي تخصص لها المجلة ملفًا بعنوان (جسد الفرد..رصاص العصابة) يقدم فيه 23 كاتبًا من مختلف البلاد العربية تناولاً ثقافيًا لظاهرة الثورات العربية. وإلى جانب قضية العدد هناك ملف خاص عن الكاتب الإسباني خوان غويتسولو يتضمن حوارًا معه بالإضافة إلى وثائق جائزة القذافي ومراسلات صلاح فضل معه، وقد رفض جويتسولو الجائزة التي تسلمها العام الماضي جابر عصفور. وفي الملف أيضًا مقال للكاتب الذي من هذا العدد تعاقده للكتابة خصيصًا للمجلة شهريًا، بينما يبدأ الطاهر بن جلون من عدد يوليو مقالاته الشهرية للدوحة في إطار خطة لاستكتاب عدد من الكتاب العالميين. ومن اللغة الإسبانية أيضًا يودع الشاعر والمترجم المصري طلعت شاهين أرنستو ساباتو..الهارب من جفاف العلوم إلى كوابيس الأدب. ومن بين ملفات العدد "جيفارا وأسامة..الوجه والمرآة" حيث يتناول الكاتب علاء عبدالوهاب الرحيل التراجيدي لأسامة بن لادن في تشابهه مع حياة وموت جيفارا؛ فبعيدًا عن الأيديولوجيا التي تحرك الرجلين، هناك التمرد على المهنة المرموقة والأسرة الغنية للعيش في الكهوف والمطاردة من عدو واحد، والغموض حول مصير الجثة. يذكر أن العدد الأول من مجلة الدوحة صدر عام 1969 بوصفها مجلة منوعة للثقافة والفنون في قطر. وفي عام 1976 أخذت توجهها العربي مع رئاسة تحرير المفكر السوداني محمد إبراهيم الشوش، لتعنى بشئون الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج ، ثم بلغت مجدها مع الناقد المصري الراحل رجاء النقاش، حتى توقفت عام 1986في ذروة مجدها ، وحقق توزيعها في كل العواصم العربية طفرة لم تعرفها المجلات الثقافية من قبل. ثم استأنفت الصدور مجددًا في نوفمبر 2010.